الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صمود البقال في زمن الجائحة

سفيان الهبطي الادريسي

2020 / 5 / 6
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


لا شك أن مسلسل التغيير في زمن جائحة كورونا لازال مستمرا فبعد اغلاق الحدود البرية والبحرية وفرض الحجر الصحي ورفع درجة الحذر وتغير نمط الحياة من حولنا ما كنا نظن أنه مهم أصبح ثانويا وما كنا نظنه ثانويا وهامشيا أصبح مهما وبدأ يظهر أقبح ما فينا وأجمل ما فينا حكومة وشعب جماعة وأفراد، وبدئت تظهر بشكل جلي أهمية بعض الوظائف التي لا طالما جرى تهميشها من بعض الجهات كمهنة الطبيب والممرض والجندي والأستاذ والبقال الذي لعب دورا محوريا في هذه الأزمة ويستحق منا كل الاحترام والاجلال والتقدير على الخدمات التي يقدمها في زمن الوباء والخطر وهذا محور حديثنا اليوم.
فبعد الاكتساح الكبير للمراكز التجارية أو مايسمى بالأسواق الممتازة وظهور المنافسة على الصعيد الوطني من طرف أسواق تجارية أخرى مثل كارفور وبيم الى جانب أسواق السلام ومرجان بدأ يضيق الخناق شيئا فشيئا على البقالة والحوانيت وانحصر وجودهم فقط في الأحياء الشعبية أما الأحياء الراقية فوجودهم ضعيف جدا، لكن سرعان ما عاد الاعتبار لهم في هذه الأوقات العصيبة .
لقد أظهرت المحلات التجارية التقليدية (الحانوت أو البقال) فعالية وقدرة على الاستمرار مقارنة بالأسواق التجارية الكبرى للمواد الغدائية في زمن الجائحة حيث أننا نجد أن الكثير من المراكز التجارية الكبرى تقفل بسبب وجود حالات إصابة داخلها وقد حدث هذا في العديد من المدن المغربية مثل كارفور بالدار البيضاء ومؤخرا أسواق السلام بمدينة القنيطرة وغيرهما وذلك بسبب الاكتظاظ الكبير الذي تعرفه هذه المراكز باعتبار أنها أماكن يتوافد عليها الزبائن من كل أنحاء المدينة وهذا ما يرفع من احتمالية الإصابة بالفايروس في حين البقال الشعبي يتميز بخصائص مهمة تساهم في تقليص احتمالات الإصابة بالعدوى ، ومنها أن كل حي شعبي يضم بقال الى ثلاثة وهذا ما يجعل التوزيع الجغرافي للبقالة يشمل كل المناطق والمجموعات السكنية في المدينة ما يفي بقضاء حاجيات ساكنة الحي إضافة الى أن بقال الحي يمنع وصول أفراد غرباء من أحياء أخرى للتبضع والشراء وكل هذه الخصائص تجنب وقوع حالات إصابة أكثر.
وفي نفس السياق انتعش أيضا ما يسمى بالبيع بالتجوال حيث يستهدف البائع الزبائن في المنازل وقد كان هذا النوع من البيع حاضرا بقوة في الأحياء الشعبية اٍلا أنه انتشر أكثر في زمن الوباء لدواعي كثيرة منها أن السلطات تمنع البيع في الشوارع لمنع التجمعات فيستعيض هؤلاء بنشاط البيع بالتنقل في الأحياء معلنين بصوت مرتفع نوع السلعة والثمن وغالبا ما تكون هذه السلع عبارة عن الخضر، وقد ساهم هذا النوع من البيع والشراء في بقاء الناس في منازلهم والحفاظ على أرواحهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار


.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟




.. يديعوت أحرونوت: إسرائيل ناشدت رئيس الكونغرس وأعضاء بالشيوخ ا


.. آثار قصف الاحتلال على بلدة عيتا الشعب جنوب لبنان




.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض