الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يكون الكاظمي بوابة الساعدي القادم أم يصبح أتاتورك العراق؟ أم يلقى مصير غامض؟

احمد جمعة
روائي

(A.juma)

2020 / 5 / 8
الادب والفن


حين زفت أخبار بغداد تعيين مصطفى الكاظمي رئيسًا لوزراء العراق، بعد طول مماحكات وانقلابات داخلية سرية وفي الخفاء لأجل تعقيد الوضع لتبقى السيطرة للقوى الدينية بشتى أطيافها لأن التحالف الشيعي هناك لا يخفي تعاطف تيار الإخوانية السني، بل هما وجهان لعملة واحدة وبالتالي كان التعقيد في الوضع السياسي وتأزيم الحالة رغم الانهيارات الحاصلة في نظام الدولة ورغم الثورة العارمة في الشارع، كان القصد من هذا التأزيم إبقاء الوضع على ما هو عليه لحفظ المصالح المتشابكة بين الأحزاب الدينية والقوى المالية الفاسدة مع الميلشيات المسلحة وغيرها من جيوب مقاومة التغيير والاستجابة للشارع.
هذه ديباجة عابرة تقدم للإعلان عن التوافق على تعيين مصطفى الكاظمي رئيس للوزراء، ودون اقحام تاريخ الرجل وتفاصيل علاقاته ووظائفه التي تولاها وما قيل وأشيع عنه من أخبار وشائعات وأسرار وغيرها عادة ما ترافق تعيين أي مسئول، دون ذلك يبدو لي من قراءة بعض أسرار الرجل وخيوط هنا وهناك من وراء الكواليس...كيف تم التوافق عليه وعلاقاته الخارجية...؟ علاقاته بالأخوة الأكراد وتحرر الرجل من الموروث الديني الذي عادة ما صاحب جميع المسئولين العراقيين الذين تولوا الحكم بعد الإطاحة بنظام صدام حسين...تميز الرجل بانفصاله عن هذا الإرث وعدم تورط أسمه حتى الآن بفضائح أو ارتباطه بقوائم الفساد المنتشرة في الطبقة السياسية الحالية...هذا ما جعلني أجري وراء بعض التفاصيل خلف الطبقة الضبابية التي تشكل منها الرجل وإذا ما كانت لها علاقة بالجنرال عبدالوهاب الساعدي الرجل المطلوب أساسًا لهذا المنصب على الأقل من الشارع العراقي بطوائفه وشرائحه، ولولا العقدة الإيرانية وخلفها الأحزاب الدينية والميلشيات لتحقق مطلب الشارع العراقي...ترى ما العلاقة بين الكاظمي والساعدي؟ وهل يكون الكاظمي مجرد كاسحة يتقدم بها لفتح الباب أمام الجنرال الساعدي؟ أم يصبح مصطفى الكاظمي نسخة معدلة في هذا العصر لظل مصطفى كمال؟ أعني هنا أتاتورك؟ ماذا لو ركب الكاظمي الدراجة الوطنية العلمانية؟ وسار بها تدرجًا نحو مرفأ السلام وحقق ما لم يحققه رؤساء الطبقة الدينية الفاسدة التي مرت على العراق منذ سقوط النظام البعثي؟
أم يعبر هذا الرجل مرور الكرام كما يقال ولا يترك بصمة مثله مثل غيره؟
حقيقة من خلال قراءة سريعة لتاريخ الرجل ولعدة عوامل منها علاقاته الخارجية وارتباطاته ووظائفه وشبكة سرية تعمل له الآن لتهيئة القاعدة...والتوافق الدولي حول شخصيته، وأبرز عامل عدم تورطه بالملف الديني الولايتي الذين هو أساس انهيار الوضع العراقي مؤخرًا...كل ذلك يمهد لفتح الباب أمام الرجل ليكون نسخة عصرية علمانية لمصطفى كمال... ولكن بشرط أن يلتزم بشروط التحكم والسيطرة بالقوة على فصائل الميلشيات وسحب السلاح منها وإلا لا فائدة تذكر من كل المحاولات للسيطرة على النظام السياسي القائم.
حتى الآن تظل الأسئلة قائمة: من هو مصطفى الكاظمي؟ لماذا نجح بالوصول لسدة الوزارة رغم ضغط القوى المعارضة ومنها إيران والميلشيات؟ ولماذا تم التوافق عليه؟ وماذا عن دعم الولايات المتحدة وإسرائيل ودول الخليج له؟ هل هو مجرد بالون اختبار؟ هل هو مقدمة لتولي الجنرال الساعدي فيما بعد؟ الباب الذي سيدخل منه الساعدي بعد مدة مفتوحٌ؟ هل هو كاسحة الغام وتمهيد للقادم ليكون الحل للدولة العراقية هي العلمانية؟
إذا نجح الكاظمي في تفكيك شبكة ميلشيات الحشد الشعبي وإعادة الهيبة للدولة وفرض سيادتها هنا يمكن أن يصبح مقدمة لظل مصطفى كمال أتاتورك ويفرض التغيير، وإلا لن يكون سوى واحدٌ ممن مروا مثل غيره وتبقى كرة الرماد العراقية مشتعلة من الداخل حتى تنفجر بالنار ويلقى مصير غامض من قبل من تضررت مصالحهم؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تصف نوال الزغبي علاقتها بالصحافة ؟ ??


.. سألنا الناس في مصر: ما هو الفيلم أو المسلسل الذي لا تمل منه؟




.. موجز أخبار الرابعة عصرًا - وزير التعليم يستعرض غدًا نتيجة تق


.. الفنان أيمن عبد السلام ضيف صباح العربية




.. موسيقى ورقص داخل حرم المسجد في عقد قران ابنة مفيدة شيحة يثير