الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمام شاشة الحجر المنزلي

حمدى عبد العزيز

2020 / 5 / 8
الادب والفن


فترة الحجر المنزلي كانت فرصة لإشباع ولعي الخاص بالسينما .. طوال فترة البقاء للمنزل لم أفعل شيئاً سوي القيام بنسخ عدد من الأفلام علي فلاشة ، ثم مشاهدتها علي شاشتي الخاصة بمعدل يصل إلي ثلاثة أفلام في اليوم ..
شاهدت حتي الآن حوالي خمسة أفلام لجواكين فينكس بطل جوكر
(Joker) والذي حاز عنه علي جائزة الأوسكار لأحسن ممثل هذا العام ، وهو لم يحصل علي جائزة الأوسكار من فراغ فقد أدي أداءاً استثنائياً في فيلم الجوكر ، لدرجة أنه كان يؤدي بعمق إنساني شديد ، وبتحدث بصوت يتنوع إحساسه مابين الأسي والإحباط والهزيمة وبين لحظات الوداع والحبور الطفولي ، ولايكف عن تفجير الدلالات التمثيلية وكأنه لايعبر بلسانه ونظرات عينيه فقط وإنما كان يفعل ذلك بتحكم سلس في اصغر عضلات وجهه وأكبرها وكذلك وصولاً لمشاركة عضلات ظهره في الأداء ، وكذا ذراعيه وساقيه ، بل أنه استطاع في لحظات كثيرة أن يتحكم في خطوط وظلال قناع المهرج الذي يرسمه علي وجهه (وخصوصاً في مشاهد حواره التلفزيوني الأخير مع روبرتو دي نيرو الذي يقوم بدور المذيع قبل أن يسدد له طلقات مسدسه ويرديه قتيلاً أمام المشاهدين في منطقة من الأداء التمثيلي الغير مسبوق) ..
علي أية حال الحديث عن ( Joker ) أمره يطول ويحتاج مساحة أكبر من الكتابة له وحده ، جواكين فينيكس قام ببطولة أعمال لاتقل أهمية عن الجوكر ، وخاصة في فيلم المهاجر
( The Immigrant)
أمام الممثلة الفرنسية البديعة ماريون كوتيار ، أو في فيلم عاشقان (Two Lovers) مع الجميلة جونيث بالترو .. ثم تحفته التي أدعو كل المهتمين بالسينما لمشاهدتها وهي فيلم بعنوان هي (Her) الذي يؤدي فيه دور شاب ممزق مابين الإغتراب في عالم الواقع المجتمعي المعاش من جهة ، وومن جهة أخري مابين العوالم الإفتراضية التي يفسح لها عالم التكنولوجيا والذكاء الإصطناعي مجالاً مهيمناً علي فضاءتنا النفسية والروحية ..
ماريون كوتيار التي أدت أمام فينيكس المهاجر (The Immigrant) هي الأخري ممثلة لاتقل أهمية عن كبار نجمات السينما العالمية ، ولذلك هي من الممثلات القلائل من الغير أمريكيات اللواتي حصلن علي جوائز الأوسكار ..
وآداء كوتيار في فيلم المهاجر مع فينيكس كان مبهراً ، وكذلك آدائها في فيلم حليفان (Allied) أمام براد بيت ، أو فيلمها المهم جداً (الحياة الوردية La Vie En Rose) عن السيرة الذاتية لأم كلثوم فرنسا المطربة الفرنسية الخالدة إديث بياف والذي حصلت عنه ، وإن كنت أري أنها كانت تستحق جوائز اوسكار أخري عن فيلمها (من أرض القمر From the Land of the Moon ) ..
بالطبع فالحديث عن هؤلاء لايمكن أن يطغي علي متابعة البراعة والمقدرة الإستثنائية لجاك نيكلسون الذي أعتبره أحد أهم عظماء السينما في العالم .. بل لاأخفي عليكم سراً انني في الأصل تعرفت علي ماسبق وماسيلحق من الأعمال والشخصيات السينمائية أثناء بحثي عن أعمال جاك نيكلسون فأنا مفتون به منذ أن شاهدت له في شبابي فيلم (طار فوق عش المجانين) الذي عرض في سينما (أمير)بالأسكندرية في أوائل ثمانينيات القرن الماضي ..
وهو يؤدي بسلاسة وحضور شديد كأنه يسوق دراجة بسرعة وبراعة وتحكم في حين يترك يديه الإثنين علي راحتهما بلاإمساك للدركسيون ..
ومن نفس مدرسته هذه هناك ممثلون شاهدت لهم أعمال مثل الرائع (روبرت دوفال) الذي، قام بدور محامي أسرة فيتو كورليوني في (الأب الروحي) ، كذلك الممثل العظيم جيفري راش الذي جسد دور الماركيز دو صاد نزيل مستشفي الأمراض العقلية الملحقة سجن الباستيل في فيلم الريشات(Quills) وهذا الفيلم قام فيه فينيكس بدور القس الذي يقوم بالوعظ الديني للنزلاء من المسجونين الذين تم إيداعهم مستشفي الأمراض العقلية ، وقامت الهائلة كيت ونسلت بدور عاملة غسيل الملابس التي تهرب ريشات وحبر الكتابة إلي الماركيز دي صاد الذي يكتب رواياته الماجنة التي يعري فيها الحياة الخاصة لنخب المجتمع الفرنسي وهي تقوم بتهريبها للناشر ، في حين يصارع القس عشقه المكتوم غرامه المحتدم بالفتاة العذراء الجميلة المولعة بالسرد الشهواني للمركيز دي صاد والتي تجسدها كيت وينسلت ..
نفس مدرسة الحضور السينمائي العميق والسهل التي يمثلها جاك نيكلسون ، وجيفري راش ، وروبيرت دوفال تضم أيضاً فنان من وزن العيار الثقيل هو الممثل الإنجليزي (جوناثان برايس) وقد شاهدت تجسيده لدور الزعيم الأرجنتيني بيرون في فيلم إيفتا (Evita) الذي يحكي قصة حياة إيفتا بيرون زوجة الزعيم الأرجنتيني بيرون ، والتي قامت ببطولته مادونا أمام انطونيو باندرياس ، لكن عمله الذي كنت اتوقع له الحصول علي أرفع الجوائز هو فيلم الباباوان (Two Popes) الذي أدي فيه دور بابا الفاتيكان الحالي البابا فرنسيس ، بينما أدي أمامه دور البابا بيندكت الممثل الكبير انتوني هوبكنز وكانت بينهما مباراة عظيمة وممتعة من الأداء التمثيلي ، جوناثان برايس بآداءه البسيط السهل ، والبالغ العمق في نفس الوقت أمام انتوني هوبكنز الذي تقمص شخصية البابا بينكدت علي نحو عميق ..
جوناثان برايس ممثل عظيم ، واعتقد أنه قد ظلم كثيراً لعدم حصوله علي أي من جوائز الأوسكار ، سواء عن دوره في في (إيفتا Evita) أو دوره في الباباوان (Two Popes) ، لكنه حصل علي العديد من الجوائز في موطنه بريطانيا ، وإن كان أغلبها عن آداءه كأحد أبطال المسرح البريطاني العريق ..
وإلي حديث آخر حول السينما ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر


.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة




.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با