الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


‎الصراع الأمريكي - الصيني والأزمة الإيرانية - الأمريكية

كاظم عبيد جابر

2020 / 5 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


يمكن إيجاز الصراع الأمريكي الصيني ومدى علاقة الأزمة الامريكية الإيرانية بهذا الصراع الذي ظاهره تجاري اقتصادي وباطنه صراع نفوذ بما يلي:
- لا يمكن عزل الازمة الإيرانية الأمريكية عن الأحداث الدولية الأخرى وبالأخص الحرب التجارية والاقتصادية المحتدمة بين الولايات المتحدة الامريكية والصين والتواجد الأمريكي في العراق وبعض مناطق سوريا حيث تدرك الولايات المتحدة الامريكية والرئيس ترامب ان الصين تسير بثبات في التطور الاقتصادي والتكنولوجي وتتربع الان على المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة الامريكية وقد تصل ان استمرت بهذا التطور الملفت ان تنتزع المركز الأول وان كان في الامر صعوبة لقوة الاقتصاد الأمريكي وهيمنته على مناطق واسعة من العالم وسعي الصين التغلغل والوصول الى مناطق الشرق الأقصى ومن هذا المنطلق بدأت الولايات المتحدة حربها الاقتصادية بشكل علني ومعروف في إجراءاته الأولية ، ولكن الصين هي الأخرى لم تقف مكتوفة الأيدي وتعرف جيداً كيف تواجه التحدي الاقتصادي الأمريكي ومحاولات فرض الخناق عليها من خلال انتشار القواعد والنفوذ الأمريكي في مياه المحيطات ودول شرق آسيا ، وبدأت الصين بخطوات استباقية منذ سنوات عدة بربط اراضيها بدول الشرق الأدنى سعياً منها الوصول الى مناطق الشرق الأوسط وشمال افريقيا بطرق برية بالعديد من الدول بما يسمى طريق الحرير والهيمنة على الموانيء البحرية من خلال اتفاقات مع عدد من الدول كالهند والباكستان والكويت مؤخراً وسيكون لذلك تاثير مباشر وكبير على حركة التجارة الدولية في هذه المناطق وأستغلت الصين الأزمة الامريكية الإيرانية للوصول الى ايران التي تشكل أهمية لتمددها وصولاً الى العراق ودول الخليج ايضاً كما ان طريق الحرير لابد ان يمر من خلال الأراضي الإيرانية والعراقية ليسحب البساط من الطرق التجارية التقليدية عبر المحيطات !!
- الولايات المتحدة الامريكية والرئيس ترامب يدركون جيداً هذه المعادلة لذلك بدأوا الضغط على ايران من خلال الحصار الاقتصادي لتغيير مواقفها والدخول في الفلك الأمريكي لانها نقطة مفصلية في الصراع الأمريكي الصيني...والهيمنة على ايران تعني الهيمنة على العراق وسوريا ولبنان واغلب منطقة الشرق الأوسط لذلك تسعى الولايات المتحدة على اجبار ايران ان تكون ضمن دائرتها ليسهل عليها السيطرة على اهم مناطق الطاقة في العراق والخليج وإبعاد الهيمنة الصينية والروسية ايضاً التي تسعى هي الأخرى ان يكون لها موطيء قدم وبدأت ذلك فعلاً في سوريا وقد تتحين الفرصة لأي حماقة ترتكبها الولايات المتحدة الامريكية في ايران لتدخل بكل قواها للهيمنة الاقتصادية والسيطرة على المنطقة منافساً كبيراً للصين وأمريكا ، ولكن الولايات المتحدة الامريكية ليست بالسذاجة التي قد ترتكب بها اي حماقة لذلك فان امر الحرب مع ايران مستبعد تماماً وقد يصل بها المطاف الى تقديم تنازلات للفوز بايران ومن خلالها تثبيت هيمنتها على العراق ودول المنطقة...
- وايران هي الأخرى تدرك جيداً هذه المعادلة وتتعامل معها بذكاء والموقف الأمريكي مكشوف لها تماماً إن لم تكن هناك تفاهمات تحت الطاولة ، لذلك فانها ومع الإصرار الأمريكي قد يصلان الى نقطة تلاقي تخدم كلا الطرفين لكنها لن تقبل بالدائرة الامريكية وشروطها الا مقابل اطلاق يدها على كل منطقة الخليج وليس اقل من ذلك!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نيويورك تايمز: صور غزة أبلغ من الكلمات في إقناع الآخرين بضرو


.. فريق العربية في غزة.. مراسلون أمام الكاميرا.. آباء وأمهات خل




.. تركيا تقرر وقف التجارة بشكل نهائي مع إسرائيل


.. عمدة لندن صادق خان يفوز بولاية ثالثة




.. لماذا أثارت نتائج الانتخابات البريطانية قلق بايدن؟