الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) رسالة مفتوحة للاسلاميين!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2020 / 5 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


كتب الصديق (عبد الله الشبلي) مقالة ينصح فيها ما يسمى ب((الحركة الاسلامية)) في ليبيا بالتعقل والمراجعة وحقن الدماء واتباع نفس النهج الذي يتبعونه في الغرب، اي نهج المسالمة والخطاب السياسي المرن الوديع ونبذ العنف والارهاب، ومن المعلوم أن أغلب القيادات الاسلاماوية الليبية كانت بل ولازالت تقيم في الغرب حتى وان كان بعضها اختار الاقامة حاليا في تركيا، فلماذا يتصرفون في الغرب بطريقة لطيفة ومسالمة ووديعة بينما في بلدانهم الاصلية تحولوا، بعد ثورات الشارع العربي، الى وحوش ضارية تستقوي بالسلاح وتقاتل من اجل الحكم نابا ومخلبا!!؟؟.... هكذا كان مفهوم الرسالة المفتوحة التي بعثها الصديق (الشبلي) للاسلاميين لعلهم يرجعون!، والصديق (الشبلي)، حاله كحالي(*)، خاض أيام شبابه تجربة الانخراط فيما بات يعرف ب((الاسلام السياسي)) و((الحركة الاسلامية)) فهو اذن لا يتكلم ولا ينتقد من فراغ بل عن علم وفهم وتجربة!...... عموما اطلعت على رسالته المفتوحة الصريحة والطيبة التي نشرها في صفحته الشخصية وكان لي التعليق التالي:
"إنه حب السلطة وحب الرئاسة!!، الذي اعمى بصيرتهم فكيف اذا تغلغلت في قلوبهم الاحقاد والنزعات والحسابات الجهوية وربما العرقية التي يغلفونها بشعارات دينية ووطنية وثورية من حيث يشعرون أو لا بشعرون والله يعلم سرهم وما تخغي قلوبهم!!!؟؟ ((لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ))!!، انا بالنسبة لي ما يسمى بالحركة الاسلامية السياسية في حكم المنتهي والمفلس اخلاقيا وروحيا وقد تبرأت لله منها، ويقينا ان هذا الدين العظيم لا يحتاج الى هكذا حركة سياسية سلطوية مريضة ضررها، والله، على الامة وعلى أوطان وبلدان المسلمين بل وعلى الدين ذاته اكبر من نفعها!.... بالله عليكم هل لو اختفت ما يسمى بالحركة الاسلامية وجماعة الاخوان المسلمين سيتضرر الاسلام أم سيكون حاله أفضل !!؟؟ هذا ما عليهم ان يفكروا فيه!!، والله إني نصحتهم سرا وجهارا ومرارا وتكرارا أن يجعلوا من حركتهم ((حركة بعث حضاري واخلاقي وروحي)) للامة بدلا من تحويلها إلى ((ثور سياسي)) يبدد طاقته كلها على المناطحة السياسية ثم لا يفوز بل يتم ذبحه وسلخه والناس شهود!!، نصحتهم بالتحول إلى ((حركة بعث حضاري وفكري)) تركز طاقاتها الجماعية والاعلامية والمالية والتنظيمية على جانب احياء اخلاقيات الاسلام في الناس، وتجديد الفقه الاسلامي والفكر الاسلامي، وغربلة الموروث الديني، فضلا عن التصدي للتطرف الديني والغلو في الدين بكل صوره في فهم الكتاب والسنة، فضلا عن التصدي للغلو العلماني بالفكر لا بالرصاص والارهاب!!، وبيان ان مشروع ((الدولة العلمانية)) ك((مشروع الدولة الدينية))((دولة يحكمها الملالي وشيوخ الدين وولاية المرشد والمفتي الفقيه!!)) كلاهما مشروع محكوم عليه بالفشل في مجتمعاتنا المسلمة، هكذا نصحتهم مرارا وتكرارا ولكن (( لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ))!!، ولا اقصد بكلامي هنا جماعة الاخوان فقط بل كل ما يسمى ب((الحركة الاسلامية)) وانما ذكرت جماعة الاخوان بالاسم لأنها هي ((أم)) ما يسمى بالحركة الاسلامية ((السياسية))، فجماعة الاخوان المسلمين ولدت عام 1928 بينما دولة ليبيا العربية ولدت عام 1951 فهي أكبر سنا حتى من دولة ليبيا!!، ومع ذلك فهي تسير من فشل الى فشل وبددت طاقاتها وعمرها في بالوعة السياسة وكان ضررها على الأمة وعلى قضية النهوض السياسي والديموقراطي في بلداننا أكبر من نفعها بكثير!! ، بل كان تضخمها السياسي والامني والمالي السرطاني على حساب الجانب الروحاني والاخلاقي الذي هو اساس هذا الدين!!..... الشيء المؤكد لدي، يقينا، أن ربيع ثورات الشارع العربي لم يعر أنظمة الحكم الفاشلة فقط، بل عرى ايضا المعارضات العربية، وعرى أيضا حقيقة افلاس الاسلاميين والعلمانيين على السواء، ليس سياسيا وحسب بل وفكريا ايضا !!، والحمد لله رب العالمين!، لعل كل هؤلاء جميعا وقد اصبحوا عراة ومفلسين ينتبهون ويراجعون أفكارهم وحساباتهم ومشروعاتهم القديمة الفاشلة التي زادت الأمة خبالا واعتلالا! "
************
أخوكم المحب
(*) 10 سنوات قضيتها في خضم الاسلام السياسي و20 سنة عشتها في خضم المعارضة الليبية وما يقارب الآن 10 سنوات من احداث ثورات الربيع العربي الذي انقلب الى خريف مخيف شتت العرب أكثر مما هم متشتتون فكريا واعلاميا وسياسيا!، واليوم انا على مشارف الستين، قضيت منها 40 عاما في تلك التجارب بأحلامها وأوهامها وآلامها ودفعت ضريبتها، غربة طويلة وصحة عليلة!، لذا كان لزاما على أن أتوقف وأعيد التفكير في كل شيء وهذا ما أفعله الآن!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يخيب آمال الديمقراطيين خلال المناظرة الأولى أمام ترامب


.. تهديدات إسرائيل للبنان: حرب نفسية أو مغامرة غير محسوبة العوا




.. إيران: أكثر من 60 مليون ناخب يتوجهون لصناديق الاقتراع لاختيا


.. السعودية.. طبيب بيطري يُصدم بما وجده في بطن ناقة!




.. ميلوني -غاضبة- من توزيع المناصب العليا في الاتحاد الأوروبي