الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإعلام العربي: مرايا الضمائر الميتة

باسم المرعبي

2006 / 6 / 17
الصحافة والاعلام


اعلامي اردني اسمه فؤاد حسين استضافته قناة العربية في الساعات الأولى التي أعقبت الإعلان عن مقتل مواطنه المجرم الزرقاوي، بدا طوال المقابلة متعاطفاً مع القاعدة مبرراً ما يقوم به افراد وأتباع هذه الشبكة من فظائع حيث نزّه القاعدة وتالياً الزرقاوي من أي عمل مشين. وحين سئل عن أحد افراد عصابة الزرقاوي والذي استدرجته المخابرات الأردنية والذي عرف بأنه مسؤول «الغنائم» ـ غنائم ماذا؟ـ في القاعدة سارع هذا « البطل الإعلامي » الى نفي علاقة المجرم المدعو زياد الكربولي بالقاعدة، تنزيهاً لها، ووصفَ الكربولي بأنه قاطع طريق، لأن الأمر يتعلق هذه المرة بقتل مواطنه السائق الأردني فأصبح« مسؤول الغنائم» مجرد لص وقاطع طريق ـ وهو كذلك، بل، أكثر انحطاطاً ـ، في الوقت الذي يصف قتلة العراقيين بالمجاهدين والمقاومين وما الى ذلك مما يحفل به قاموس الصفاقة العربية! ان هذا اللعب على الكلمات يكشف بصورة مروّعة مدى النفاق والتهرّؤ الذي اصبح صفة ملازمة للكثير من الإعلاميين العرب.
اعلاميون بلا شرف ولا أدنى درجة من الحس الإنساني يسعون في تبرير الإجرام بحقّ العراقيين ويمنون أنفسهم بفناء العراق كلّ العراق مطلقين لأخيلتهم المريضة التكهن بأسوا الصور. في ذات المقابلة ورداُ على سؤال المذيعة عن مدى تأثير موت المجرم الزرقاوي على عمليات القاعدة في العراق.. وهنا استنفر وحشد ما في دواخله من تورّمات لينفي ان يكون هناك أي تاثير لمثل هذا الأمر، لأن الزرقاوي في نظره ووفقاً لقوله ذو تأثير معنوي فحسب وزاد على ذلك قوله: على العكس سترين، مخاطباً المذيعة، رد فعل القاعدة مستدركاً بالحرف: ستتصاعد العمليات خلال اليومين القادمين الى مستوى لم يسبق له مثيل...
واذا تجاوزنا القراءة النفسية لصدور مثل هذا التقييم من هذا « الإعلامي» والتي تكشف مدى التدني الأخلاقي ناهيك عن المهني حيث تفضح ما في دخيلته وما يحمله للعراقيين من ضغينة فإنه بالمقابل لا اعتداد برأيه على مستوى التحليل والا كيف استطاع الجزم بإن عمليا ت القاعدة ستزداد خلال 48 ساعة وـ بشكل لم يسبق له مثيل ـ ومن أين أتاه هذا الإلهام؟؟
ان تصريحات كهذه ينفثها هذا « النابغة » الإعلامي لا تتعدى امرين اثنين لا ثالث لهما: الأول وقد ذكرناه قبل قليل وهوعبارة عن امنيات مريضة، دموية تتطلع الى رؤية المجازر وقد حلت بالعراقيين والثاني دعوة تحريضية صريحة لمجرمي القاعدة بشنّ الهجمات وقتل الأبرياء دونى أدنى تمييز أو في الأقل أراد ان يبعث برسالة تقول لهم هذا ما نتوقعه منكم فلا تكونوا دون ذلك..

ان مثل هذا النموذج لا يشكل حالة عابرة، للأسف، في الفضاء الموبوء للأعلام العربي، بل ان نقيضه هوالقليل، ففي كل زاوية اعلامية عربية نجد غربان التضليل وهي تبارك قتل العراقيين تحت ألف ذريعة وذريعة.

انّ امّة بإعلام كهذا يقتات من دم الشرفاء والأبرياء و يبجّل القتلة والمجرمين ويلتمس لهم الأعذار والجنان الخالدة هو علامة فساد وانحطاط كبيرين. وبسيادة مثل هذا الخطاب ووجود غالبية كبيرة، من بين متلقيه، متعاطفة معه بل هو على مقاسها وتلبية لأمراضها.. لا يعود من معنىً ابداً، للسؤال عن مكامن الخلل في الحياة العربية برمتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم المعارضة والانتقادات.. لأول مرة لندن ترحّل طالب لجوء إلى


.. مفاوضات اللحظات الأخيرة بين إسرائيل وحماس.. الضغوط تتزايد عل




.. استقبال لاجئي قطاع غزة في أميركا.. من هم المستفيدون؟


.. أميركا.. الجامعات تبدأ التفاوض مع المحتجين المؤيدين للفلسطين




.. هيرتسي هاليفي: قواتنا تجهز لهجوم في الجبهة الشمالية