الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن كورونا والاعجاز العلمي عند كونفوشيوس!

حمزة رستناوي

2020 / 5 / 10
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


حدثني أحدهم قائلا هل تستطيع أن تُنكر الاعجاز العلمي في قول رسول الله ص الوارد في صحيح البخاري و صحيح مسلم (الطاعون بقية رجز أو عذاب أرسله على طائفة من بني اسرائيل.. فإذا وقع بأرض و أنتم بها فلا تخرجوا منها فرارا منه، و اذا وقع بأرض ولستم بها فلا تهبطوا عليها) هذه اشارة إلهية صريحة حول فائدة و ضرورة الحجر الصحي في الوقاية من الأمراض، كيف عرف النبي ص ذلك قبل 1441 سنة!
تعقيبا على ذلك
أولا- يوجد اشارات متضاربة بأحاديث مختلفة منسوبة للنبي محمد ، حول انتقال العدوى للأمراض والحجر الصحي. يوجد حديث شهير في صحيح البخاري ومسلم عن ابي هريرة " لا عدوى ولا صَفَر ، ولا هامة" فهذا الحديث ينفي وجود العدوى ولا هنا نافية للجنس، والعدوى هي انتقال المرض من المريض الى الصحيح، ولم أجد أحدا من المفسرين يقول بدلالة للعدوى غير ذلك! و هناك الحديث الثاني " الطاعون بقية رجز أو عذاب أرسله على طائفة من بني اسرائيل.. فإذا وقع بأرض و أنتم بها فلا تخرجوا منها فرارا منه، و اذا وقع بأرض ولستم بها فلا تهبطوا عليها". أيا يكن الأمر شكليا ، يمكن تفسير الاختلاف بين الحديثين بكون العدوى المرضية لا تحدث كقاعدة عامة ، وكون الطاعون هو الاستثناء بحدوث العدوى!
ثانيا- قد يحاجج مؤمن يهودي أو مؤمن مسيحي بأن العهد القديم أشار إلى الحجر الصحي قبل ما يزيد عن 2500 سنة ، وقبل القرآن والنبي محمد ب 1500 سنة! ويستدل على ذلك بهذا النص الوارد في العهد القديم في سفر اللاويين، الاصحاح 13، وغالبا يعود عصر كتابته إلى القرن السابع قبل الميلاد «إِذَا كَانَ إِنْسَانٌ فِي جِلْدِ جَسَدِهِ نَاتِئٌ أَوْ قُوبَاءُ...فَإِنْ رَأَى الْكَاهِنُ الضَّرْبَةَ فِي جِلْدِ الْجَسَدِ.. يَحْجُزُ الْكَاهِنُ الْمَضْرُوبَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ... فَإِنْ رَآهُ الْكَاهِنُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ وَإِذَا فِي عَيْنِهِ الضَّرْبَةُ قَدْ وَقَفَتْ، وَلَمْ تَمْتَدَّ الضَّرْبَةُ فِي الْجِلْدِ، يَحْجُزُهُ الْكَاهِنُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ ثَانِيَةً.
ثالثا- يعود تاريخ الحجر الصحي إلى آلاف السنين، فالصينيون مثلا يذكرون أن ظهور أول قانون للحجر الصحي والوقاية من الأوبئة يعود إلى عهد أسرة شانغ التي حكمت مناطق في وادي النهر الأصفر بحدود 1500 ق.م. وفي عهد أسرة تشن بحدود 200 قبل الميلاد ، أقر الامبراطور الصيني تشين شي هوانغ قانونا يقضي بإرسال الأشخاص المُصابين بالجذام إلى منطقة الحجر الصحي الخاصة، أن يتم إنشاء وكالة خاصة لعزل المُصابين بالأمراض المعدية وتوثيق الحالات في سجلات حكومية خاصة.
الموضوع ليس إعجاز ولا هم يحزنون ، الموضوع وليد الخبرة البشرية المتراكمة في التعامل مع الأمراض المعدية ، وانتقال الأمراض بالعدوى هو من الخبرات الحياتية العامة التي يمكن ملاحظتها ..وليس في ذلك اعجاز.. ودليل ذلك ان هذه الاشارات موجودة و ممارسة بطريقة أو أخرى عند الصينيين والرومان والعرب المسلمين والممالك الايطالية السابقة على الوحدة الايطالية مثلا.
ثمة فرق كبير بين وجود إشارة في كتاب مقدس أو غير مقدس حول وجوب الحجر الصحي ، و بين دراسة علمية ميدانية تبيّن نوع الامراض التي تتطلّب العزل الصحي وطريقته ومدته و مواصفاته مثلا! وثمة فرق كبير بين اشارة عابرة في كتاب مقدّس أو غير مقدّس حول العزل الصحي وبين اقرار سياسات عامة و قوانين و لوائح تفصيلية حكومية خاصة بالحجز الصحي و التباعد الاجتماعي.
في النهاية أختبر بهذه القصة المروية عن الحكيم الصيني كونفوشيوس، حيث تروي أن ران جينغ تلميذ كونفوشيوس (551 قبل الميلاد/ 479 قبل الميلاد) الذي عزل نفسه عندما شعر بالمرض، فذهب المعلم كونفوشيوس لزيارته وعندما وصل إلى منزله، خاطبه من النافذة ثم غادر المكان، لأنه كان يعرف أنه في حالة حجر صحي.
نتوقع مثلا أحد أتباع الديانة الكونفوشيوسية يقول : لقد سبق الاعجاز العلمي عند كونفوشيوس الاعجاز العلمي في السنة النبوية المحمدية ب ألف عام! وديننا الكونفوشيوسي الصيني أقوى من دينكم الاسلامي المُحمدي!
خلاصة القول أنّ الجهل هو أكبر الأعداء، والقول بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم أو الاعجاز العلمي في الحديث النبوي هو مجرد اساء استخدام للقرآن الكريم والدين الاسلامي! و الجاهل يضرُّك من جهة أنه أراد نفعَكْ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن