الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حب اول العمر ....حب أخر العمر الجزء الثاني

ابوذر ياسر

2020 / 5 / 10
الادب والفن


من تحب ( كمال) كل هذا الحب هي بدون شك أمرأة من نوع خاص...أمرأة تسحرها الكلمة النقية والمشاعر الصادقة اكثر مما يسحرها جمال الوجه او القوام او الرغبة الجنسية التي تلح على أمرأة مطلقة مثلها فتتأملها من رجل شبق قادر على ارواء عطشها للعاطفة ولا ثروة او جاه تغري الكثير من النساء غيرها.
لقد كان ( كمال) ممددا" على السرير معظم ساعات اليوم لا يبارحه الا على كرسي متحرك لقضاء حاجة او للذهاب الى الطبيب او في جولة اعتاد اخوه الطيب ( حاتم) ان يأخذه فيها بسيارته فيطوف شوارع المدينة التي احبها كمال والتي تدأت تتهالك يوم بعد يوم بعد اتعبها الحرب والحصار واهمال الحاكمين المقصود عقابا لانتفاضتها عام ١٩٩١.
لقد مرت على المدينة ثمان سنوات عجاف هي ايام الحرب مع ايران استنزفت خيرة شباب المدينة و اطاح بماتبقى من الشباب سيف جلاد البلد و استطاع نفر قليل الى يلجأ الى جبال كردستان في حل عبثي لكنه اضطراري فكان دونه بيع الذمة او السوق الى جبهات الحرب العبثية التي لم يكن يقتنع بعدالتها احد سوى زبانية الطاغية الجلاد.
راته اول مرة في اتحاد الادباء يقرأ الشعر واحست ان هذا الرجل يملك من القيم الروحية ما كانت تشاطره به ووجدت فيه حب عجيب للحياة رغم انها حرمته من الكثير ولم تبق له سوى الشيء القليل .
سحرتها كلماته و اعجبها الى درجة الذهول صدقه ونقاء سريرته فتعلقت به كثيرا وتمنت لو انها تستطيع ان تلتقيه وتتحدث اليه طويلا".
كانت ( بان) قد خرجت لتوها من تجربة قاسية مع زوجها انتهت الى الطلاق بعد عشرين عاما من زواجهما .
لقد كان زوجها يعاملها بقسوة شديدة رغم انها زوجة مطيعة وجميلة وعلى قدر كبير من الثقافة والذكاء و كانت ايضا" امراة عاملة تساهم بنفس القدر الذي يساهم به زوجها في اعالة عائلتهما التي تضم اربعة شبان كان جميعهم في مرحلة الدراسة الجامعية و كانوا يشكلون عبئا" ماليا" كبيرا" عليها وعلى زوجها.
بدا الزوج في الاونة الاخيرة يتمادي في قسوةالتعامل معها فكان يضربها احيانا" كثيرة .
قبل اشهر سمعت ان زوجها قد تزوج من أمراة أخرى ورغم مرارة ما سمعت على نفسها لكنها قالت لابيها بنبرة واثقة:
لا مانع عندي ان يتزوج ولا اريد منه سوى ان يعاملني بلطف وانا مستعدة ان استمر معه من اجل اولادي .
كان ابوها يلح عليها بالطلاق فهو لا يحتمل ان يرى ابنته الجميلة المدللة تسام سوء العذاب مع زوجها قاسي القلب والضمير.
لكنها كانت تصبر ولم تعد تطالب بأن يعاملها بلطف بل كانت تكتفي بالمطالبة ان لا يضربها فحسب.
استمر زوج ( بان) يعاملها بقسوة فشعر والدها بجرح كبير في كرامته سيما وهو يحظى بمكانة اجتماعية رفيعة في مدينته فألح عليها بطلب التفريق الذي افلحت في الحصول عليه بعد جهد كبير ووقت طويل في المحاكم الشرعية.
في ختام احد الجلسات الشعرية سمعت صديقتها ( زبيدة) تقترح عليها وعلى عدد من الصديقات:
مارأيكم ان نزور ( كمال) في بيته ؟
قفز قلب ( بان) فرحا" واجابت على الفور:
نعم سيكون هذا شيئا" رائعا".
وفعلا تمت الزيارة التي اسعدت ( كمال) كثيرا" فتشجع في نهاية الزيارة ليقول:
اتمنى ان تكرروا هذه الزيارة كل اسبوع.
اجابت ( زبيدة):
كل اسبوع صعب ...سنحاول ان نجعلها كل شهر.
..............
-انا الذي لا يتذكرني احد ...انا الذي يسقط اسمي سهوا دوما"!
هكذا قدم ( ثائر) نفسه لكمال عند اول زياره له بعد ان وشت ملامح كمال انه لا يتذكره على الاطلاق رغم ادعاه انه لم ينساه وكان هذا من باب المجاملة ليس الا.
استرسل ثائر قائلا":
اسمي يسقط سهوا من كل اوراق الدولة واوامرها الادارية ومن كل قوائم التكريم ...حتى ( مجازف) صديقنا الذي لم يجازف يوم ما جازف كثيرا عندما نساني في اعترافاته التي ادلى بها في دائرة الامن .
تنهد ثائر بحزن :
وياليته لم ينساني لكان قد وفر علي سنوات طويلة من التخفي والتنكر و الغربة عن الاهل و مدينتي مسقط رأسي التي هي عندي مركز الكون وكان كل ذلك دون طائل.
ماذا حصل للذين ذكرهم ( مجازف) باعترافاته ؟ لم يحصل اي شيء ...انها غرزة ابرة وانتهى الامر ...زيارة قصيرة الى دائرة الامن ايدوا اعترافات ( مجازف) ووقعوا ورقة التعهد واصبح كل شيء على مايرام. اما انا فقد اعطاني القدر فرصة للصمود ...فرصة للبطولة لم أشا ان أضيعها وانا في ذلك العمر عندما كانت كل خلية من خلايا جسمي مشبعة باحلام البطولة الرومانسية.
لم تقتصر الذاكرة التي تنكرني على ( مجازف) بل ان اقرب الاصدقاء والاقارب ينساني عندما يهدي شيء او يدعوا الى مناسبة. يحدث كثيرا ان من يوزع الشاي في محفل ما أن يبدا من الشخص الذي بعدي وينتهي بالشخص الذي قبلي.
انها الكارزما ياصديقي ! وبدونها لا تستطيع ان تؤدي اي دور مهما بلغت مواهبك !
عندما سقط النظام و في اول ظهور علني لي في مدينتي سألني بائع الملابس وهو رجل يكبرني في السن :
هل انت من اهل المدينة أم من ضيوفها ؟ لم ارك من قبل !
اجبته بلهجة من يريد ان يفاجيء المقابل بمعلومة قد فاتته:
انا ( ثائر ) ابن الحاج حميد العطار .
فأجابني باستغراب :
لم اسمع ان الحاج حميد لديه ابن اسمه ثائر.
بعد يومين حضرت حفل زفاف لاحد اقاربي وقد سرني حضور المناضل المخضرم ( اموري) وقد كان صديقا" لوالدي ورفيقا" له في سجن ايام الحرس القومي وهو من سلمني هدية الحزب لي عام ٧٦ بمناسبة احرازي المركز الاول على القضاء في امتحانات البكالوريا وقد كانت الهدية عبارة عن كتاب من تأليف افانا سييف اسمه ( في الشيوعية العلمية) والمجموعة الكاملة للرفيق ( فهد) . توجهت على فوري للسلام عليه بحرارة بالغة .
- هل انت عدي اليس كذلك ؟
صدمت من سؤاله هذا فأجبته بدهشة:
انا ( ثائر ) ابن الحاج حميد العطار.
فكر قليلا ثم قال:
الحاج حميد لديه ابناء اثنين لكني لم اسمع ان لديه ابن ثالث اسمه ( ثائر).
كان جوابه يكفي لايقاظي من سقف توقعاتي المرتفع جدا فكنت اظن ان المدينة كانت تتحدث كل تلك السنين العجاف عن بطولاتي و صمودي بوجه نظام الارهاب المرعب وان الرفاق سوف يفرشوا لي السجاد الاحمر عندما اظهر في المدينة بشكل علني لكن الحقيقة ان ذاكرة الناس ضعيفة جدا...اضعف ممانتصور.
قال محاولا" مواساتي:
هكذا هي المدن لا تحتف بأحد... فهي لا تذرف الدموع على المغادرين ولا تفرش السجاد الاحمر للقادمين !
بعد اول زيارة لها له في بيته بمعية صديقاتها تجرات على طلب صداقته في ( الفيسبوك ) بعد تردد طويل ويا لها من جرأة !!!
كانت منشوراته في الفيسبوك مخصصة للاصدقاء فقط ولذلك اتاح لها قبوله الصداقة ان تتصفح ماكتبه في الايام السابقة.
كانت نبرة الحزن والاحباط تطغي على منشوراته :
(عند منتصف العمر
عند منتصف الهاوية
تطلعت مرتعبا كان الجميع بغفلتهم سادرين
وكان العمى وحده يضرب المملكة
......
بعد منتصف السكر
عند منتصف الكارثة
تعجلت كيما أفر إلى خدري مثقلا بالكابه
....
بعد منتصف الليل
عند منتصف الفاجعة
تسللت بين الدروب خفيفا
شبحا يرتدي الظلمة الباردة
.....
بعد منتصف النوم
عند منتصف العاصفة
تتعانق روحي مع الموت
في غابة الحلم والذاكرة)
شعرت بالحزن وهي تقرا عباراته المخضبه بالالم واللوعة ثم يتحول الالم الى يأس قاتل فتقرأ في منشور آخر :
(في صباحاتٍ عديده
كم تمنّيت أن لا أستيقظ
لِأنام إلى الأبد.)
كانت محنته الشخصية وحدها التي قضمت ربع قرن من حياته كافية لتؤدي الى ماتفصح عنه هذه الكلمات فمابالك اذا اجتمعت محنته الشخصية مع محنة الوطن والناس.
و يبلغ التشاؤم ذروته باستحالة تغيير الواقع حين يقول:
(أفرادٌ ساورنا حلم
في تغيير العالم
لكن العالم لن يتغير
إلّا بمشيأة أسياد العالم)
فيسقط في اتون العبثية واللامعقول احيانا":
(أيها الحائرين
أيها المشوشين
موزعّين في رماديةِ كينونتهم وعدمهم
متسلقين دَرَجاتِ دُخان أفكارهم
الى المجهول
والى سماوات لاتُفصح عن خباياها إلا للأنبياء
تعالوا لنتشارك كؤوس الحيره والألم)

استوقفها كثيرا طروحاته الفلسفية وشعرت بمدى عمق هذا الانسان:
(على هذه الأرض
جئنا مصادفةٍ
وسنرحل عنها
مصادفةً
وسنبقى نفتّش عن معنىً
لما ليس له معنى)
(وأِذْ خلقني الله. على شاكلته
وأذ نفخ فيٌ من روحه
وأذ جعلني خليفته على الأرض
فلماذا يحاربني؟)
لكنه يقول في منشور آخر:
(الإيمان بالدين مريح ، الإيمان يعطي حلولا لمشكلة الوجود وان كانت حلولا ساذجه
الإيمان سهل بالنسبة للأكثرية
فلماذا هذا العناء؟)
و يولي التصوف اهتماما في الكثير من منشوراته فيقول في احداها:
(الدراويش أكملوا رقصتهم
واتحدوا بالخالق
ثُمَّ ٌ تروكوني وحيداً)
وتشعر ان فكرة تناسخ الارواح تسيطر عليه ربما لأنه يجد فيها بعض العزاء :
(لست واهماً
اذكر أني متُّ يوما ما
أذكر ذلك جيداً
لست واهماً
أذكر أني عدت من الموت
أذكر ذلك جيداً
،،،
والآن ها أنذا
معلّقٌ بين الموت والحياة)
كانت تشعر برغبة عارمة للتحدث معه على انفراد وكانت كلما تفتح المسنجر وتكتب له شيء ما تترد في ارساله في اللحظة الاخيرة وتلغي الفكرة لكنها سرعان ماتعيد الكرة في اليوم التالي.
في احد الايام استجمعت كل شجاعتها وضغطت على زر الارسال لرسالتها الاولى :
صباح الخير
جاءها الجواب بعد دقائق من الانتظار المشوب بالندم :
صباح النور اهلا بان
-كيف اليوم ؟
-سعيد لانك اتصلت
- شكرا
- لا اعرف شيء عنك
- انا موظفة في الدولة عمري ٥٠ عام .
- وما هو وضعك الاجتماعي ؟
شعرت بالحرج الشديد من هذا السؤال فأجابت :
- انا متزوجة وعندي اربعة اولاد
احس هو بخيبة امل وكانت هي غير محقة لشعورها بالعار ان أخبرته انها مطلقة فكيف لرجل يحمل ثقافة عميقة يمكن ان يرى في طلاق المراة عار عليها وما كان ينبغي على الضحية ان تشعر بالعار فما اظلم ذلك.
تحدثا طويلا عن حياته وحياتها وعن اسئلته وحيرته الفلسفيه وكان كلاهما مستمتعا بهذا الحوار لكنه شعر بنوع من تانيب الضمير جعله لا يرد على رسائلها في الايام المقبلة فلم يكن يرى من المناسب ان يتجاذب اطراف الحديث عبر الاثير مع امراة متزوجة .
كانت تفتح حاسبتها كل يوم وتكتب له شيء ما لكنه لا يرد ولم تكن تعرف السبب لكنها خمنت ان ارتباطها مع رجل آخر هو السبب فقررت ان تخبره الحقيقة في اول فرصة.
...............
اختفى ( حسنين) ولم يعرف له احد اي خبر حتى اهله ..ترى هل هو في المعتقل ؟ هل استطاع الهرب خارج البلاد؟ هل اعدمه حاكم البلاد الجديد الفائق القسوة التي استهل اول يوم من حكمه باعدام ٢١ من رفاقه قادة الحزب الكبار ؟
كان أخر لقاء لكمال مع ( حسنين) قبل يوم من الحادث المشؤوم الذي حصل لكمال وكان لقاءا" حزبيا" في شارع الرشيد قرب بدالة السنك. لم يكن لهذا اللقاء الحزبي اي معنى فلم تكن هناك تعليمات حزبية سوى بعض الترتيبات التنظيمية كتغيير الاسماء الحركية والاتفاق على آلية التواصل في العطلة الصيفية.
في اليوم التالي ادى ( حسنين) الامتحان الاخير في كلية الهندسة دون ان يتعرض للاستدعاء او الاعتقال ومنذ ذلك اليوم اصبح مهندسا"مع وقف التنفيذ . لكنه بعد ايام اختفى وانقطعت اخباره عن الاهل والاصدقاء.
كان ما يخفف عن اهله ويمنحهم الامل انه لا زال على قيد الحياة ان الاجهزة الامنية كانت تسأل عنه بين الحين والاخر وكانت تستدعي اخاه الوحيد بين الحين والاخر الى دائرة الامن للاستفسار عن اخبار ( حسنين).
اول خبر جاء عن ( حسنين ) وصل بعد مرور عشرون عام !!!
فبعد انفصال محافظات كردستان عن الحكومة المركزية عام ١٩٩١ وفق ترتيبات دولية وبموافقة النظام الضمنية والعملية ظهر الحزب الشيوعي للعلن في تلك المحافظات واصبحت مدينة شقلاوة المقر الرئيس للحزب.
في صيف عام ١٩٩٩ استطاع ( سامر) احد اصدقاء كمال ان يسافر بطريقة ما مع عائلته الى اربيل في رحلة صعبة محفوفة بالمخاطر وهناك التقى ببعض الشيوعيين من اهل الحلة الذين اخبروه ان ( حسنين) كان هنا في فصائل الانصار لعشر سنوات وانه قد شهد كل الاحداث بتفاصيلها فقد شهد الاقتتال الداخلي بين فصائل المعارضة في ( بشت آشان) الذي راح ضحيته اكثر من ٧٠ من خيرة كوادر الحزب الشيوعي على يد الرفاق في الاتحاد الوطني الكردستاني !!
كما شهد ( حسنين) عمليات الانفال بعد انتهاء حرب الخليج الاولى مباشرة وشهد القصف الكيمياوي و عاش تلك السنوات العشرة بجوعها وبردها وخياناتها وبطولاتها ثم غادر جبال كردستان بأتجاه ايران بناء على اوامر الحزب ...ثم انقطعت اخباره مرة أخرى.
بعد سقوط النظام عام ٢٠٠٣ وصلت الى ( كمال) رسالة من ( حسنين) وفيها يشرح ( حسنين ) القصة كاملة.
وصلت رسالة ( حسنين) الى كمال بيد احد العراقيين اللاجئين الى هولندا الذي زار العراق بعد اشهر من سقوط نظام صدام وكانت الرسالة محفوظة على فلاش.
غرز ( كمال) الفلاش في المكان المخصص له في الحاسبة وبدأ يقرا:
عزيزي وصديقي الغالي كمال
مشتاق جدا لك ولبقية الاصدقاء وللحلة وشطها وجندولها و باب الحسين والخسروية و الجمعية و السوق المسقف و سينما الخيام و كل شيء فيها.
مشتاق لبغداد و شارع الرشيد و السعدون والعيواضية و كورنيش الاعظمية و سينما بابل و ( المشربية) في ساحة النصر و شاطيء ابو نواس و حتى للمطاعم البائسة في شارع الكفاح وطارق ابو الفشافيش .
سأحكي لك ماجرى لي منذ افترقنا وحتى وصولي الى بلد المهجر هولندا :
في اوائل آب من ذلك العام المشؤوم وصلني امر من الحزب بالتوجه صباحا الى ساحة النهضة للقاء احد الرفاق ولم اكن اعلم ولم اتصور ماسيؤل عنه ذلك اللقاء . وصلت الى ( النهضة ) و منها مع هذا الرفيق الى السليمانية ومنها الى قلعة دزة و منها الى أخر قرية حدودية حيث تتواجد معسكرات البيشمركة حيث اصبحت منذ ذلك اليوم عضوا في فصائل الانصار .
قضيت تسع سنوات في القرى الحدودية التي كانت واقعة تحت سيطرة حزبنا والاحزاب الكردية شهدت فيها الكثير من الاحداث لا مجال لذكرها وكان الظروف الحياتية صعبة جدا"
فقد كنا نأكل العدس في الافطار والعشاء و كان الغداء يتضمن الفاصوليا او الحمص اما اللحم فلم يكن نذوقه الا مرة واحدة في الشهر لكن مشكلتي الاساسية كانت مع السيكائر فقد كانت نادرة جدا" .
-بعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية شن النظام هجوماً واسعاً وعلى مختلف القواطع وبكامل قواته وأسلحته وقد كانت أياماً عصيبة هجوماً فالهجوم مستمر ليل نهار وبدون توقف والغرض هو انهاء الحركة المسلحة بشكل كامل، كانت القوات الحكومية تلاحقنا قرية بعد قرية وساعة إثر ساعة وفي كثير من الأحيان يحدث الاصطدام ويكسر الحصار. سميت هذه العملية بالانفال نسبة الى سورة في القرآن، وكان من نتيجتها القضاء عملياً على الحركة المسلحة وتدمير أكثر من 4500 قرية والابادة الجماعية لعشرات الألوف من سكانها وبضمنهم الكثير من عوائل رفاقنا الكرد والأيزيديين. لقد محيت هذه القرى بالمعنى الكامل لهذه الكلمة، لم يكتفوا بأخذ السكان بل قتلوا الحيوانات واحرقوا الزرع وأغلقوا عيون الماء بالكونكريت.
ثم اتخذت قيادة الحزب قراراً بالاحتفاظ بمراكز تواجد خفيفة واخراج العدد الأكبر من الرفاق خصوصاً ممن كانوا قد قضوا سنوات طويلة في الحركة أو ممن ليسوا من أهالي المنطقة. وكنتُ من ضمن هؤلاء.
لم يكن الخروج سهلاً بالمرة فهو اما عن طريق سوريا أو إيران. وكان طريق سوريا قد انتهى بشكل قاطع ولم يبق إلا الطريق عبر إيران. السلطات الايرانية كانت تعامل الشيوعيين العراقيين مثلما تعامل الشيوعيين الايرانيين. ومما فاقم الأمر أنهم كانوا يعرفون بأن الحزب قد قدم كل ما يستطيع للرفاق الايرانيين عندما وجهت لهم ضربة شديدة واعتقالات واسعة، حيث احتضنا مئات منهم (حزب توده وفدائيي خلق) في قواعدنا ولم يكن الحزب يفرقهم عن بقية الرفاق العراقيين. وفعلاً حدث اكثر من مرة أن اعتقلت السلطات الايرانية رفاقاً لنا وقضوا سنوات في السجن وبضمنهم رفاقاً قياديين.
تمكنا من عبور الحدود الايرانية بورقة عدم تعرض من قيادة حزب البارزاني الذين لهم علاقات جيدة بالايرانيين فدخلنا الحدود على أساس أننا منهم، ثم نواصل لحين الالتقاء بمنظمة الحزب في ايران.
لقد كانت لدينا منظمة واسعة ونشطة في ايران وكانت تمثل الرئة الثانية للحزب بجانب قاعدة الحزب في القامشلي السورية. بعد وصولنا الى طهران تم الاختباء في بيوت معدة سلفاً من قبل المنظمة لحين توفر طريق للمغادرة عبر الحدود. كانت المغادرة تتم عبر طريقين أحدهما يؤدي الى الاتحاد السوڤیتي والآخر الى أفغانستان حيث كان الجنرال نجيب يحكم آنذاك، وقد توقف الطريق الأخير بعد استشهاد رفيق لنا بقصف قامت به الفصائل الاسلامية.على كابل كما تم أيضاً بعد فترة لاحقة القبض على ثلاثة رفاق يحاولون اجتياز الحدود الى افغانستان من قبل الايرانيين (بضمنهم زاهر- زميلنا في قسم الكهرباء) بعد تحقيق لعدة اشهر لم يتعرفوا عليهم كشيوعيين واعتبروهم عراقيين يحاولون المغادرة بشكل غير شرعي فرموا بهم الى الحدود الپاكستانية حيث قضوا ما يقارب السنتين في معسكر للاجئين الافغان في گويتا الى أن استطاع الحزب تدبير وثائق لسفرهم الى سوريا.
و بالنسبة لي بعد قضائي عدة أسابيع في طهران بداخل أحد البيوت السرية أزف موعد السفر حيث توجهنا الى مدينة مشهد التي فيها مرقد الامام الرضا الى أن بدأ الغروب توجهنا الى آخر قرية حدودية ايرانية مع الاتحاد السوڤيتي حيث استلمنا أحد المهربين المتعاونيين مع المنظمة، حيث اوصلنا بسيارته الى مكان محدد واشار الى نقطة ضوء بعيدة وقال هذا هو الاتحاد السوڤيتي سيروا باتجاه الضوء.
بعد حوالي نصف ساعة من المسير طوقتنا وحدة سوڤيتية ونقلتنا مخفورين الى مركز الوحدة، حيث وضعنا بالسجن واعتبرنا مجتازي الحدود بشكل غير شرعي. كان هذا المركز الحدودي في جمهورية تركمانيا.
قضينا في السجن السوڤيتي خمسين يوماً. كانت بداية خيبة الأمل لي والتي ستكبر لاحقاً بسبب المفارقة بين ما كنا نقرأه ونسمعه عن الاتحاد السوڤيتي العظيم، الطليعة، وبين الواقع الملموس.
استمر ( كمال) يقرا رسالة ( حسنين) بمزيج من الدهشة والاسى والشوق :
تتدخل منظمة الحزب لدي موسكو، فيتم نقلنا عبر الصليب الأحمر الى مزرعة تعاونية (سوڤوخوز) للقطن وسط الصحراء و بعد ثلاثة أشهر يحين موعد رحيلنا الى موسكو، نقضي يومين ثم يتم تسفيرنا الى دمشق.
في دمشق يستلمنا الأمن السوري ويبدأ التحقيق ولكن يتدخل رفاقنا فيطلق سراحنا في نفس اليوم.
في دمشق بدأنا نتكدس في بيوت حزبية، بدون عمل بدون نشاط ما و بدأت الأعباء المادية تثقل الحزب و بدأ الرفاق اعتماداً على إمكاناتهم الذاتية وبمساعدة الأهل والأصدقاء وبعض المساعدة الحزبية بمغادرة دمشق الى بلدان اللجوء. بعد أن قضيت ثلاث سنوات في دمشق، أبلغنا بضرورة التوجه الى كردستان من أجل السفر، كنا قد حصلنا على تأشيرات سوڤيتية، حيث كان الاتحاد السوڤيتي على شفا الانهيار. في كردستان كانت الأمور صعبة جدا وآثار الحصار مضنية للجميع، بعد عدة اسابيع ومحلولات فاشلة للسفر، أخيراً جاء الفرج وحصلنا بمساعدة شخصية على تأشيرة تركية حيث غادرنا متوجهين الى ميناء طرابزون على البحر الأسود، وصلنا هناك وكان في نفس عصر اليوم قارب يغادر الى ميناء سوچي السوڤيتي. كان القارب يسير جانحاً بسبب كثرة الركاب والحمولة. كانت اول مرة لي أركب البحر، حيث عانيث بشدة من التقيؤ والغثيان، لم أقوَ على الوقوف، كانت عاصفة قد هبت وأخذت الأمواج تتلاعب بالقارب ولكني كنت منهوك القوى، بينما صعد الجميع على ظهر القارب يتعاركون على ستر الانقاذ بقيت في القارعة على كرسيي واحمل الكيس الخاص بالتقيؤ، حتى غفيت وعند شروق الشمس ايقظني رفيقي لننزل فقلت له وصلنا سوچي، ضحك وقال الحمد لله على السلامة، نحن في طرابزون. تبين ان كابتن القارب قد عاد بالقارب عندما أدرك خطورة الوضع. رجعنا وفي نفس اليوم غادرنا على سفينة أكبر حجماً. وصلنا في اليوم التالي البر السوڤيتي. من هناك وببضعة دولارات وفر لنا مفتش القطار غرفة وحدنا حتى موسكو. وصلنا اليوم التالي الى موسكو وبقيت حوالي أربعة أشهر للبحث عن طريق للتوجه الى احدى بلدان اللجوء. أثناء ذلك انهار الاتحاد السوڤيتي.
- اتصل بنا أحد الرفاق الطلاب من معارفي وطرح فكرة القدوم الى كييف عاصمة اوكرانيا حيث أن السفر من هناك ممكن أن يكون أسهل فسافرنا الى اوكرانيا ولكن تم اعتقالنا على الحدود لأننا كنا نملك تأشيرة سوڤيتية وليست اوكرانية حيث كانت الأخيرة انفصلت واطلق سراحنا بعد دفع غرامة بسيطة – رشوة.
قمت مع رفيق آخر بأربع محاولات للخروج من اوكرانيا في المرتين الأوليين تم اعتقالنا على الحدود السلوڤاكية ويتم ارجاعنا الى اوكرانيا، في المرة الثالثة اعتقلنا حرس الحدود الاوكرانيين وكنا نحمل وثاثق سفر مزورة فقاموا بسلبنا كل ما لدينا من مال ولم يبقوا لنا سوى مبلغ بسيط للعودة الى كييف، لم نستطع الاعتراض لأنهم لو حققوا اكثر واكتشفوا جوازات السفر الأذربايجانية المزورة لكنا في وضع صعب جداً.
- لم يكن لدينا مكان نذهب اليه في كييف فقد سلمنا الشقة وكنا متأكدين من سفرنا بسبب الجوازات التي اشتريناها. لذلك قررنا المجازفة والعبور من نقطة حدودية أخرى. وفعلاً استطعنا المرور والوصول الى براتسلاڤا عاصمة سلوڤاكيا وكانت ليلة رأس السنة. كان الهدف هو الوصول الى براغ عاصمة چيكيا حيث سبق أن انقسمت چيكسلوفاكيا الى دولتين واصبح بينهما حدود. وحصل أن جاء بعض الغجر الى الفندق الذي نزلنا فيه للتسول وبيع بعض أشيائهم، فحدث بطريقة من الطرق التفاهم مع أحدهم على نقلنا الى داخل أراضي چيكيا عبر الطرق الريفية غير الطريق الدولي الذي يتطلب الحصول على تأشيرات. وفعلاً في اليوم التالي قطعنا التذاكر ووصلنا الى بصحبة الغجري الى مقصدنا ثم قطع لنا تذاكر لقطار محلي بسعر لايذكر الى براغ. وصلنا بعد غروب الشمس الى براغ وكنا قد أعطينا آخر مبلغ معنا الى الغجري ولم يعد لدينا أي شيء. قررنا التوجه الى المحطة المركزية للقطارات والمبيت هناك وفي الصباح نحاول العثور على أحد رفاقنا الطلبة هناك. وحدث ما لم يكن في الحسبان فحال دخولنا المحطة رأينا رفيقاً لنا فهجمنا عليه (جيت والله جابك) صعق الرفيق من توجهنا عليه بهذه الطريقة. عرفنا أنه جاء من لندن لقضاء عطلة رأس السنة في براغ، كان على موعد ولكننا قلنا له لن نفلتك، معك أينما تذهب. فعاد بنا الى غرفته وفي اليوم التالي اصطحبنا الى مقهى يجلس فيه العراقيون عادة والتقينا بعدد من الرفاق الذين اوصلوا وضعنا الى عدد من الرفاق الآخرين، فوصلت بعض المساعدات المالية لنا.
هنا تبدأ المرحلة الثانية وهي عبور الحدود الچيكية الى ألمانيا. وهي حدود جدا صعبة فهي الحدود بين حلف وارشو والناتو.
وهنا أيضاً احتجنا أربع محاولات للعبور الى المانيا
بعد المرة المحاولة الرابعة استطعنا عبور الحدود الألمانية في منطقة درسدن، ولحسن الحظ لم تكتشفنا الشرطة الالمانية رغم هيأتنا المزرية. توجهنا الى محطة القطار وأخذنا تذاكر الى مدينة كولن حيث ينتظرنا أحد الرفاق هناك.
وصلنا أخيراً مدينة كولن واسترحنا لبضعة أيام وقررنا المغادرة الى هولندا بسبب سهولة الحصول على اللجوء هناك
أقلنا أحد الرفاق الى داخل هولندا بسيارته. الحدود بين الدول الغربية مثلما يقول ناظم حكمت عن مستقبل الحدود بين البلدان (كأنك تعبر من حديقة الى أخرى). وفي هولندا
حصلنا على موافقة اللجوء خلال مدة قياسية قصيرة جداً. ثم تستمر الرحلة وتبدأ مصاعب من نوع آخر.
.............
شعر ( كمال) بمزيج من الانزعاج والأسى والفرح وهو يقرا رسالتها التي تخبره فيها انها غير مرتبطة في الوقت الحاضر .
تكررت الحوارات بينهما وتعددت الزيارات ايضا" واصبح يتعلق بها اكثر يوما" بعد يوما" حتى اصبحت لساعاته وايامه معنا" جديدا" لم يعشه من قبل. كان طوال الثلاث عقود الماضية يشعر انه سجين جسده الذي لا شباك فيه و فجأة يتسلل اليه نور باهر يجعله يتساءل :
(لا شباك
في زنزانة جسدي
ولا باب
فكيف سطع نورك
بداخلي ؟؟)
و تغيرت نبرته المتشائمة الكئيبة شيئا" فشيئا":
(سألملم اوراقي
سألملم روحي
لا قيمة لأن اكتب رسالة
او استدعي ما يلهمني لصياغة قصيده
فانا على موعدٍ
لاكون بحضرتك)
واصبح وجهها بالنسبة له يختزل كل ما في هذا الكون من جمال :
(شباك
حديقه
ازهارٌ وفراشات
غيمة شارده نحو سماواتٍ بعيده
ونور شمس صباح
يتلألأ على الزجاج
وجهك كان الابهى)
و صار يشعر ان كل مافي هذا الكون يحتف بها و بعينيها وابتسامتها:
(الديك الذي صاح
في غير موعده
معلناً مقدم فجر جديد
لم يكن واهما
ربما شاهد ابتسامتك)
واصبح كل ماينشره في صفحته مفعم بالحب والجمال وغادر بشكل نهائي اهتماماته المعتادة في السياسة والتاريخ والتراث.
(اعتذر
لن اكتب عن الوطن
لا اريد ان اضيف قطرات دمع الى سيل الدموع
لن اكتب في السياسه
فقد شبعنا لغوا لا طائل منه
لن اكتب في الدين
لا اريد ان ازيد جدلاً تافها حول الاحقيه بالخلافه
لن اكتب عن الالم والمعاناة
رغم ما بنا
سابحث عن بذرات للجمال والفرح والحب لاكتب عنها
فهي موجودة في كل زمان ومكان)
وفعلا اصبح يبحث عن بذرات الجمال والحب :
(كي انام
ولا تدهمني الكوابيس
لا بد لرأسي ان يتوسد ذراعك
ولقلبي أن ينبض على تردد أنفاسك )
عندما يحين المساء موعد لقاءهما الاليكتروني عن بعد عبر الاثير كان يتهيأ كما لو انه ذاهب لأحتفال رغم انه يعلم ان هذا اللقاء ينقصه الكثير فلا نظرات في العيون ولا تشابك بالاكف :
(بالامس
هيأت نفسي للاحتفال
لا بأس
فكفينا حتى وإن لم تتشابك
ولكننا نعرف
أن روحينا تتشابك تماما
.......
عشقتك والهوى قدري
أيا حِلّي ويا سفري
ويا رؤيا تلازمني
فيعزف لحنها وتري
اصابح ليلها جذلا
فيجلو نورها بصري
فيا فيضاًمن الأضوا
ء يا حقلاً من الزَهَر
ويا غصناً ألامسه
فيزهو الغصن بالثمر
اريحي قلب مشتاقٍ
وكوني رفقة السفر
شربت الخمر من عيني
كِ صرفاً فاعذري خدري
واشعلت الدجى في الليل
بركاناً بلا شرر
وقالوا لا تكن بطِراً
ولست بعاشقٍ بَطِر
.......
لولاكِ
ماكان مضى
وما سيكون سراب

وعندما كانت تنقطع عن التواصل معه لسبب من الاسباب كان يتوصل اليها توسل الظمآن الذي يملك كل شيء الا الماء :
(في انتظارك اجعل الغيمة
تمطر باتجاه السماء
واشدّالريح لصخره
والنحلة اجبرها على اعادة الرحيق للزهور
والبوصله أُفقدها القدرة
على تحديد الاتجاهات
أُريدك
اتوسّل اليك
ان تأتي
قبل انّ اغيّر نظام وقوانين الاشياء)
فهو لم يعد يطيق غيابها و يتحول الوقت الذي يمر دون وجودها الى عقارب تنهش جسده وروحه:
( حين تغيبين
ترفع عقارب الساعة
اذنابها
ليلدغني الشوق اليك
مع كلّ ثانيه)
لم تعد بالنسبة له تمثل الجمال والحنان واللهفة و النشوة والاستمتاع بالحياة انما اصبحت هي سبب الحياة :
(لولاك
لكان الموت
يأخذني
بطريقة أسهل
كان سيطفئ شمعتي الذاويه
لأتبدد في الهباء
وأغرق في العتمه
دونما ندم).
( لم يعد غدي
يزحف نحو نهايتي
فمنذ عرفتك
وايامي تصعد بي
لتوصلني اليك)
كان يتمنى ان يكون الجدار الذي تحتمي به والكتف الذي تسند رأسها عليها لكنه يشعر بالعجز فيقول بأسى ومرارة :
(كلما اردت ان اكون
ملجأك الذي تحتمين به
افاجأ اني اركض اليك مذعوراً
لاحتمي لديك)
( كم أحس بألم جناحي الكسير
كلما رفرف
محاولا الطيران اليك).
انما كانت هي من يخفف من احزانه وليله الطويل :
( كلما اراد الحزن
ان يلفني كغيمة سوداء
حملتني فراشات ابتسامتك
الى حقل زهور)
( لم يلقني احدٌ في البئر
لذا لم يفكر أحد بالبحث عني
فمن دلّك عليّ ؟؟؟
لتلقي لي بحبل النجاة)
لكن الحياة كعادتها لا تطيل امد الاشياء الجميلة فتمر كأنها غيمة عابرة رمت قطيرات من المطر ورحلت تاركة الارض عطشى فبعد اشهر احس بها انه يعيش لاول مرة من حياته جاء القدر ليعلن نهاية القصة الجميلة.
زوج ( بان ) طلق زوجته الثانية و عاد اليها متوسلا ومعتذرا و ضغط عليها ضغطا" هائلا" مستخدما" اهلها وابناءها الاربعة وسيلة" لارغامها على العودة اليه.
و الحياة والظرف الحياتي و العادات فعلت فعلها فاضطرت للعودة الى بيت الزوجية وكان عليها ان تطوي صفحة ( كمال) والى الابد و عاد الابن الضال الى اهله وذرفت سحابة الصيف آخر ما تحمله من قطيرات ماء وعادت الاشياء الى سكونها المعتاد وتلاشت المسافه بين الاذعان والتحدي وأصطبغت كل الاشياء بلون واحد ولا عزاء للسيدات في وطن كبير لا يتسع لفنجان قهوة صغير تشربه مع من تحب.
كان اخر ما كتبه لها :
احبك
لذا انا على قيد الحياة
قرأت ( بان ) هذه العبارة وكان قلبها يتمزق فقد كان هذا لحن الختام لقصة حبهما الجميلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسيقى الجاز.. جسر لنشر السلام وتقريب الثقافات بين الشعوب


.. الدكتور حسام درويش يكيل الاتهامات لأطروحات جورج صليبا الفكري




.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس


.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن




.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات