الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعوب قررت الانتحار !!!!

شريف حمد
مهندس وباحث فى العلوم السياسية مختص في الدبلوماسية العامة والثقافية

(Sharif Hamad)

2020 / 5 / 10
القضية الفلسطينية


في تعليق لصديق أعتزُ به كثيراً على مقالي السابق بعنوان، عليه العوض، الى أن تتقدم عقولاً كبيرة .
وهو مُناضل كُردي عنيد وهو العارف بأخبار المنطقة والمُتابع الجيد لتفاصيل الأحداث اليومية ، وهو العراقي الأصيل الذي مكنتهُ ظروف معيشته خارج العراق مُجبرًا منذ زمن، ككثير من أبناءنا الذين تجرعو ألم البُعد، ولكن الجميل في كونَك تعيش خارج الصورة هو أنك تتمكن من رؤية الصورة بأبعادها الحقيقية بعكس من هُم بداخِلها والذين يفقدون هذه الميزة كونَهُم غارقون في تفاصيل يومية تقتُلهم ولا تٌمكنهم من رؤية كثير من الحقائق التي نراها من خارج الصورة كبديهيات ربما ،
ولعلنا كفلسطينين نمتلك هذه الميزة المُفيدة والمُهمة اذا ما قررنا استثمرناها والتي بتنا في أمس الحاجة للعمل الجاد في هذا الاتجاه فأكثر من نصف شعبنا هم في الخارج يرقُبون الصورة ولعلنا بحاجة لقائد يُعيد الإعتبار لهذهِ الملايين ويستثمر إمكانياتها، ولعل هذا لن يكون إلا بإعادة الإعتبار لمنظمة التحرير التي هُمشت لحساب السلطة الوهمية على جُغرافيا الفراغ التي ستُدفن مع الانقسام وأخيراً مع الإجراءات الاسرائيلية المُقبلة لضم مُعظم الضفة الغربية والتي اكتملت حلقاتها التي بدأت مع عملية السلام الوهمية التي مكنت الاحتلال من فرض وقائعها على الارض بينما كانت قيادتنا تستثمر وتُراكم ثرواتها على حساب القضية الوطنية التي ضيعوها بجهلهِم وأنانيتهِم،
علقَ صديقي بثلاث كلمات لا رابع لهُن فقال ، شعوب قررت الانتحار !؟؟
فعلاً هو سؤال بحجم الأزمة وقساوة الألم في داخل كل فرد في شعوب منطقتنا المكلومة،
وهنا أنا لستُ في معرض لا التحليل ولا التفسير ولكن شعوري عميق بضرورة طرح الأسئلة برسم الإجابة لكل فرد في شعوبنا وخاصة شعبنا الفلسطيني فكما أن الأزمة عامة والألم جمعي وفردي فالحل بالضرورة مصلحة فردية وجمعية وكونهُ لايُمكنني أن أفترض صحة ما قالهُ صديقي ولا يُمكنني أن أنفيه طبعاً وجُل ما يُمكنني قولُه أنني استشعرت عُمق كل حرف في هذه الكلمات الثلاثة وكأن كل حرف بين ال خمسة عشر حرفاً يحمل ألم ووجع 10 سنين قادمة لشعوبنا ولأجيالنا كون ما تُنجزه الشعوب من خُطط تخدم أهدافها ومصالحها ، يُفترض أنها ترسُم معالم قرن وأكثر من مُستقبل تلك الشعوب وأجيالها القادمة وهذا ما هو واضح في قراءة تاريخ الأمم وهذا ما يبدو عليه العالم،
وفي ظل الاستهداف المُمنهج للوعي الجمعي لشعوبنا وأجيالنا والتزييف المُتعمد للحقائق والذي بات بإيد ٍ عربية وبوقاحة مُنقطعة النظير ف بات لزاماً علينا أن نواجه التزييف والاستخفاف بنا كشعوب وأفراد بوعي أكثر ومعرفة أوسع وأشمل،
فكون صديقي قال حرفيا قَررَت ، وكون القرار هو دوما شخصي ولا يُمكننا التأكيد بأن ذلك كان قرارً لشخصٍ ما أو لا ، كوننا لا نعلم دواخل النفوس، فهي أسئلة برسم الاجابة لكل فرد في شعوب المنطقة،
هل فعلا قرَرَت الانتحار؟ أو أنك بِتَ فريسةً ً للعجز؟ وأن لديك ما يُبرر عجزك اذا كنت قد عجزت فعلاً، أو أنك فعلاً تُحب الحياة ما استطعتَ اليها سبيلا؟ وإذا كان قرارك هو أنك تحب الحياة، فهل فعلاً تعي وتدرك ما عليك فعله؟ وإذا كنت تعرف هل تفعل كل ما تستطيع؟ وإذا كنت لا تعرف فهل من الصعب عليكَ أن تعرف؟ في عالم المعلومات والتكنولوجيا ومع تمتُعنا بخدمات محرك البحث جوجل،
وهنا أؤكد أنه فعلا بإمكان كل فرد أن يعرف بسهولة أي معلومة وفي ثواني اذا ما قرر البحث عن المعرفة التي تُساعِده على إيجاد الأدوات المُناسبة لما يبحث عنه ويتمناه ويحلُم به،
فقط حاول أن تُجيب لنفسك ومع نفسك هل فعلاً قررت الانتحار؟ أو تود أن تقول بوعي مع الكثير من صبايا وشباب شعبنا للعظيم محمود درويش نعم نحنُ نُحب الحياة ما استطعنا اليها سبيلا وسنجد طريقنا اليها رغم كُل الظلام ، ومعاً سنصنع وعياً جمعياً باتجاه الخلاص وبناء حاضرنا ومستقبل أجيالنا، ولنعلم جميعاً أن أسئلة ما الحل؟ وما البديل؟ وكيف لنا أن نفعل ؟ وأشباه هذه الاسئلة المُتكررة من الكثير بادعاء العلمية والعقلانية وغيرها ولأسباب كثيرة منها الخوف على مصالحهم الأنانية وأهم هذه الأسباب عدم الثقة بقدرات الشعوب التي هي المُحرك الأساس لكل شئ في هذا العالم ومنها أن عقول الكثير منا تقَولبَت وتَنَمَطت ( نمطية) ،
لكنَ الحقيقة التاريخية تقول أن العقل البشري مُبدع باستمرار وأن الرغبة بالحياة مع الإصرار هي الدافع والمُحرك للبشر بالمعنى الفردي والجمعي وأنهُ دوماً كان الانسان ولا زال قادراً على الاستمرار وإيجاد طريقُه بل وصناعة الطريق اذا لزم الأمر ، فالحياة لا تعني القدرة على التنفُس وإنما تعنى أن نحيا كما نُريد وكما نتمنى وهذه عملية تراكُمية مُستمرة وأن عدو الانسان الأول هو الموت وكوننا على المستوى الفردي والجَمعِي نموت ونموت في اليوم الواحد مئات المرات !!!
فالفطرة تقول ما علينا الا أن نرفُض الموت ونُقرر أن نعيش ، وعليه فليكُن هذا قرار كُل فرد فينا وليُطلق كلٍ منا العنان لعقلِه بالتفكير بحثاً عن طريق الخلاص والحياة ولنجد طريقنا معاً، لأننا سنحيا معاً ولكننا سنموت اذا ما كنا فَرادى بلا أدنى شك ، وبما أن عملية تشكيل الوعي الجمعي باتجاه الخلاص ليست مُمكِنة في يوم أو ليلة وقد تستغرق وقتاً طويلاً لتنضُج معها الظروف الموضوعية للحظة الحقيقة ، وخصوصاُ مع كَم الأزمات المهول وغياب القيادة الحقيقية وفشل الهياكل الموجودة ولكن شرارة البداية تَتَمثل في القرار على المستوى الفردي ، وهنا أسمح لنفسي أن أُخاطب نفسي وكل فرد في شعبنا ،
خُذ وقتك فكر تأمل وقرر ولكن لا تكُن ممن قرَرَ الانتحار ( الانتحار المقصود هو الاستمرار على حالة الجهل والتجاهُل وضرورة الإيمان بالقيمة الفردية وبالمعرفة كأداة أساسية في طريق التغيير) ويكفي ما ضيعناه لأننا اخترنا الحياد أو حُيدنا غًصباً فلا فرق وكما قيل ويُقال عندما يكون المُستهدف وطناً يُصبح الحياد خيانة والصمت تواطئاً ، خيانة لنفسك قبل أن تكون خيانة لمُجتمعك وشعبك حيثُ لا زال التحدي قائماً وتستمر المسؤلية تاريخية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نارين بيوتي تتحدى جلال عمارة والجاي?زة 30 ا?لف درهم! ??????


.. غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر


.. بايدن و كابوس الاحتجاجات الطلابية.. | #شيفرة




.. الحرب النووية.. سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة! | #منصات