الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وهم النفط و الغاز

خالد قنوت

2020 / 5 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


عملت في مجال النفط بشركة أمريكية في الخليج العربي و مصر لأكثر من سنتين و خلالهما وجدت أن كل الشركات الرئيسية للتنقيب عن الغاز و النفط و الانتاج و التحكم و السلامة و قطع الغيار و النقل العابر للمحيطات و مصافي النفط و الصناعات النفطية الاساسية.. كلها لشركات بريطانية المنشأ و أمريكية الملكية حالياً و باسماء معروفة.
أعتقد, أن الولايات المتحدة الامريكية لو كانت تملك معلومات أكيدة عن وجود نفط أو غاز في المياه الاقليمية السورية بكميات اقتصادية لما سمحت او وافقت على التدخل العسكري الروسي في سورية و لم تغض النظر عن التواجد الايراني عسكرياً و اقتصادياً في النظام السوري و ذلك بدليل:
- أن المياه الاقليمية لتركيا محازية للمياه الاقليمية السورية و قد اثبتت الابحاث عن عدم وجود كميات نفطية او غازية تستحق استخراجها عن طريق بناء منصات بحرية نفطية باهظة الثمن و هذا ما دفع تركيا للطمع بالنفط الليبي على بعد ألاف الاميال البحرية منها.
- أن التواجد الامريكي الرئيسي في سورية هو في مناطق نفطية بشرق سورية و عندما حاولت روسيا أن تجتاز نهر الفرات باتجاه تلك المناطق تم سحق عشرات من المرتزقة الروس الذين كانوا عناصر و ضباط سابقين في الجيش الروسي.
- الولايات المتحدة الامريكية عملت و لسنوات طويلة على الايقاع بالنظام العراقي الصدامي بأتون حربين و دعمته عسكرياً ثم حاصرته عشرة سنين لتسقطه و تدمر مؤسسات الدولة العراقية و تقيم نظام طائفي هش و مهلهل و استولت على النفط العراقي الوفير و تركت ايران تغوص في مستنقع الصراع الشيعي السني و هي مستعدة لخوض حرب حقيقية مدمرة اذا تعرضت مصالحها في النفط العراقي للخطر و هذا واقع مؤلم.
- الرئيس الامريكي ترامب قالها و بالفم الملأن نفط الأرض لنا و نحن من نملك تكنولوجيا استخراجه و تسويقه و التحكم بسياسات العالم و على رأسها روسيا الاتحادية البلد النفطي بتحديد سعر بيع برميل النفط في الاسواق العالمية و أيضاً الصين اكبر مستورد للنفط في العالم.
- النفط و الغاز هما أهم مصادر الطاقة في العالم و وحده الدولار الامريكي من تعقد بقيمته الصفقات العالمية لتلك المادتين.

الاستنتاج الذي اتمنى أن نصل اليه جميعاً كسوريين, ان أوهام تحول سورية الجديدة الى بلد نفطي أو مصدر للغاز كما افادنا به الخبير السيسيو-اقتصادي د. عماد فوزي شعيبي في بداية الثورة الشعبية السورية 2011 مبرراً نظرية المؤامرة الكونية (مع أنه حائز على شهادة الفلسفة من جامعة دمشق بعد بكالوريوس الهندسة الكترونية) هي سياسة الانظمة التوليتارية الأسدية التي تذر الرماد بعون مواطنيها لتغطي على ازماتها الاقتصادية و عن فشلها في وضع حلول أو استراتيجيات اقتصادية وطنية تعتمد على مصادر اقتصادية حقيقية و مستدامة و متطورة. لنتذكر أن نظام حافظ الأسد قد اعلن عن وهم وجود مناجم الماس في جبال الزبداني إبان الازمة الاقتصادية في الثمانينات من القرن الماضي نتيجة لحصار الغرب و امريكا بعد محاولة تفجير طائرة مدنية اسرائيلية بتخطيط مباشر من رئيس جهاز المخابرات الجوية آنذاك اللواء محمد الخولي و لكن عندما دخلت الشركات الاجنبية و منها الامريكية و استخرجت النفط السوري بكميات وصلت لخمسمائة ألف برميل يومياً, تحولت عائدت النفط إلى خزائن القصر الجمهوري و منها إلى حسابات عائلة الأسد.
أتمنى أن ندرك جميعاً بأن أهم مصدر للدخل الوطني في سورية بعد سقوط النظام (و هو سقوط حتمي و إن تأخر), هو العقل السوري و المواطن السوري الحر و الكريم و العزيز في وطنه و الواعي لحقوقه و واجباته و القادر على بناء دولة المواطنة و العدل.
هذا المواطن, من سيزرع أرضه و يجني الثمار و المحاصيل.
هذا المواطن, من سيبني المصانع و التكنولوجيا.
هذا المواطن, من سيستثمر في بلده و يطورها.
هذا المواطن, من سيدافع عن ارضه و أهله و سيادة وطنه و مصالحه و سيحميه من الاستبداد الداخلي و من أطماع الغرباء.
أما المصادر الرديفة فهي لتعزيز الاقتصاد الوطني و تطويره ليكون اقليمياً و عالمياً و ليس للبناء عليها, فقط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -