الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول مستقبل الانتفاضة

جلال الصباغ

2020 / 5 / 11
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


بعد أن استطاعت قوى السلطة من تشكيل حكومة جديدة برئاسة مصطفى الكاظمي، تحت الضغط الأمريكي والتراجع النسبي للدور الإيراني، يعمل الكاظمي جاهدا لإنقاذ النظام المحاصصي الطائفي القومي عن طريق تغيير بعض الستراتيجيات وتصوير نفسه وحكومته على أنهم يهدفون لمعالجة المشكلات التي تواجه البلاد، وهي محاولات لذر الرماد في العيون عمل على الترويج لها ورعايتها الإعلام الغربي والعربي والمحلي كما قام بهذه المهمة مجموعة القوى الإصلاحية والمثقفين الانتهازيين الذين يدعون الجماهير ليلا مع النهار لاعطاء فرصة للرئيس الجديد ليثبت حسن نواياه!! وكأن الكاظمي لم يأتي باتفاق القوى الفاسدة التي نهبت البلاد طوال الفترة الماضية وهي ذات القوى التي تمتلك المليشيات والأذرع المسلحة التي قتلت ولا تزال المنتفضين وكل من يعارض بقاء هؤلاء في السلطة. 

ما هي الحلول السحرية التي ستقدمها حكومة الكاظمي وهي المحكومة بتوازنات خارجية وداخلية تجعلها رهينة لهذه التوازنات، فهل بأمكان هذه الحكومة إيقاف الاقتراض الخارجي من الدول الأخرى وصندوق النقد والبنك الدوليين التي جعلت من البلاد رهينة بيد هذه الدول والمؤسسات؟ هل بإمكان الكاظمي محاسبة وتقديم قتلة المنتفضين من رئيس الحكومة السابق عادل عبد المهدي إلى وزرائه وقادة أجهزته الأمنية؟ هل يستطيع الكاظمي ان يحل المليشيات ويحاسب كل زعماء العصابات والفصائل من سرايا السلام إلى حزب الله إلى عصائب اهل الحق والنجباء وغيرها من الجماعات والفصائل التي تعتبر نفسها هي الدولة بل هي فوق الدولة؟ هل بيد الكاظمي ومن معه إلغاء الخصخصة وتوفير العمل للعاطلين وتحسين واقع الصحة والتعليم والسكن لملايين الكادحين والمعدمين من العراقيين؟ هذه الأسئلة وغيرها الكثير تكون الإجابة عنها في غاية البساطة لكل مواطن عراقي، والإجابة هي ان الكاظمي لن يختلف عن سابقيه بشيء!

مادام النظام باقيا والتدخل الدولي باقيا والاقتصاد في العراق بيد القوى التابعة للخارج لن يتغير من واقع الناس شيئا ولن يختلف حال الجماهير بشيء سواء تحت حكم المالكي او العبادي او عبد المهدي او الكاظمي، كلهم نتيجة لعملية سياسية قائمة على التبعية والنهب والمحاصصة الطائفية والقومية، وكل من يتوهم أن الانتفاضة ستنتهي فهو على خطأ كبير. 

خرجت الجماهير ضد هذا النظام لأنها أدركت أن إصلاح الحال لا يتم إلا بالخلاص من شلة اللصوص والقتلة الذين يحكمون البلاد منذ سبعة عشر عاما، وما دامت هذه الشلة باقية فلن تنتهي الانتفاضة، نعم قد تضعف او يقل زخمها لفترة من الوقت، لكن ظروف بقائها هي ذاتها باقية ومستمرة. 

الشيء الاساسي الذي يجعل الجماهير أمام اختبار حقيقي هو دراسة ومعرفة الأسباب التي لم توصل الانتفاضة إلى أهدافها النهائية لغاية الان، على القوى الحقيقية في الانتفاضة المتمثلة بالكادحين والطلبة والنساء وكل القوى التقدمية، ان تتجاوز أخطاء المرحلة الماضية وان تعمل على توحيد الجهود لانطلاقة جديدة للانتفاضة قائمة على أساس التنظيم المحكم البعيد عن كل القوى المساومة والانتهازيين من أجل الانتصار النهائي.   

  








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال


.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني


.. The First Intifada - To Your Left: Palestine | الانتفاضة الأ




.. لماذا تشكل جباليا منطقة صعبة في الحرب بين الفصائل الفلسطينية