الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جيفري والكانتونات السورية الثلاث!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2020 / 5 / 12
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


إن تصريحات المبعوث الرئاسي الأميركي ومسؤول الملف السوري جيمس جيفري، لجريدة الشرق الأوسط تؤكد بأن؛ سوريا انقسمت لثلاث جغرافيات سياسية! حيث قال المذكور في حديثه للجريدة بأن؛ هناك "المساحات الشاسعة من الأراضي غير الخاضعة لسيطرة النظام الحاكم، ومن غير المرجح عودتها تحت سيطرته مرة أخرى بسبب القوى الخارجية الكبيرة والنافذة على الأرض، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية"، كما أكد أيضاً؛ (إن بلاده تدعم «في كل الطرق الممكنة»، دبلوماسياً ولوجيستياً، الغارات الإسرائيلية على مواقع إيرانية في سوريا، لافتاً إلى وجوب خروج جميع القوات الأجنبية التي لم تكن موجودة قبل 2011 بما فيها التركية والايرانية والأميركية باستثناء الروسية) وأضاف (إن الاعتقاد الانخراط مع دمشق يُبعدها عن طهران «فكرة جنونية. بادئ ذي بدء، تملك إيران مواطئ أقدام شديدة الرسوخ في الدولة السورية وداخل المجتمع السوري»، لافتاً إلى أن دولاً عربية كثيرة «لن تكون على وفاق أبداً مع رجل مثل الرئيس السوري بشار الأسد. يمكنهم الزعم بأنهم يستطيعون النأي به بعيداً عن المدار الإيراني، لكنني أرى أن هذا غير ممكن على الإطلاق»)؛ أي بمعنى ستبقى لإيران نفوذها القوي في المناطق الخاضعة للنظام السوري، رغم كل المساعي السياسية والعسكرية.

أما بخصوص المعارضة والمناطق الشمالية الخاضعة لنفوذها والنفوذ التركي، فقد أكد المبعوث الأمريكي مجدداً؛ بأن "إبقاء النظام بعيداً عن إدلب هو من الأهداف الاستراتيجية" لأمريكا، بل وبأنها ستبقى خاضعة لها؛ أي للمعارضة السورية وذلك عندما "عدها قلعة للمعارضة" حيث ذكرت الجريدة وعلى لسانه العبارات التالية: (عدّ إدلب «قلعة المعارضة» ولن تعود إلى سلطة دمشق قريباً) وأخيراً وبخصوص "شرق الفرات" وإرسال الروس لبعض قواتها إلى هناك، فقد قال المبعوث الأمريكي؛ (لدى الجانب الروسي وحدات من الشرطة العسكرية خفيفة التسليح. وهم يواصلون الانتقال في دوريات من 3 أو 4 أو 5 مركبات، وأحياناً ما يذهبون إلى هنا أو إلى هناك، ولكن لا وجود لقوات عسكرية روسية حقيقية وكبيرة على الأرض. وليس هناك ما يسمى الاحتلال الروسي، وينسحب الأمر نفسه على الحكومة السورية، باستثناء بعض القواعد العسكرية القليلة في القامشلي ومدينة دير الزور، ليس لهم وجود حقيقي على الأرض هناك. ربما بعض المواقع المتقدمة مع تسيير بعض الدوريات الراكبة. إن القوات المنتشرة على الأرض بأعداد كبيرة تبلغ عشرات الآلاف من القوات هي «قوات سوريا الديمقراطية»، وهم شركاؤنا في مواجهة تنظيم «داعش» الإرهابي).

وأخيراً وبخصوص انسحاب القوات الأمريكية من تلك المنطقة قال جيفري؛ سيستمر وجودنا هناك حتى الانتهاء تماماً من مهمتنا العسكرية إلحاق الهزيمة الكاملة بتنظيم «داعش») وعندما واجهته الصحيفة بسؤال مصير حلفائهم من قوات سوريا الديمقراطية عند انساحابهم من سوريا، رد جيفري مؤكداًن؛ (الانسحاب الكامل من شمال شرق سوريا ليس على جدول أعمالنا راهناً، ذلك لأننا لم نشهد حتى الآن الهزيمة الدائمة لتنظيم «داعش»)وبالأخير فقد أكد المبعوث الأمريكي بأن "السياسة التي نتبعها ثابتة ولن يطرأ عليها أي تغيير. وإنني أتطلع إلى العمل مع مختلف وسائل الإعلام، والأصوات، والجهات الفاعلة في منطقة الشرق الأوسط من أجل الدعوة للحل السياسي ولإنهاء أعمال العنف والقتال داخل سوريا" وذلك من خلال إمكانية إبرام اتفاق سياسي وانتخابات حرة ديمقراطية تحت إشراف الأمم المتحدة. وهكذا ومن خلال سرد ما صرح به المبعوث الأمريكي؛ جيمس جيفري يمكننا القول؛ بأن الجغرافيات الثلاث المتشكلة حالياً هي باقية ولربما تتحول لكانتوات سياسية على غرار الأنظمة الفيدرالية بعدد من دول العالم وبأن الحل السياسي في سوريا سيكون من خلال الاتفاق بين القوى السياسية التي تمثل هذه الجغرافيات الثلاث من خلال الاتفاق على نظام سياسي يحافظ على وحدة البلاد بنظام اتحادي أو فيدرالي وليس وفق النظم السابق حيث الدولة المركزية وبذلك يمكن أن يبق البلد محافظاً على وحدته السياسية وبنفس الوقت يضع البلاد على طريق التعايش السلمي وعودة المهجرين لمناطقهم وإجراء انتخابات عامة بالبلاد!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ردود فعل دولية بعد تصدر اليمين المتطرف الجولة الأولى من التش


.. يمين فرنسا يراهن على الحصول على الأغلبية في الدور الثاني وال




.. زعيم حزب التجمع الوطني: الفرنسيون الذين صوتوا لماكرون قلقون


.. لماذا يقلق فوز اليمين المتطرف سكان أحياء المهاجرين في فرنسا؟




.. هتافات ضد تركيا ومشادات بين متظاهرين سوريين وحراس مكتب الوال