الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من هم المسلمون الليبراليون!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2020 / 5 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


الواقع أن العلمانيين في ليبيا قلة ولا يشكلون تيارًا عميقًا اما الليبيراليون فهم أكثر مما نتصور!!، ولكن الخلط وقع عند الاسلاميين والعلمانيين على السواء بسبب عدم قدرتهم التمييز بين ((العلماني)) و((الليبرالي))!، وهل كل ليبرالي علماني بالضرورة والصيرورة!؟، فهناك فرق بكل تاكيد تمامًا بينهما كما ان هناك فرق بين ((الديموقراطي)) و((العلماني))، فليس كل علماني هو ديموقراطي بالضرورة والعكس صحيح!، فالعلماني يمكن ان يكون ((ديكتاتور شمولي))!...... هناك الكثير من المسلمين الليبراليين، أي مع اسلامهم هم ليبرليون وليسوا اصوليين ولا سلفيين!... وكلمة ليبرالي تعني ((المتحرر)) وضدها ((المحافظ)) و((المقلد)) من جهة ومن جهة تعني ((المناصر للحريات الفردية والشخصية)) في مواجهة سلطة الجماعة والدولة، وضدها ((الشمولي والجماعي))، فالمسلم المتحرر هو مسلم يدين بالاسلام ولكن لديه مفاهيم متحررة ومستقلة عن الاتجاهات الدينية المحافظة والسلفية والتقليدية في فهم وتطبيق الاسلام، ليس في مجال العبادات، فالعبادات ثابت لا يتغير بتغير الزمان والمكان، إنما في مجال الدولة والسياسات ، فالمسلم الليبرالي له نظرة تحررية لمفهوم الدولة المسلمة اي دولة المجتمع المسلم وهو ينحاز للحريات الفردية كحرية العقيدة والتفكير والتعبير والتملك والخصوصية ويجد لها ما يعززها في الاسلام بقراءة ليبرالية متحررة ومستنيرة بالعلم والايمان للنصوص الدينية، وهو أيضا يعتقد ان دولة الخلافة هي دولة زمنية كانت لها ظروفها وضرورتها في تلك العصور وهي اجتهاد بشري من الصحابة، رضي الله عنهم، وفق ظروف عصرهم، وبالتالي لكل مجتمع مسلم في كل زمان ومكان ان يجتهد في شكل الدولة المناسبة له بشرط ان تحقق العدل والشورى وكرامة وعزة الامة وتحول دون الحكم الجبري والملك العضوض الذي يذل الامة ، ومنها مراعاة اننا اليوم في عصر الدولة الوطنية القطرية، ودولة المواطنة، لا الدولة الدينية ولا القومية ولا العرقية، هذا هو الاتجاه العام للمسلمين الليبراليين وهناك كثير من المفكرين المسلمين الليبراليين الذين كتبوا في هذا الاتجاه منذ عقود طويلة مثل الشيخ ((علي عبد الرازق)) ومثل ((الدكتور عبد الرزاق السنهوري)) و ((خالد محمد خالد)) و((الدكتور مصطفى محمود)) و((محمد عمارة)) و((جمال البنا)) ..... وغيرهم كثير ممن يمكن اعتبارهم ((مفكرين مسلمين ليبراليين)) اي المسلمين المتحررين من الفهم التقليدي والسلفي والمذهبي والطائفي للاسلام، فهذا تيار كان موجودا منذ النهضة العربية في بداية القرن العشرين منذ محاولة الشيخين ((جمال الدين الافغاني))و((محمد عبده)) لتجاوز الخطاب الديني التقليدي، وللعلم فإن الملك ((ادريس السنوسي)) كان في سلوكه يمثل صورة من صور الحاكم المسلم الليبرالي بل كان دستور دولة الاستقلال 1951، وقبله دستور إمارة برقة 1949، يمثلان نتاجًا من منتجات الفكر السياسي العربي الاسلامي الليبرالي، ولكن نتيجة صعود التيار الديني الاسلاماوي الاصولي الشمولي الشعبوي، الاسلام السياسي، انطلاقًا من جماعة الاخوان المسلمين عام 1924، فضلًا عن صعود التيار العروبي القومي الاشتراكي الشعبوي ((البعثي والناصري)) المسنود بحكم العسكر هما ما تسبب في تعطيل عجلة نمو وتطور ((الاتجاه الاسلامي الليبرالي التحرري المستنير)) الذي كان ينمو بهدوء وبشكل طبيعي في عالمنا العربي لولا ظهور التطرف السياسي الاسلامي والقومي!، هذا الاتجاه الليبرالي المسلم الذي لم ينغلق في الفهم التقليدي والمحافظ للاسلام من جهة عند حد الموروث الفقهي، ولا تطرف من جهة الى حد اعتناق العلمانية وشطب وشيطنة كل التراث الاسلامي بجرة قلم كما فعل العلمانيون!.. التيار الليبرالي الاسلامي يحترم النص الديني كما يحترم التراث لكنه يعيد الاعتبار للعقل المسلم كي يبحث وينقب في النص الديني وينقح ويصحح هذا التراث!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يخيب آمال الديمقراطيين خلال المناظرة الأولى أمام ترامب


.. تهديدات إسرائيل للبنان: حرب نفسية أو مغامرة غير محسوبة العوا




.. إيران: أكثر من 60 مليون ناخب يتوجهون لصناديق الاقتراع لاختيا


.. السعودية.. طبيب بيطري يُصدم بما وجده في بطن ناقة!




.. ميلوني -غاضبة- من توزيع المناصب العليا في الاتحاد الأوروبي