الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سماحيات 10

صلاح زنكنه

2020 / 5 / 14
الادب والفن


قالت وهي في أوج عنفوانها.
أنا وطنك فلا تبارحني.
فأجبتها صادقا وأنا أتلوى شوقا ولهفة وغضبا.
نعم أنت وطني الذي يصعب عليّ مبارحته, لكنكِ وطن تحيطه الأسوار والأسلاك الشائكة, وطن بوليسي قمعي لا حرية لي فيه, وطن كله عسس وعساكر ورجال أمن ومحققون غلاظ, وطن أنا متهم فيه دائما ومطلوب للعدالة الجائرة التي تحكم علي بالجرم المشهود من دون شهود ولا دفاع, وطن يشبه زنزانة بخمسة نجوم, أي وطن هذا وأنا لا أملك فيه حتى حق المواطنة ؟
أكدي أنتِ وطني الذي مهما ضاق بيّ أحن له وأشتاق له وأهيم به وأموت بين فلواته وأنا أتضرع خاشعا متصدعا وأرنو لقبلته التي هي نور جبينكِ وسحر ابتسامتكِ وشقاوة كركرتكِ وحلاوة حروفكِ المفعمة ببحبوحة الحياة وطراوتها.
أجل أنت وطني الأجمل والأبهى, ولا أرغب أن أكون لاجئا, ضميني بين حناياك لطفا لا عطفا, كوني أشعر بالغربة والوحشة بعيدا عنكِ.
لكن إياكِ واضطهادي واذلالي وحجري وحبسي ومصادرة ارداتي تحت ذريعة حبكِ لي وهيامي بكِ.
أدرك جيدا حبكِ وحرصكِ واهتمامكِ, لكن عليك أن تدركي أيضا حبي وحرصي واهتمامي بالمقابل يا سماحي, فأنا صلاحك الذي يعشقكِ كما تعرفين.
تساءلت غاضبة ...
عجيب أمرك مع النساء ؟
أجبتها ضاحكا ...
ما عجيب إلا الشيطان رغم أني تطبعت بطبعه
الشيطان كائن متمرد لا يعجبه العجب العجاب ولا الملك على الباب
فأنا شخصيا لا تعنيني الأنثى اللعوب ولا ألتفت للغانية المغناج
ولا تثيرني الرخيصة المتسافلة ولا المتكبرة الجاهلة
أنا معنيّ بروحي الأنثوية التي تهفو لأنوثة الحياة
وأنتِ تدركين جيدا سر أمري وغرابة طوري
كونكِ أنثايّ الاستثنائية وخاتمة كل النساء.
فقالت مطمئنة واثقة ... أحببتك
لأنك لست من النوع السهل الخفيف, ولا الضحوك المستهلك الظريف
ولا المتملق المتهالك الضعيف.
أحببتك كونك من النوع المكابر العفيف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | بصوته الرائع.. الفنان الفلسطيني معن رباع يبدع


.. الأسود والنمور بيكلموها!! .. عجايب عالم السيرك في مصر




.. فتاة السيرك تروى لحظات الرعـــب أثناء سقوطها و هى تؤدى فقرته


.. بشرى من مهرجان مالمو للسينما العربية بعد تكريم خيري بشارة: ع




.. عوام في بحر الكلام | الشاعر جمال بخيت - الإثنين 22 أبريل 202