الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا نحتاج لكي نكون آمنين؟

جليل البصري

2006 / 6 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


نحن لسنا آمنين والا ما كنا سنطرح هذا السؤال قطعا.. وليت الامر يتوقف عند هذا الحد.. فالامن ووضعه لا يتوقف عند الحالة التي نعيشها الان ، فنحن ندرك انه ليس هناك بلد آمن مائة بالمائة .. لكن الامر ينطوي على مخاطر اكبر بكثير من انفجار عبوة ناسفة او سيارة مفخخة ، فأنا اعرف اناسا عاشوا السنوات الثلاثة الاخيرة في بغداد ومارسوا اعمالهم الحرة بشكل طبيعي تقريبا ورتبوا اوضاعهم مع الوضع الذي لم تنقطع فيه السيارات المفخخة والعبوات وغيرها .. لكن هؤلاء فقدوا الان احساسهم بالامن عندما تصاعدت موجة الخطف والقتل على الهوية والطائفية المقيتة والقتل العشوائي الذي لايترك خبازا او حلاقا او غيره بامان في عمله وصار الارهاب يهدد الناس في ارزاقها وفي معيشتها اضافة الى حياتها .. لذلك بات هؤلاء يفكرون بجدية بالانتقال الى مناطق آمنة لهم ولعوائلهم التي باتت سجينة البيت، وعرضوا بيوتهم او محلاتهم للبيع وبدأوا بتصفية أمورهم.
لقد فقد الامن اقوى مرتكزاته وبات الامن كلمة لا معنى لها لدى المواطن يتشدق بها رجال الامن والشرطة والمسؤولون عن الوضع الامني والحكومة، وميدانا لاعلان الخطط الامنية والقيام بالحملات المنظمة وغير المنظمة لقطع دابر الارهاب دون ان تنجح.. مصرع الزرقاوي احد اعمدة الارهاب في العراق والمنطقة رغم كونه بارقة امل على طريق تصفية الارهاب أو اضعافه على الاقل في هذا البلد المنهك، الا انه لم يوقف مسلسل الدم وها هي كركوك ايضا تنضم الى بغداد وغيرها وتنال نصيبا لا تستحقه من السيارات المفخخة ، ولا اقول تستحقه من باب المفاضلة بل لان كركوك تمتعت بفترة هدوء نسبي وتملك مقومات انية قد لا تملها المدن الملتهبة الاخرى وطبقت فيها خطط امنية مختلفة اعلنت عنها شرطتها مما كان حريا ان تتمتع هذه المدينة بوضع امني اكثر استقرارا وقوة، لا ان تشهد كما حصل قبل ايام انفجار ستة سيارات مفخخة في يوم واحد.. مما يوحي بان الارهاب تمكن من المراوغة والافلات من الرقابة بشكل كبير يدعو الى اعادة النظر في كل ما قيل ويقال ويعني ايضا ان المدينة قد اخترقت بشكل يدعو الى القلق.
نحن لسنا آمنين نقولها مرة اخرى وان الارهاب لا يزال في مقدوره اللعب، فاختراق مثل مصرع الزرقاوي يعني اداءا استخباريا عاليا هو ما تخشاه القاعدة وفلول البعث. لان اعتقال ارهابي رغم كونه مفيد في تقليص الرقعة الارهابية، الا انه لا يحسم موقفا بقدر اخضاعه لرقابة ومتابعة وكشف تحركاته وخططه وضربه في الوقت الذي يوقع فيه اكبر الخسائر وهذا عرف عسكري معروف لكل من عمل في هذا المضمار فلماذا يغيب عن البال الان؟ ونحن بحاجة ماسة اليه لنكون آمنين؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية


.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ




.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع


.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص




.. زعيم جماعة الحوثي: العمليات العسكرية البحرية على مستوى جبهة