الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في مديح أنثى الضاد

عبدالله عيسى

2020 / 5 / 15
الادب والفن


L الشاعر الفلسطيني عبدالله عيسى* يكتب : في مديح حب أنثى الضاد


لا أزال أحبّكِ
بين المرايا التي هرمتْ في بيوت تباغتها الحرب في ما يدوّنه العابرون ،
وبعض الرواة ،
ومغتنمو الفرص الضائعةْ.

مثل ريح على عجلٍ تتعثّر بالسرو فوق التلال البعيدة ،
كنتُ أجيئكِ
بالقبّرات التي داهمتني ،
وخوف النجوم التي سقطت في الغدير بلا أثر ٍ،
كلّما التفتت لي يداكِ .
وكنتِ بنشوة سنبلة تنضجين ظلالك بين السواقي التي لم تعدْ تقتفي خطوتي ،
و المراسي التي صدأت في مرافئ
ما زلت فيها غريباً
كأجراس طيفي التي غرقت في دموعكِ.

ليس ضباب الرحيل الذي اسودّ في دمنا فجأة ،
لا ارتباك الشفاه التي علقت في شِباك الجفاف ،
ولا أنّة الحلم حين نفيق على غفلة من أصابعنا في سريرين في بلدين غريبين . .

بل لم يعدْ أحد ما يرانا نطيل العناق قريباً من الدير في الليلة السابعةْ.

2-
يدكِ التي كبرت ، كضوء ينقر الشبّاك ، بين أصابعي ،
ترعى ممالك نحل أهل الشام في جسدي النحيل ،
ورقصة الغجر الذين بنوا خيامهمُ الأخيرةَ في الطريق إلى بعلبكَ .
تشبه ماء العذارى في مخيّلة البداوى ،
كلما أردى بنا العطش الذي لا ينتهي ورثَتْ ينابيعاً تفجَر ُ في الخلايا
خبط عرجون قديم قد هوى .

لم ينتبه أحد سواي
إلى ظلال فراشة عادت لتغفو ، مثل أقداري التي تاهت كسهم طائش من قوسكِ الوثنيّ ، بين خطوطها .
يدك التي ركضت ، لتلحق بي ، أمام البحر فارتطمت بصخر الشاطئ المهجور ،
لم أعثر عليها في المنافي .
لم أعد ذاك
الذي
ما ضلّ عنك ِ
وما غوى .

3-

والنهر أيضاً يدّعي ، مثل الغمامة ، أنه يمشي وراءكِ ، هائماً ، نحو الغدير ،
وتهمس الغابات للريح التي وقفت على عتبات بيتك ، مثل ظلي ، أنّ صوتك يشبه أن تختلي صفصافة بحفيفها ،
وتصدّق الأمواج أنكِ أنتِ من أهديتِ أجنحةً لأسراب النوارس .
غير أنّك لم تتفقّدي جسدي الذي يعوي ، كتمثال وحيد في الحديقة ،موحشاً ،
ودمي الذي أورثتِهِ ألم الوعول ،
وخيبة الأصداف في زبدِ البحارِ المعتمةْ .

عشرون عاماً
أعبر الأمواج ،
والأضواء في المدن الغريبة ،
والدروب المستباحةَ بين وادي النمل والآبار في أطراف مملكة الهداهد ،
والروايات التي اتسعت لحادثة انتحاري بين هاويتين ،
والأمل المخاتل في وصايا قارئات الكفّ ،
حتّى أقتفي أثري الذي ضيّعتُ في عينيكِ .

لم تعثر عليك سوى المرايا النائمةْ .
4-

ماذا يخبئ لي هذا العناق وقوفاً ،
الطويلُ كضوءٍ ساقطٍ من سماءِ غابةٍ تحت خطّ الإستواء،
الحزينُ مثل وردة فقدت ْرحيقها في الرياح الموسميّة ؟ .
صوتُكِ الممزٌقُ يرغو في دمي كحديث مهمل ٍ في زوايا الغرفة الموحشةْ .
وقميصكِ المبلّلُ بالآهات يعلو على صدري ويهبط بي كريشة في فم الدخان ،
فيما الشمع ، أعمى كعُزلةِ العناكب في مرعى ، يسحّ على ظلّي ،
وتلهو بأعضائي أظافركِ العمياء ُ .
لو أنني ما زلتُ ساقيةً لما توقّفتُ عن غسل الخطايا ،
لوَانّ الحبّ ملكُ يديْ البيضاء ما خاب ظنّ العاشقين بما ظنّوا بمن عشقوا،
لو أن لي قلباً سوى هذا .
أنا كومةٌ تحتّها الريح من حجارةٍ لكي تعبري ماضيكِ نحوي .
اذكري اسمي ولو مرّة حتّى أصدّق قلبي
أن عينيكِ هذا الصيف قد تعثران بي ،
وجسمَكِ يصحو في الشتاء مثل أغنية ريفيّة في سريري .
ليت قلبيَ هذا ليس لي
ليته لي كي أعودَ إليّ ، مثلما كنتُ وحدي ، دونكِ .
انتظرتكِ شتلةُ الأقحوان في يدي ، و الحقول
تلك التي جاءت معي لكي تركضي فيها ،
وخيبات عشّاق رأوا جسدي قتيل حبّكِ بينهم ،
أنا من تبقّى من حطامكِ في هذا العناق الذي يبقى كذاكرةٍ تشقى ،
اذكري مرةً إسمي لأغفر لي
أنّي شبيه مناديل الوداع التي تحجّرت في يديكِ ،
بينما أنتِ تبكين سوايَ .
اذكريني بين عشّاقكِ الذين أعميتِهم بما رأوا منكِ من وراء حجاب كلّما سكروا .
لا تقتلي شاعراً مثلي بما سوّلت أقدارُكِ الطائشةٌ.

*شاعر فلسطيني مقيم في موسكو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة والدة الفنانة يسرا اللوزي وتشييع جثمانها من مسجد عمر مك


.. يا ترى فيلم #شقو هيتعمل منه جزء تاني؟ ??




.. رقم قياسي في إيرادات فيلم #شقو ?? عمرو يوسف لعبها صح??


.. العالم الليلة | محامية ترمب تهاجم الممثلة الإباحية ستوري دان




.. نشرة الرابعة | السعودية.. مركز جديد للذكاء الاصطناعي لخدمة ا