الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المحاضر الجامعي والطالب الاول

هشام السومري

2020 / 5 / 15
حقوق الانسان


تتفق كل شعوب الارض على مبدا ثابت تجاه وظيفة التعليم ، وهذا المبدأ يؤكد على سمو هذه الوظيفة و التي تكاد تصل لمفهوم المقدس لدى البشر، كون المعلم هو من يهيئ المخرجات التي ستساهم في بناء واعمار المجتمع، و تحقيق التنمية البشرية التي تتطلع كل دول العالم لتحقيقها ،ومن المفترض انه يسعى جاهدا لبث روح التسامح و التربية الصالحة وتعميق الثقافة. ومقالنا هذا سيتكلم على (المحاضر الجامعي) في العراق. وقبل كل شيء لدي تحفظ على اساس هذا المصطلح فمن الاجدر ان تكون التسمية الادارية والمجتمعية استاذ جامعي غير مثبت على الملاك واستاذ جامعي مثبت، فباعتقادي ان هذا المصطلح اصبح مدعاة للسخرية والانتقاص في الاوساط الاكاديمية، فاصبح اليوم في رواق الجامعة طبقتان طبقة الاستاذ النبيل وطبقة المحاضر؟ و هذا الفرق جاء نتيجة العامل الاقتصادي لا اكثر. فهناك من الاساتذة الغير مثبتين يملكون من العلم والمعرفة وايصال المعلومة ما لا يملكه الاستاذ المثبت.
ومن المعلوم ان مفهوم الاستاذ الجامعي الغير مثبت على ملاك وزارة التعليم او كما يطلق عليه خطأ (المحاضر الجامعي) هو الشخص الذي لا يملك درجة وظيفية تؤهله ليحصل على استحقاقات مالية و ادارية كباقي اقرانه من اساتذة الجامعة المعينين على ملاك وزارة التعليم. ومدار المقال حول المفارقة المضحكة جدا . فهناك قانون في وزارة التعليم يؤكد على تعيين الطلبة الاوائل في الدراسات الاولية تعيين مركزي ، وليس لدينا اعتراض على جوهر هذا القانون ، فمن المؤكد ان الشخص الكفوء لابد ان يحصل على استحقاقه الذي صنعه بنفسه، لكن ، المفارقة الغريبة والتي لم تحصل الا في هذا البلد هي في واقع حال الاستاذ الجامعي الغير مثبت مقارنتا بالطالب الاول.
ففي كل سنة دراسية يتخرج مئات بل الاف الطلبة على يدي هذا الاستاذ والذي يبذل كل ما يملك من علم ومعرفه في سبيل ايصال المعلومة الصحيحة لطلبته، علما انه لا يوجد فرق في عدد المحاضرات بين الاستاذ الذي لا يملك درجة وظيفية وبين قرينة المالك .وبالمقابل فان وزارة التعليم تخصص مبلغ قدره خمسة الاف دينار عن كل محاضرة ؟ وهذا المبلغ لا يسد اجرة المواصلات من والى الجامعة فضلا عن باقي المصاريف الخاصة. لكن الاستاذ يحمل من الصبر الشيء الكثير ويأمل في يوم ما ان يأخذ استحقاقه دون منة احد وهو التثبيت على الملاك الدائم كي يتمتع بالحقوق ذاتها التي يتمتع بها اقرانه من الاساتذة الجامعيين.
وحدث ذات مرة في احدى الجامعات ان تفاجئ استاذ يحمل شهادة الدكتوراه بدرجة امتياز بأحد طلابه الاوائل المعينين حديثا حين رأى من هذا الطالب اللامبالاة واللا احترام لان هذا الطالب المعتوه يشعر بانه افضل من استاذه الذي لم يحصل على ما حصل عليه من الاستقرار المادي والمعنوي في الجامعة! للأسف اقولها ان اصحاب القرار السابقين في وزارة التعليم لا يملكون ادنى مستوى من الوعي والمعرفة. فكيف يتم تعيين الطالب الذي لا يتجاوز عمره الثالثة والعشرين وترك الاستاذ الذي افنى سنوات كثيرة من عمره في الدراسة والتدريس ؟ واغلبهم يعيلون اسر وربما يسكنون في بيوت مستأجرة ؟
فمن اولى اولويات وزارة التعليم اليوم والمتمثلة في الوزير الدكتور نبيل كاظم عبد الصاحب ان ينهي هذه المهزلة اللا انسانية ويقوم بتثبيت جميع المحاضرين الذين ضحوا لسنوات طوال وبذلوا جهودا استثنائية في سبيل اكمال المسيرة التعليمية في بلدنا حين تهاوت ، وهذا التثبيت هو اقل استحقاق يمكن ان يسدى لهم ، فيجب دعم الاستاذ ماليا ومعنويا كي ينهض البلد من جديد في هذه الدماء الجديدة. وان كانت هناك ضائقة مالية يمر بها البلد فممكن تثبيت الاساتذة واعطائهم جزء من مرتبهم وادخار المتبقي. وهذا التثبيت فيه جانب معنوي كبير ويقضي على مبدا الطبقية التي يعيشها وسط الحرم الجامعي من جهة ويوقف استهتار بعض ممن عينوا بقانون الاوائل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسائل إعلام إسرائيلية تتناول مخاوف نتنياهو من الاعتقال والحر


.. تونس.. مظاهرة في مدينة العامرة تدعو لاجلاء المهاجرين غير الن




.. إخلاء مركز للمهاجرين في تونس ومظاهرة لترحيلهم ورفض توطينهم


.. الأمم المتحدة: دارفور معرضة لخطر المجاعة والموت




.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بإبرام صفقة تبادل فورية