الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأمة الجاهلة والأمية الرمزية

علي كاظم

2020 / 5 / 15
حقوق الانسان


الأمية في أبسط تعاريفها هي عدم قدرة الانسان على القراءة والكتابة في أي لغة كانت، وتتفاوت نسبها بين المجتمعات والبلدان، ففي المجتمعات العربية بلغت نسبة الأمية للبالغين فقط 27% , 60% منهم إناث، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عقم المشكلة الأزلية في العالم العربي، وذلك لجهل أولياء الأمور وتقديس العيب والخوف من مواجهة الغالبية وترفع العادات والتقاليد التي تعتبر دستور المجتمع الجاهل على حقوق الإنسان الأساسية البسيطة، إلى جانب الكثير من الآفات الأخرى التي إن لم تفتك بالمجتمع الآن فستفتك به في المستقبل حتما.

في القرن الواحد والعشرين ظهر مصطلح جديد للأمية، ألا وهو الأمية الحديثة التي تطلق على من لا يجيد استخدام الحاسوب، وهنالك أمية من نوع آخر لم يسلط عليها الضوء بالحجم المطلوب، الأمية التي أُطلق عليها تسمية (الأمية المقنعة) أي أننا قد نواجه شخصا يعرف القراءة والكتابة، لكن حصيلته العلمية أكثر ما يقال عنها ضعيفة، ولا يعرف الكثير عن الأشياء التي حوله، ولا يفكر بما يجري في هذا العالم الكبير مهتم فقط بما حوله أو المكان الذي نشأ به، وحتى إذا قرأ فانه يقرأ ما فرضه عليه محيطه، فكره قاصر على ما أعطته إياه المدرسة أو الجامعة.

أما الطامة الكبرى، فهي أن تجد شخصا متعلما، لكنه يفتقر المبادئ واحترام الذات والشعور بالمسؤولية ويسير خلف الجموع، بل هو يتعلم مجبراً ليحصل على وظيفة، وهذه هي أقصى غاياته من التعليم، بينما على الجانب الآخر هناك أناس لا يعرفون القراءة والكتابة، ولكن حصيلتهم العلمية تفوق المتعلمين، وفي بعض الأحيان الأكاديميين، ومن الظلم أن نطلق على هذه الفئة من الناس تسمية (أميين)، لأنه وباختصار ليس كل شيء يبدو كما يبدو.

فجميعنا دخلنا إحدى أهم المدارس على مر البشرية، ألا وهي مدرسة الحياة التي قد تعطينا مالا تعطيه هارفارد أو أكسفورد، والعاقل يتعلم من أبسط أحداثها، والجاهل يتقمص دور الضحية فقط، لأنه عاجز وكسول ويلقي باللوم على الحظ الذي ما هو إلا شماعة نعلق عليه أخطاءنا.



ختاما.. يقول محمد المكي:

أذا المرء لم يبُصر بعينيه ما يرى

فما الفرق بين العمي والبُصرائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مبادرة لمحاربة الحشرات بين خيام النازحين في رفح


.. تونس.. معارضون يطالبون باطلاق سراح المعتقلين السياسيين




.. منظمات حقوقية في الجزاي?ر تتهم السلطات بالتضييق على الصحفيين


.. موريتانيا تتصدر الدول العربية والا?فريقية في مجال حرية الصحا




.. بعد منح اليونسكو جائزة حرية الصحافة إلى الصحفيين الفلسطينيين