الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاميو الشيطان يقاضون الحضارة الغربية

طارق الهوا

2020 / 5 / 15
كتابات ساخرة


موضوع المقال في منتهى الجدية لكني سأكتبه في قالب فكاهي وبكلمات سوقية أحياناً، لأنه ينتمي إلى كوميديا سوداء سوقية، تريد تزوير الحقائق وفرض أفكاره عن طريق إستحمار الآخرين.
في ميديا ترحّب وتنشر التغابي لاستغفال الناس بإسم حقوق الانسان والأقليات المهمشة، قارنت مريم خان في مقال لها بين البرقع وقناع الوجه الواقي من فيروس كوفيد19 في فرنسا في موقع "أي"، وكانت مقارنتها نموذجاً كاملاً لمحامي الشيطان الذي لا يسعى للوصول للعدل، بل إلى ثغرة يلّفق منها مسرحية لربح قضية.
الفصل الأول
استهلت محامية الشيطان فصل مسرحيتها الأول بالقول "أنه من خلال فرضها أقنعة الوجه بينما يظل البرقع محظورا، تُظهر فرنسا كيف يوّجه "الإسلاموفوبيا" السياسة"، وذكرت وقائع يستحيل تجاوزها "إنه مع وفاة أكثر من 26000 شخص بسبب فيروس كورونا، فرضت فرنسا ارتداء أقنعة وسوف تخلق آثار ما بعد كوفيد 19 عالما جديدا تماما، لكن هذه الآثار ستتحدى أيضا السوابق القانونية التي فُرضت من قبل على الناس، وخاصة المجموعات المهمشة".
يعني بالعربي الفصيح تعتبر مريم 8 مليون مسلم مهمشين في فرنسا. وما قالته يعبّر تماما عن عدم المرؤة لدى محامي الشيطان.
ثم بدأت اتهاماتها "فرنسا كانت أول دولة أوروبية تطبق حظرا على ارتداء البرقع عام 2010، ثم فرضت قيودا إضافية على الحجاب في المدارس والعديد من الأماكن العامة، و"في ظل الإسلاموفوبيا الذي تفرضه الدولة والتحيز والتعصب، قادت فرنسا الطريق أمام العديد من البلدان في أوروبا بما في ذلك النمسا وبلجيكا وبلغاريا والدنمارك وهولندا لفرض قيود على النساء المسلمات وكيفية ارتداء ملابسهن".
ثم أحالت مريم قارىء مسرحيتها إلى دراسة للبرلمان الفرنسي أجريت عام 2010 أيضا، وخلصت إلى أن "لإخفاء الوجه في الأماكن العامة أثره وهو تحطيم العلاقات الاجتماعية"، ثم مضت الدراسة لتربط بين تغطية الوجه وعدم الرغبة في الاندماج في المجتمع الفرنسي".
الفصل الثاني
نقلت مريم القارىء إلى الفصل الثاني فأشارت "إلى أنه رغم هذه الدراسة و عندما تصبح أقنعة الوجه إلزامية، نرى الآن أن تغطية الوجه أمر يتعلق بالسياق والفرد"، و"اختلط السياق الذي اُنشيء حول النساء المسلمات اللواتي يرتدين البرقع بقضايا تتعلق بالأمن والعلمانية والاندماج، وكيف أن البرقع فرض القمع المفترض أنه يمارس على النساء المسلمات، بغض النظر عن أن هذا الزي هو اختيارهن".
ثم قالت بتعميم مدهش: "مُنعت المسلمات من حرية ارتداء ما يرغبن، ولم تكن تلك مجرد حملة ضد اختيارهن للملابس، بل كانت أيضا جهدا مستمرا على مدى السنوات العشر الماضية لمحاولة إهانة ما تنتمي إليه النساء وما يرى الآخرون أنهن يؤمن به".
سوّقت مريم استياءها من النتيجة بتلفيق مثير وهو أن "العديد من المسلمات واجهن وصمة عار اجتماعية، ومزيدا من العزلة الاجتماعية، وحتى هجمات معادية للإسلام من جانب أولئك الذين يشعرون بالتجرؤ، بموجب القانون، على نبذ المسلمات".
رغم أن البرقع لم يرد في القرآن، وما ورد كان الحجاب ولا علاقة له بالإيمان بل بزيارة الغرباء لمحمد وذهاب زوجاته إلى بيت الخلاء ليلا وخوف عمر بن الخطاب من تلصص الناس عليهم، ولولاه ولولا تلصصه هو شخصياً على سودة زوجة النبي وهي تذهب إلى بيت الخلاء ليلا ومناداته لها :عرفناك ياسودة، لما نزلت آية الحجاب، لكن كل شيء مقدر في اللوح المحفوظ.
ما في مشكلة لكن، من أين أتت كاتبة المسرحية بكلمات :عزلة اجتماعية ووصمة عار ونبذ المسلمات؟ والتجرؤ بالقانون، والهجمات الإرهابية التي واجهت المرأة المسلمة في فرنسا؟ من قاموس مدرسة إثارة الرأي العام المسلم الذي لم يقرأ كتابا في التراث لكن التعصب أعماه، ولم يشتر مجلدات البخاري ليضعها كديكور في منزله، لكنه يتهم أي إنسان يشكك فيه بعداء الاسلام!!
الفصل الثالث
كان أحد شخوص الفصل الثالث (لزوم حبكة المسرحية الفرنسية) هو المدير التنفيذي لهيومن رايتس ووتش، كينيث روث، الذي لم ينبس ببنت شفة (عجبتكم بنت شفة؟ إذا ما عجبتكم مستعد تغييرها إلى بنت هيفاء وهبه) عن الشهيد أبو بكر البغدادي ولا النساء اللاتي تسبب في عزلتهن أو ترملهن أن اغتصابهن أو رجمهن، فيبدو أن هذه الامور تقع في بند حقوق الكفار الطبيعية.
شو عليهن نسوان الإيزيديات إذا إغتصبوهن أو باعوهن كعبيد أو جعلوهن جوائز مسابقات رمضان للصائمين؟ موهيك؟ هني كفّار على كل حال وبيستاهلوا.
قال كينيث روث لا فض فوه (إنشالله عجبتكم لا فض فوه وما فيني غيرها لشي تاني منشان الآداب العامة) على تويتر: "هل يمكن أن تكون كراهية الإسلام أكثر وضوحا من ذلك؟ الحكومة الفرنسية تفرض الأقنعة لكنها ما زالت تحظر البرقع. يبدو أن القلق بشأن الاندماج والأمن قد اختفى وسط وباء كوفيد 19".
تلقفت مؤلفة المسرحية أطال الله عمرها هذه التغريدة وردت بأفضل منها في مسرحيتها: "هذا التشريع هو الذي أظهر أن حظر البرقع واستهداف المسلمات وكيفية ستر أجسادهن قد تم تأسيسه دائما في ظل التمييز. لا بأس إذا كان جميع الفرنسيين يغطون وجوههم الآن طالما أنهم يفعلون ذلك لفرنسا وليس الإسلام".
وأنهت الكاتبة مسرحيتها بموعظة حسنة تحريضية: "بينما ننشئ حياة طبيعية جديدة بعد كوفيد، أعتقد أن كراهية الإسلام والتمييز اللذين تواجههما المرأة المسلمة سيستمران حتى في مواجهة النفاق الصارخ. هذا فقط لأن أولئك الذين يختارون اضطهاد المرأة المسلمة سيظلون في السلطة، حتى في هذا العالم الجديد والحياة الطبيعية الجديدة، اللذين يتعين علينا جميعا إلى التعايش معها".
أفكار تبحث عن كاتب مسرحي
ما العلاقة بين لبس الأقنعة لوقاية الناس من انتشار وباء، وإرتداء البرقع لتنفيذ عمليات استشهادية، أو استعماله كبطاقة عضوية إلى مجتمع يدعو علانية للإنفصال عن الجمهورية الفرنسية؟ ولماذا يحق لدول إسلامية منع البرقع لأسباب أمنية بينما يهاجم الخواجه كينيث روث فرنسا للسبب نفسه؟ لماذا تهاجر المرأة المسلمة دار الإسلام إلى دار حرب تعلم مُسبقاً أن النساء فيها سافرات؟ لماذا كان المسلم حتى منتصف القرن الماضي يذهب إلى الغرب ويعود مبهورا، بينما اليوم يكفّر الغرب الذي أواه من تخلف بلاده أو حروبها الأهلية أو عدم احترام إنسانية الفرد فيها؟

للموضوع مسرحية أخرى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال


.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا




.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو