الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قولاً أو فعلاً !!!!!!

شريف حمد
مهندس وباحث فى العلوم السياسية مختص في الدبلوماسية العامة والثقافية

(Sharif Hamad)

2020 / 5 / 15
القضية الفلسطينية



في ذكرى نكبة شعبنا ال 72 والتي وَلدت نكبات ونكبات فمن هزيمة العام 1967 واحتلال ما تبقى من جغرافيا الوطن الجريح النازف ، الى العار الكبير المُسمى أوسلو الذي جعل قيادتنا المهزومة تحلم بالوهم والتي تستمر في بيعه لشعبنا دون خجل أو حرج حيث باتت تسترزق من هذه المهمة التي رُسمت بعناية فائقة، فحوَلت القائد الى مُستثمر أو على الأقل الى موظف والثائر الى مُتلقي للأوامر ،
ورغم حفظهم وليس فقط معرفتهم لما قيل!! بأنه اذا ما أردت أن تهزم ثورة أِغرقها بالمال ، وما قيل أيضا بأنني اذا ما قبضت المال لقاء وطنيتي فإنني سأتحول الى مُرتزق ، أوسلو التي شتت جمعنا وغيبت هويتنا وصولاً الى اقتتالنا وهي النكبة الأكثر فداحة، فنكبة الانقسام المستمر الذي ضَيع الحُلم وغًرب الشعب هو النكبة الأخطر والأشرس ، فبعد أن فرضنا الغُربة على ملايين شعبنا بالخارج نتيجة لتهميش منظمة التحرير كهوية جامعة لشتات شعبنا ! قتلنا وغربنا شعبنا في الداخل ، فالانقسام قتل كل حلم جامع فبعد أن بتنا شتات في الخارج بات أيضا شعبنا في الداخل شتات ، فكل فرد فيه يشعر تماماً بأنه غريب في وطنه وهى الغربة الأشد مرارة !!!!!
وبالرجوع الى عنوان المقال وعلى المستوى القيادي أتحدث فمنذ العام 1948 عام النكبة ونحن نُردد العودة والقدس والتحرير كثوابت لشعبنا فهل هي فعلاً أم فقط قولاً !!
فلو كانت فعلاً فليس بالضرورة ترديدها وإنما الأهم العمل على تحقيقها فإذا ما كان صادقاً هذا القائد أو ذاك فهو ليس بحاجة لترديدها كشعارات باتت كاسطوانة مشروخة مُتكررة وإنما يكفي أن يقولها مرة ويترك أفعاله مرات لتتحدث ولَكن يستمرون في ترديدها بينما تُكذبها الأفعال ولربما تُكذبها الأقوال أيضا تحت الطاولة، فربما بات معروفاً وشائعاً ويبدو أنه من ضروريات المرحلة أن يكون القائد مُنافق وكَذاب فهُناك ما يُقال فوق الطاولة وعلى الملأ و للإعلام وهناك ما يُقال تحت الطاولة وفي الجلسات المغلقة ، فبات الجميع مُنافق وكذاب ويؤدي دور وظيفي قذر له كل الأثر السلبي على المُجتمع، الذي بات فريسة لهذا المرض المُستشري والذي ينخر الجسد الوطني والوعي الجمعي لشعبنا ويقتُل الهوية الوطنية،
فرغم عدالة قضيتنا إلا أننا لا نمتلك مُدافعين إلا فاشلين!! وكما قال غسان كنفاني إذا كنا مُدافعين فاشلين عن القضية فعلينا أن نغير المُدافعين لا أن نغير القضية ، فلا يمكن أن نكون وطنيين على المستوى الفردي والجمعي إلا بإعادة قراءة غسان كنفاني وناجي العلي، ولعلنا بحاجة لأن يكون صُلب مناهجنا التعليمية ترتكز على هذا الإرث العظيم ، وهذه دعوة لجموع شعبنا فلا أرى في ذكرى النكبة أنه من المفيد مُناشدة أيٍ من القادة الذين وصفتهم في هذا المقال، ولكن هي دعوة لشعبنا ولشبابنا بأن يُعيدوا قراءة غسان ويَشعروا ويتدبروا كل كلمة وحرف فهي طريقنا لوعي جمعي يُفرز قيادة قادرة واعية تقول الكلام مرة واحدة وتترك المساحة للأفعال لتقول كل ما يجب أن يُقال ،
كما هي جموع شعبنا منذ النكبة ، فجماهيرنا دوما كانت تقول كلمتها وتعرف وجهتها وستستمر رغم فقدانها للأمل وللثقة ورغم همومها اليومية التي لا تحتملها الجبال، وهي تماما بعكس القيادة الفاشلة فهي تفعل ولا تقول وإذا ما قالت قالت فعلاً لا كلاماً ، فشهدائنا كانو دوما الأصدق وأسرانا هم الأكثر وعيا ومُبعدينا هم الأجرأ ،
وأجيالنا يجب أن تكون بحجم المسؤلية فالمرحلة تتطلب إعلاء القيمة الفردية لا الأنانية وحب الذات وحب الظهور ولعل حالة الضياع التي يكتوي بنارها الجميع تشكل حافزاً مهما ولعل المساحة التي تقدمها التكنولوجيا الحديثة اذا ما استثمرناها تكون بمثابة الأداة الأهم !؟! فهي فعلاً عززت الفردية في مُجتمعات تقتُل الفرد وتصهرُه صهراً ، فنحن بحاجة لشعور كل شاب وصبية منا بأهميته كفرد في ظل المسؤلية المُجتمعية وهي فعلاً برأيي طريق الخلاص وسبيل الابداع، وأخيراً في ذكرى النكبة لن أُردد الكثير من الكلام فيكفي أن لا ننسى وأن لا نغفر ونراكم وعينا ومعرفتنا ونرسخ إيماننا بعدالة قضيتنا وبقدرة شعبنا الذي ننتظر إبداعاته بشغف والذي يُدرك تماماً حساسية وأهمية المرحلة وعمق الأزمة ،
وسأُنهي بأننا لن نخطو خطوة واحدة للأمام دون الوعي بأهمية وضرورة تحرير الانسان، والمرأة أولا وأن ندرك بأن الثورة أنثى والحرية أنثى والدولة أنثى ولن نكون إلا اذا ما كانت بجانبنا فهي حارسة نارنا كما قال محمود درويش ، فحُريتها هي حُرية الوطن وهي التحرير وهو العودة، وانت وهي تكونان الوطن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو