الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-فرط التطبيع- فيلم وثائقي يؤرخ لمرحلة قلقة من تاريخنا المعاصر

علي المسعود
(Ali Al- Masoud)

2020 / 5 / 15
الادب والفن


Hyper Normalisation


نعيش في زمن العجائب ن حيث لاتنفك الحوادث التي تقوض استقرارنا العالمي بشكل دائم ، من تفجيرات إنتحارية ، موجات من المهاجرين ودونالد ترامب وصراعه مع الصين و مع بوتين في سوريا ، الى البريكست وحتى هذا الوباء الذي أجتاح العالم والذي هو جزء من الصراع العالمي، ومع ذالك يبدو الماسكين بزمام الامور غير قادرين على السيطرة وعاجزين عن التعامل مع تلك الحوادث و الاحداث ، ولا أحد يمتلك أية رؤية لمستقبل مختلف أو أفضل ، هذا الفيلم " التطبيع المفرط" يروي لنا قصة هذا الانحدار ووصولنا الى تلك المرحلة ، أو الحقبة الغريبة . ويروي لنا كيف أنه على مر الاربعين سنة الماضية ، بدلا أن يواجه المثقفون و القوى السياسية والاقتصاديون والتقنيون المثاليون الواقع المعقد للعالم ، أثروا انزواء و الانسحاب من المواجهة ، وبدلا من المواجهة صمموا على الاستهانة وتبسيط تلك المتغيرات و مايحدث في العالم كي يتمكنوا في التشبث بالسلطة أو التقرب اليها. وحتى أولئك المحسوبين على المعارضة والذين كانوا يهاجمون النظام العالمي القائم من راديكاليين ومن ادباء و فنانين وكتاب وموسيقيين ، وكل من يمثل ثقافتنا المضادة استحالوا بالوقت الحاضر الى جزء من الخديعة لانهم هم أغرتهم الاضواء و أنضموا الى العالم الزائف ، مما جعل معارضتهم واصواتهم الاحتجاجية غير مؤثرة و لاتثمر أي تغير . وهذا الانسحاب الى كنف عالم الاحلام أفسح الطريق الى قوى الظلام والدمار أن تنمو وتكبر وكذالك تزدهر ، وهي القوى التي نضجت الان والتي عادت لتنهش جدار عالمنا الرخو والهش. "التطبيع المفرط " هو فيلم وثائقي ل(بي بي سي )، أنتج عام 2016 قام بكتابته وإخراجه المخرج البريطاني "آدم كيرتس ". ويطرح فيه " كيرتس " فكرته وهي " بأن الحكومات والممولين والطوباويين التكنولوجيين تخلوا عن "العالم الحقيقي" المعقد منذ السبعينيات وبنوا "عالمًا مزيفًا" أبسط تديره الشركات وحافظ على استقراره من قبل السياسيين". صاغ مفردة "التطبيع المفرط "من قبل أليكسي يورتشاك ، وهو أستاذ علم الإنسان الذي ولد في لينينغراد ، والذي ذهب لاحقًا للتدريس في الولايات المتحدة . قدم الكلمة في كتابه "كل شيء كان إلى الأبد"، الذي يصف مفارقات الحياة السوفيتية خلال السبعينيات وفي الثمانينيات، يقول :"إن الجميع في الاتحاد السوفياتي كانوا يعرفون أن النظام كان فاشلاً ولكن لا يمكن لأحد أن يتخيل بديلاً للوضع الراهن" ، بمرور الوقت ، أصبح هذا الوهم نبوءة تحقق الذات وقُبِلَت . يبدأ الفيلم قصته من مدينتين مختلفتين ولكن في توقيت وزمن واحد وهو عام 1975 ، احدهما نيويورك و الاخرى دمشق ، إنها الفترة التي بزغت وهيمنت فيها فكرتان أوحيتا بإمكانية إدارة العالم دون سياسة. بعد مشاركة الولايات المتحدة في حرب لبنان عام 1982 تحالف حافظ الأسد المنتقم مع روح الله الخميني من إيران وخططوا لإجبار الولايات المتحدة على الخروج من الشرق الأوسط بواسطة ما يعرف ب(القنبلة البشرية) ، ومن خلال تجنيد المدنيين في تنفيذ تفجيرات انتحارية على أهداف أمريكية في المنطقة ، في فبراير 1984 سحبت الولايات المتحدة كل قواتها من لبنان لأنه وعلى حد تعبير وزير الخارجية الأمريكي آنذاك جورج شولتز "أصيبنا بالشلل بسبب التعقيد الذي واجهناه". وبحلول منتصف الثمانينيات ، كانت البنوك والشركات تتواصل من خلال شبكات الكمبيوتر لإنشاء نظام مخفي للسلطة ، ورأى الطوباويون التكنولوجيون الذين تكمن جذورهم في الثقافة المضادة للستينات من القرن الماضي الإنترنت كفرصة لخلق عالم بديل خالٍ من القيود السياسية والقانونية . أما في الفصل الخاص بالعقيد (معمر القذافي)، يصف هذا الفصل إدارة ريغان باستخدام معمر القذافي كبيدق في استراتيجية العلاقات العامة (العلاقات العامة) الخاصة بهم لخلق سياسة خارجية مبسطة لا لبس فيها من خلال إلقاء اللوم عليه في هجمات مطار روما وفيينا عام 1985 وتفجير مرقص برلين عام 1986 الذي قتل فيه جنود أمريكيون وكلاهما ينسب أجهزة الأمن الأوروبية إلى أجهزة المخابرات السورية ، ويوصف قصف الولايات المتحدة لليبيا عام 1986 ، بعد 10 أيام من تفجير الديسكو ، بأنه عملية نفذت بشكل أساسي لأسباب تتعلق بالمصالح و العلاقات العامة ، لأن مهاجمة سوريا كانت ستكون محفوفة بالمخاطر . ويوصف القذافي بأنه لاعب في سيرك السياسة ويعمل من أجل تحسين صورته في العالم العربي ، ويطرح نفسه على أنه ثوري وصاحب نظرية نسجها في كتابه المعروف( الكتاب الأخضر). يهيمن القذافي وسيرته على جزء من الفيلم - مع لقطات غريبة ومقنعة للعقيد القذافي مع المقابلات التي أجراها مع الصحافة و الشخصيات العالمية وبشكل وثائقي . أما لماذا التركيز كثيرا على القذافي؟ ، لربما وجدت القوى الغربية أن القذافي الذي كان حتى ذلك الحين معزولاً وتجاهله من قبل قادة العالم العربي ، ويوضح الكاتب والمخرج " كيرتس " بهذ الخصوص :" القذافي ، مثل وميض البرق في ليلة مظلمة ، ويكشف مدى فساده ومدى النفاق وكيف أصبح فارغًا من القيم لقد كانت صدمة بالنسبة لي . إنها مجرد هراء إدعاءه لديه أسلحة دمار شامل . لم تكن هناك أسلحة بيولوجية وكان سيحصل على جهاز طرد مركزي ولكن لم يكن أحد من شعبه يعرف كيف يصنعها معًا - لقد كانت معبأة في صناديق !!". ويظهر في الفيلم ان القذافي بعد شيطنته في الثمانينيات والتسعينيات ، يجد نفسه مؤهلاً لينعم على نفسه بالألقاب والاوسمة والنياشين بسط تاثيره على القارة السوداء، بعد حرب الخليج خرج مجموعة من رجال الفكر والصحافة وسياسين سابقين ، والذين أغدق عليهم المال وجعلوه مفكراً عصرياً مثل، ديفيد فروست، أنتوني جيدينز، حتى المغني المشهور "ليونيل ريتشي" ذهب إلى هناك ، وصرح إن القذافي كان انسانا عظيما!!. ثم فجأة و بعد ما يسمى الربيع العربي، أصبح القذافي شريرًا مرة أخرى، لذلك أسقطوه وقتلوه . يتناول الفيلم بعض القضايا العالمية الأكثر أهمية اليوم ، وفي نفس الوقت، يخصص المخرج "كيرتس" أيضًا مساحة في شريطه للممثلة "جين فوندا" نجمة السينما بطلة فيلم " أنهم يقتلون الجياد اليس كذالك" والتي كانت تعرف سابقًا باسم "هانوي جين" لمعارضتها لحرب فيتنام والتي تبدل الراديكالية السياسية بالأيروبيك وتكسب الملايين وتتخلى عن ثوريتها، ويعرض لنا فيديو ويظهر فيه جانب من تمارين الرياضية للممثلة جين فوندا لتوضيح أن الاشتراكيين قد تخلوا عن محاولة تغيير العالم الحقيقي وكانوا بدلاً من ذلك يركزون على الذات ويشجعون الآخرين على القيام بنفس الشيء. يتقاطع الفيديو مع لقطات الرئيس الروماني السابق نيكولاي كوشيسكو وزوجته إيلينا لحظة إعتقالهما، ويتم إعدامهما رمياً بالرصاص ودفنهما بعد الثورة الرومانية في عام 1989 . ويتناول "كيرتيس" أيضا سقوط الاتحاد السوفيتي، وكذالك يسلط الضوء على مجموعة كبيرة من الحوادث قبل حدوث كارثة 11 سبتمبر. وعلى عكس عمل المخرج كيرتس السابق للتلفزيون يواصل آدم كيرتس هنا البحث عن القوى الخفية وراء قرن من الفوضى . اما بخصوص الاجسام الغريبة ، يبدأ هذا الفصل بمونتاج لمشاهد الأجسام الطائرة غير المعروفة "يوفو". و يطرح المخرج" كيرتس" وجهة نظره بهذه الظاهرة المحيطة بالأجسام الغريبة في التسعينيات بأنها ولدت من عملية استخبارات مضادة تهدف إلى جعل الجمهور يعتقد أن أنظمة الأسلحة عالية التقنية السرية المحمولة جوا والتي تم اختبارها من قبل الجيش الأمريكي خلال وبعد الحرب الباردة كانت زيارات غريبة. ويُزعم أن المذكرات السرية للغاية التي صاغها مكتب التحقيقات الخاصة التابع للقوات الجوية الأمريكية قد تم تسريبها إلى أخصائيي البصريات الذين نشروا نظرية المؤامرة المغلفة بغطاء حكومي للجمهور الأوسع . وتهدف هذه الطريقة التي تسمى" إدارة الإدراك" إلى تشتيت انتباه الناس عن تعقيدات العالم الحقيقي . في فيلمه ( فرط التطبيع ) يوصف المخرج و الكاتب " كيرتس" السياسة الأمريكية بأنها أصبحت منفصلة بشكل متزايد عن الواقع . ويستخدم كيرتس انهيار الاتحاد السوفيتي في نهاية الثمانينيات كمثال لحدث فاجأ الغرب لأن الواقع أصبح أقل وأقل أهمية . يعود الاهتمام إلى الشرق الأوسط وتفجير لوكربي في عام 1988 في النصف الثاني من الفيلم. ويقول المخرج "كورتيس" إنه بعد التفجير، ألقى الصحفيون والمحققون باللوم على سوريا في تنفيذ الهجوم نيابة عن إيران انتقاما من إسقاط الولايات المتحدة الطائرة الإيرانية رقم 655. (أ) ، وكان من المسلم به حتى أعلنت أجهزة الأمن الأمريكية أن ليبيا كانت وراء الهجوم. يعتقد بعض الصحفيين والسياسيين أن الغرب قد غير وجهته لإرضاء الزعيم السوري " حافظ الاسد " الذي كانت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بحاجة إليه كحليف في حرب الخليج القادمة . تعكس أفلام " كيرتس" وجهة نظره ، وجزء من هذه الحجة هي أن الإسلاموية أو حركات التطرف الاسلامي كانت نتيجة غير مقصودة لصراعات القوى الكبرى في الحرب الباردة ، ويتابع كيرتيس الصراع في منطقة الشرق الاوسط ، ومسلطا الضوء على "الدبلوماسية المكوكية" لهنري كيسنجر في 1974-1975 ، وكيف كانت نظرية كيسنجر المخادعة للحقوق العادلة للفلسطنيين، وكانت حيلة ( كسينجر)، هي أنه بدلاً من الحصول على سلام شامل للفلسطينيين الأمر الذي من شأنه أن يسبب مشاكل محددة ( حسب فكرته) ، لذا عمل على بتقسيم عالم الشرق الأوسط خلق عالم مضطرب ، وجعل الجميع غير راضين . فكرة كيرتس أن السياسة أصبحت مسرحية إيمائية من حيث أنها تثير الغضب بدلاً من الجدل ... أبطالها مهرجيين وأشخاص مثل "دونالد ترامب " وهم يغذون هذا الغضب ، ويختم الفيلم بأغنية المطربة " باربرا ماندريل"، و يظهر مجموعة من الشخصيات مصاحبين للاغنية ، مثل رئيس الوزراء البريطاني الاسبق "توني بلير" وهو يعزف على الكيتار والرئيس الامريكي السابق "بيل كلنتون" وهو جالس تحت يدي الماكيير وكذالك الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" في بداية إستلامه السلطة ، ويظهر في الصورة "ديفيد كاميرون" رئيس الوزراء البريطاني الاسبق وهو يغادر مقر الحكومة 10 داونغ ستريت بعد التصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوربي ، وتتوالي صور اللاعبين الاساسين ، من باراك أوباما، وهيلاري كلينتون، ودونالد ترامب ثم صورة لمركب في البحر يحمل المهاجرين وهو يهوى نحو القاع ويغرق من فيه . إن النموذج الذي لطالما كانت أفلام كيرتس تتطلع إليه هو نموذج الروائي الأمريكي الأصلي" جون دوس باسوس" الذي وصف " كيرتس" كتبه بأنه " أكثر شيء مقنع قرأته على الإطلاق". حيث ابتكر الروائي تقنية تسمى (عين الكاميرا) والتي كانت ، كما يبدو سلسلة من التجارب الأولية ، ثم ربطتها بمونتاج من الصحف وحياة الشخصيات الخيالية" . يزعم كيرتس أنه لا يهم إذا كان المشاهدون يشعرون بالارتباك بسبب ما يرونه طالما أنهم فضوليون ، يقول:"اعتاد الناس على قضاء حياتهم في البحث عن المعنى بطريقة فوضوية تمامًا حيث تصبح المعلومات فسيفساء من الأسئلة على الإنترنت. تبحث عن شيء حول أي شيء " ، يقول منتقدوا أفلام كيرتس أن تقنياته في القفز السريع والتحولات في فيلمه والتغيرات المفاجئة في المزاج بطريقة ما تشوش المتلقي في فهم وربط تسلسل الاحداث ، حيث يتم عرض التحولات في الجغرافيا السياسية والاحداث الجسيمة بشكل روتيني من خلال بضع ثوان من التقاط لقطات – يوضح فيها تفاهة الدكتاتوريين الذين يشكلون الدمى ، والتي تحدد حركتها الدول الكبرى وفقا الى مصالحها وسيطرتها على منابع الطاقة . في شريطه الوثائقي تتلاحق امام المشاهد مجموعة مثيرة من الصور الأرشيفية ، العقيد القذافي وهو يلقي خطابه الطويل في الامم المتحدة ، ظهور ثقافة جديدة حين تتخلى الممثلة "جين فوند " عن النشاط الثوري. شرح انهيار الشيوعية ومقاطع الروك والموسيقى الإلكترونية . يشرح كيرتس ، بصوت منمق ، الأحداث الرئيسية في السنوات الأربعين الماضية ، والطريقة التي أدت بها هذه الأحداث إلى الشعور الحالي بالأزمة. ومن بين الأبطال الجدد مهندسوا البرمجيات ، والديكتاتوريون العرب ، وتوني بلير ، المستشار السياسي الروسي ، والمغني باتي سميث ، ودونالد ترامب . أخذ كورتيس عنوان فيلمه من أليكسي يورتشاك ، باحث أنثروبولوجيا روسي المولد في جامعة كاليفورنيا بيركلي ، والذي استخدمه لوصف حالة الوعي في الاتحاد السوفياتي خلال الفترة التي سبقت انهيار الشيوعية. كان كل مواطن سوفيتي يدرك أن النظام لا يعمل ، ولكن آلة الدعاية تعمل مع مرور الوقت ولا يمكن لأحد أن يتصور حقيقة مختلفة. والنتيجة: استمر السياسيون والمواطنون على حد سواء في إجراء خطاب متخيل و غير واقعي ، ويرى كورتيس أن الغرب عالق الآن في حالة ذهنية مماثلة . ينسج صانع الأفلام الوثائقية البريطاني آدم كورتيس فيلمًا أسطوريًا حقيقيًا عن مؤامرة يشارك فيه دونالد ترامب ، وهيلاري كلينتون ، وفلاديمير بوتين ، والإرهاب العالمي وسياسات "ما بعد الحقيقة". تخيل ، لحظة واحدة مرعبة ، أن دونالد ترامب عبقري سياسي . ماذا لو كانت رسائله غير المترابطة وأكاذيبه الوقحة ونوباته الاستفزازية كلها جزءًا من استراتيجية مدروسة لإرباك أعدائه وتنشيط مؤيديه؟ . هذا هو عالم "ما بعد الحقيقة" الذي يحاول الوثائقي البريطاني غير التقليدي آدم كيرتس أن يوضحها في شريطه الوثائقي " التطبيع المفرط". المخرج والكاتب " آدم كيرتس" ، 65 سنة، يعمل في التلفزيون الوثائقي منذ 35 عاما. وهو نجل المصور السينمائي مارتن كيرتس ، ولد في كينت في إنجلترا، إتجهت الأسرة نحو وجهات النظر الاشتراكية ، على الرغم من أنه من الصعب وضع علامة على كيرتس نفسه سياسيًا - حيث يتهمه الكثيرون في اليسار البريطاني بالتحفظ . درس العلوم الإنسانية ودرّس السياسة في أكسفورد ، لكنه غادر الأوساط الأكاديمية قبل إكمال درجة الدكتوراه . بدأ العمل في هيئة الإذاعة البريطانية في أوائل الثمانينيات ، ومع مرور الوقت ، ثم أطلق موهبته في تقديم سلسلة وثائقية صادمة ، من حيث المحتوى والأسلوب على حد سواء وهي "صندوق باندورا" في عام (1992) ، والذي تعامل مع خطر العقلانية التكنوقراطية في السياسة ، في كل من الشرق والغرب ، وفي فيلمه (الميت الحى) الذي انجزه عام 1995 تناول فيه الطريقة التي تستخدم بها التاريخ والذاكرة (على المستوى القومى والفردى) من قبل الساسة وغيرهم، حاصل على جائزة ( بافتا ) ، وهي أعلى جائزة في التلفزيون البريطاني و في صناعة الأفلام ، وفي فيلمه "قوة الكوابيس" لصالح (قناة البى بى سى الثانية) في عام 2004 والذي يربط فيه بين صعود الإسلاميين في العالم العربي والمحافظين الجدد في الولايات المتحدة، كلاهما ساهم في نشر خرافة العدو الخطير لجذب دعم الجماهير. جعلته هذه الاعمال معروفًا للجمهور خارج بريطانيا وبشكل رئيسي في الولايات المتحدة . لم يتم بث أعماله الأحدث على شاشة التلفاز ولكنها متاحة بسهولة على شبكة الإنترنت. يبدو أن كورتيس يقبل هذه الوسائل غير العادية للتوزيع ، لأنه يسمح له بالبقاء في القرصنة في قلب عالم الصحافة في بي بي سي ، بينما يكون أيضًا بطريقة ما خارجها. لا يسع مشاهد أفلامه إلا الشعور بأنه يواجه نوعًا من الحقيقة العظيمة التي يعرضها الفيلم ، حول الطريقة التي نعيش بها ونفهمها في هذه الحقبة. عندما يكون كل شيء غريبًا جدًا ، على ما يبدو أن الأفلام يجب أن تكون مغرية ، ودورها هو تفكيك الواقع إلى أجزاء وإعادة تجميعها في قصة مختلفة تمامًا ، على طول الطريق مما يجبرنا على التفكير مرة أخرى ، وهذه المرة على محمل الجد ، حول كل شيء كنا نعتبره أمرا مفروغا منه .
بصفته موظفًا في هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)لدي المخرج " كيرتس" إمكانية الوصول إلى مكتبة الشركة الشاملة للأخبار واللقطات الوثائقية ، يصنع كيرتس أفلامه بميزانية متواضعة جدًا، لانه يقوم بتحريرها وروايتها بنفسه ، فهو مخرج ومؤلف ، لكن أفكاره الكبيرة الطموحة وأسلوبه الفريد في المونتاج الذي يستخدم على نطاق واسع ، وكذالك الموسيقى وأيضاًّ المزاج المتناظر ، أكسبه العديد من الجوائز وشهرة عالمية . في العام الماضي ، في مرة ،غرد المخرج الحائز على جائزة أوسكار( إيرول موريس) ، "أريد أن أكون آدم كيرتس عندما أكبر" . غضون ما يقرب من ثلاث ساعات طويلة وهو زمن عرض فيلم" فرط التطبيع" يبدو وكأنه تجميع لموضوعات ووجهات نظر كورتيس المألوفة ، تراجع القوة السياسية في عصر الشركات، صعود الإرهاب العالمي ، تاريخ أمريكا السري المتعرج في الشرق الأوسط . رغم أن حججه انتقائية وذاتية ومدعومة بقفزات غير منطقية مشكوك فيها . لكن هذا لايمنع من اعتبار فيلم " فرط التطبيع"رائع ومثير للتفكير يطمس الخط الفاصل بين الصحافة والفن السمعي البصري الفاتن. في نهاية المطاف ، فإن حجة كيرتس هي أن التبسيط المفرط للمشكلات المعقدة يولد حلولًا مفرطة التبسيط ، وعندما يتم تنفيذ هذه الحلول البسيطة للغاية - غالبًا بعنف - فإنها تؤدي إلى عواقب غير مقصودة تزيد من تعقيد الوضع السياسي في المناطق الساخنة من العالم . بالرغم من أن كورتيس لديه العديد من نقاط الضعف الجمالية والمنهجية ، إلا أن صياغة أطروحته لا تزال سليمة وواقعية عالمنا الهش .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع