الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألف باء التفاح ..!

سعاد محمد
شاعرة

(Suaad Mohamed)

2020 / 5 / 15
الادب والفن


ألفُ باءِ التفاحْ!

المؤلفُ كالخالقِ..
يهبُ من يشاءُ الحضورَ
ملكٌ في رعاياهُ
والأفكارُ كالكائناتِ حظوظٌ!
مَنسَكٌ ضَجِرَ باستقامة شموعِهِ , فسلّطَ عليها ريحَ الشّهوةِ
وخرجِتْ من جحرِها مكيدةُ التّفاحِ
تساقطْنا كالأيّامِ اليتيمةِ
نحنُ أشباهُ الجُمل ِالمُتعلّقةِ بِهَنَاتِها
فالسّماءُ سلّةٌ عابثةٌ
والأرضُ قصيدةٌ مغشوشةْ!

دمُنا ليسَ لنا
دمنُا حبرُ ما قالَتْه الأساطيرُ
عيوننا كمائنُ لنا..
كيفَ من بهِ سكَّرٌ زيادةٌ تهيمُ به الخطيئةُ؟!
من صدّقَ لذّةَ الوجدِ
من هزّهُ جرسُ التّرابِ
ارتمى طيّباً.. لكن معطوباً
ومنْ كمَّ قلبَهُ
من بهِ حجرٌ وتعالى عن فتنةِ الجاذبيةِ
قُطِفَ بدلالٍ
وحُشِرَ حبيباً للغيبْ!

وكلّما اشتاقتِ السّماء لذريّتِها
شدّتْ حبلَ السّرةِ
فتتيقّظُ الأسطورةُ وترضعُ (هاتيك الأفعى) أحدَ فصولِها!


في لحظةِ انتشاءٍ
يستغرقُ المؤلفُ في زخرفةِ اللا مرئي من رؤاه
يضمّنُ وحيَهُ أقاصي الحنو
وحينَ يطيبُ الخلقُ يفطمُهُ عن الخيال
تتنزّلُ بريّةٌ برتبةِ رسلٍ للقمر
تتشردُ في وعورةِ المفاهيمِ الأرضيّة
دونَ جوائزَ ترضية!

إنّهم أفكارٌ ممشوقةُ الإقناعِ
كعشبٍ يتمرجحُ على كتفِ ساقيةٌ
ظنّها جنّةً
حتّى ثقبَتْ قدميهِ الآه
وما زالَ يديمُ الشّكرَ لنعمةِ الوجعِ
الطّيبونَ..
يلهمونَ الخديعةَ
فالملحُ على خدِّ السّكّرِ بِدعةٌ
ورغمَ ذلكَ..
يتداولونَ الأحداثَ كالمكسّراتِ
ويتجرّعونِ بشغفٍ فلسفةَ الرّضا
فمجمعُ الرّسلِ منعقدٌ دائماً..
لدرءِ البلوى عنهم
بينما البلوى تقصفُ أعمارَهمْ
أنّهم خبراءٌ في الطّعومِ المُتطرّفةِ
كالفرحِ القاهرِ إن فوّتَهم حادثُ المحوِ
بعدَ الانهيارِ المؤسفِ لجسرِ الحظِّ

ولهم هواياتٌ باقيةٌ من صلةِ القمرِ:
التّجسّسُ على مظروفِ اللّيلِ
إن وردَ فيه ذِكرٌ /لزودةٍ في الغفران/
وانتظارُ الخيولِ على أطرافِ المدينةِ
الّتي ستحرّرُ الحكاياتِ من نهاياتِها الحزينةِ
ولهم جرأةُ مصاحبةِ الخيباتِ بالعلنِ
فالعودُ الغضُّ لا ينكرُ بطولاتِ الرّيحِ!

الطّيّبون سريعو العدوى بالحبِّ
وكثيراً ما تمرُّ المخيّلةُ في أراضي الصّدفِ الدّافئةِ
يحتكرون الله في مواويلهم
فيلبّيهم فرحٌ مستعجلٌ كمضمضةٍ للمزاجِ
فالجوزُ في هذه الأنحاءِ فقدَ أسنانَهُ!
بينهم وبين الحياةِ علاقةُ شغفٍ غير منصفةٍ
يسرفونَ في التّوقِ
ويغرونَها بحياءٍ
وهي تلاحقُهم كجابي الضّرائبِ
فإنْ أغمضوا بركاتِهم يمرضُ الدّفء

وللطّيّبينَ..
مناقبيةُ الموتِ في خانةِ الأطفالْ!


في مواسمِ اّلتقتيرِ بالمضامينِ
يكثرُ المؤلفُ من مديحِ الصّورِ
فيأتي البطلُ حصاناً محمّلاً بالبلاغةِ
يرى الحياةَ مضماراً
وكلَّ الأشواطٍ مُباركة
هؤلاء هم المستثنونَ من الغرامةِ في (جُنحةِ التّفاحِ)
هؤلاء زندُ المشيئةِ ومحفظةُ الحظِّ!

حين يفكّرُ الأقوياءُ
يطردونَ الطّيبة خارجاً
تصبحُ النفسُ غرفةَ عملياتٍ
والكلماتُ ميزاناً
وكلُّ الكائناتِ الأخرى مع القلبِ
في جهةِ الخطرِ المحتملِ!
للأقوياءِ حِرفةُ الوجعِ الأخرسِ
فيجفلُ منهم النّحسُ
وغالباً ما يسيّجونَ بقاءَهم بحطبِ الطّيبين!

للأقوياءِ ما للأثرياءِ..
صنعةُ ارتشافِ القلقِ حولِ مناصِّ التّتويجِ
وأصابعُ آلةٍ حاسبةٍ
لكنّ..
قلوبَهم لا تصلحُ دوراً للعبادةِ
فالممثل الراضي عن دورِهِ
لن يشتكي قِصرَ لحافِ المعنى!

يمرُّ بهم الحزنُ..
كبائعٍ جوالٍ
يعلّقُ على بواباتِهم الموصدةِ آخرَ عروضِهِ ..
ويمضي!
ولهم وجومُ مراقبي الامتحاناتِ
حين يرافقون الحبَّ المُصابَ بالسّمنةِ
فلا خصرَ له لينحني ويقبّلَ زهرةً
ولا شهيّةَ فيسابقَ العصافيرَ إلى (عرانيسِ) القصيدةْ!

الأقوياءُ نحتوا الأيامَ على مقاسِ عزومِهم
وكلُّ خيبةٍ ليسَتْ أكثرَ من غيمةٍ ضلّتْ فصلَها
فالبحرُ مُوالٍ أبديٍّ لكاسيهِ!

وفي جنازاتِهم..
تقلُّ القلوبُ
وتتزاحمُ الغاياتُ
إلى مقبرةِ (كم) الرخاميّةْ!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي