الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مواقف الشيوعي العراقي وفق التفسير المادي لعلم النفس 

جلال الصباغ

2020 / 5 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تثير مواقف وسلوكيات وتصريحات الشيوعي العراقي ردود أفعال مستفزة إلى درجة كبيرة بالنسبة للمنطلقات التي من المفترض أن يبني الحزب مواقفه على أساسها، ما يجعل المواطن الباحث عن الخلاص من النظام السياسي الحالي في حيرة من أمره، وغير قادر على تفسير تحالفات الحزب ومواقفه من النظام الطائفي القومي الذي مزق المجتمع ونهب البلاد وأدخل الجماهير في صراعات راح ضحيتها الملايين خلال السبعة عشر عاما الماضية. 

ووفق المنظور النفسي المادي فإن اي مثير يصدر من البيئة الخارجية، فإن استجابة الإنسان لهذا المثير تتعلق بمدى تحقيقه الإشباع المتوقع، وقد تحدث الاستجابة بمجرد ظهور مؤشرات على حدوث المثير وليس المثير ذاته مثل سيلان اللعاب بمجرد شم رائحة الطعام دون تناوله او حتى رؤيته، وفق هذه المدرسة من مدارس علم النفس يفسر العلماء ردود أفعال الأشخاص على اساس الارتباطات التي تتشكل بفعل المثيرات والاستجابات في أدمغة البشر طوال حياتهم وهذا الأمر يتعلق بمختلف جوانب الحياة. 

بالنسبة للشيوعي العراقي وبعد سنوات من الملاحقة والاضطهاد والغربة للكثير من أعضاءه، جاء الاحتلال في عام ٢٠٠٣، ليشكل مثيرا يحمل معه الكثير من الفرص لقيادات الحزب وأعضاءه، ويحقق الإشباع لإعداد لا بأس بها من المنتمين له عن طريق إعادة تعيينهم وتعويض عوائل الضحايا والسجناء عن سنوات حكم البعث ومشاركة قيادات الحزب في تشكيل النظام السياسي الحالي، ما أعطى صورة ولو وهمية بفاعلية الحزب، ولو أردنا أن نفسر سيكولوجية قيادات الحزب ولماذا الإصرار على ان يكونوا جزاءً من المشروع الطائفي القومي، الذي تجسد بمشاركتهم في مجلس الحكم وبعدها في الحكومات المتعاقبة ودعمهم لها ودخولهم في تحالف مع القوة الأكثر رجعية في نظام الاسلام السياسي(سائرون) واشتراكهم في الإجهاز على اي حراك من شأنه القضاء على هذا النظام عن طريق إعطاء المهل والفرص للحكومات المتعاقبة، وآخرها حكومة الكاظمي التي يتغنى بانجازاتها الشيوعي العراقي، سنجد أن واحدة من أهم التفسيرات هي الحصول على المكافأة التي تعززت بفعل حصول الحزب وقياداته تحديدا عليها بعد الفين وثلاثة.

 توقع الحصول على المكافأة مرة أخرى من أهم الآليات التي تدفع الشيوعي العراقي للاستمرار في سياساته ومواقفه المخجلة التي لا تمت بصلة لنضال الأحزاب الاشتراكية المؤمنة بان العمل السياسي لهذه الأحزاب فوق الغرائز والميول المصلحية والانتهازية مهما كان حجم المكافأة كبيرا.  








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد إسرائيلي ضد حزب الله.. هل نشهد غزة جديدة في بيروت؟ | #


.. الرئيس التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون في -أدنوك-: نست




.. المتحدثة باسم البيت الأبيض: الإدارة الأمريكية تشعر بالقلق إز


.. رصد لأبرز ردود الغعل الإسرائيلية على اغتيال القيادي في حزب ا




.. وزير الخارجية اللبناني يتهم إسرائيل بـ-الإرهاب- بعد انفجارات