الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزوبعة

راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.

(Rawand Dalao)

2020 / 5 / 15
الادب والفن


( الزوبعة )

قلم #راوند_دلعو

اقذف بقلبك إلى قلب الله تَنهِيدَة ...
فإن كان قلب شاعر ، عاد بقصيدة !

قَيِّدهَا بسكاكين أسطرك ، اشبكها ما بين إبهامك و خنصرك ، ثم ( جنزرها ) بهوامش أوراقك ...

ها هي قصيدتك سجينة معصميك
التي ستحرر بها الدنيا انطلاقاً من دفترك ... ستحرر بها الدنيا من براثن الجوع للإنسان
للمبادئ العليا لتمازج الأكوان
ثم اخترع لها جديد لون !

أطلق عُراها في شاسع البَون
لتتناثر القزحيّات منها في مرافئ الكون
غنِّها ، لحِّنها ، اعزِفها ، مَوسِقْها
أطلقها تغريدة على جناح تغريدة ...

ها أنت تُسَايِفُ بزغاريدك أركان الفضاء ... تعارك الأصداء برطوبة الأنداء !
لتثبت بأنه من الممكن لعاقل يقبع في زاوية ما ... أن يُنير الكون كل الكون بظل وردة
من تموج حروف و رقيق مودّة
***
ثم زوبع النص بدوامات خطيَّة على الأسطر
و تكوير المحارف على الهوامش الأنهر .

ثم غمّس المزيج بمحلول من النقاط و الحركات
ثم من دورق الأمل قطِّر علامات الترقيم
و آهات من أعماق قلبك الأليم
و وجدان كأنه التسنيم !
و ليل بسطوته زنيم ...
ثم ارشق المركَّب بحزن
يوسوس كالشيطان الرجيم

حزن تدلى من سقف العرش
حتى تقوَّس كالعرجون القديم

يضل ضلالاً ثم لا يستقيم !

زوبع النص بشفتيك ... ثم حرر الزوبعة
و ابعثها في أركان الدنيا الأربعة

طاردها بلا سنارة
من محيط إلى قارة .... إلى الأقطاب المربعة
إلى مستنقع صغير
و سنتمترين تحت جناح فراشة
فحلقوم ضفدعة

ها هو الكوكب في جيبك قوقعة
حيث يموت الكل و تعيش في شفتيه الزوبعة
***
بقبلة يا سادتي ...
يحملني الشعر على كتف الحقيقة ....
بتلابيب حبيبتي
و خضرة الماء في عينيها
و ( كمشةٍ ) من سليقة !

و تلألُؤِ رَمش
مع رشَّة رَنَوات
و ازورار تحديقة..

هنا نفلسف العيون بالحروف
و نصبغ باللهفة
جدران الكون و الرفوف ...
لألااااءُ نجمٍ أو ناريَّة كوكب ..
أو لمعان كون
أو ضحضاح خوف !

مقابر جماعية من الحركات و السكنات ...
تهز الصمت بلهفاتها المُترعات
ليرتج الكون بانسيابيتها ...
بفيضانات خَضِلات
و نَضَارَاتٍ ثَمِلات
دفقٌ ... دفقٌ ... دفق !

شخابير ... تمتمات
هَلُمَّ فلتَزِنِ الكونَ في دفترك قطار كلمات
و لتقطِّعْها مفاعيلاً محتلمات
و مفعولات مُترفات ...

زركش النص حدَّ التُّخمة
بأدسم الأطباق الجناسية
و التصريعات القياسية
و اركب الأدب سيارة أجرة إلى الله
ثم فخخها بالعبارات الباذخة
و التراتيل الحاذقة
ثم فجرها عند باب السدرة ... لتتساقط جثامين الملائكة من حروفك ... و لتثلج الدنيا عرساً لغوياً ... و بوحاً أميرياً من تناغم معزوفك ...
زِن العمق اللغوي بالموسيقا ...
زد سرعة الدفق بدعسة زائدة على حرف ال(رمز ) ...!
عاير المشاعر بمزيد من محلول ال(تصريع)
مع ملعقتي( ترخيم )و رشة (تفخيم)
و كبسة قوية على حرف( النون )
و ما يسطرون
ما أنت بنعمة عقلك بمجنون !
و إن لك لشعراً غير ممنون
و إنك لعلى أدب عظيم
فستقرأ و يسمعون
بأيكم الملعون ...

ثم اقذف بقلبك إلى قلب الله تنهيدة ...
فإن كان قلب شاعر
عاد حتماً
حتماً
بقصيدة

#الحق_الحق_أقول_لكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكويت.. فيلم -شهر زي العسل- يتسبب بجدل واسع • فرانس 24


.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً




.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05