الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دهن المقاعد علاجا للديكة المهتاجة !

صادق البصري

2020 / 5 / 17
كتابات ساخرة


لا يخفى ما كان عليه سلطان الإمبراطورية العثمانية عبد الحميد - 1842-1918 - من العظمة والجبروت والطغيان والاستبداد ، وحبه لسماع الوشايات ومطالعة تقارير الجواسيس الكثيرة في عهده ،
ففي مثل تلك الأيام كان أحد الوعاظ لايبالي بنقد أعمال السلطان وفضحه ، وشرح مظالمه للعامة وفساد حكمه في كل مجلس من مجالس الوعظ - باعتبارها المعادل الإعلامي والصحفي في يومنا ،
ولما وصل خبر هذا الواعظ المتمرد إلى السلطان
أمر بجلبه إلى الأستانة عاصمة السلطنة آنذاك
فاحضر ومثل أمام السلطان عبد الحميد
فخاطبه قائلا : ويحك كيف تجرؤ على نقدي في مجلس الوعظ بينما جميع الوعاظ يرتلون آيات الحمد والثناء في مجالسهم
إلا تخشى غضبي وبطشي !؟
قال : يامولاي أطال الله أيام دولة أمير المؤمنين
كان المرحوم عمكم السلطان عبد العزيز ولوعا بتربية الديكة الصغيرة
وكانت أحسن أنواع الديكة تهدى له من جميع أنحاء المملكة بل من كل أقطار العالم ،
وكان للديكة قفص كبير خاص بالقرب من غرفة نوم السلطان ولها مرب خاص ،
وفي ذات ليلة تخاصمت الديكة وصارت تصيح وتولول حتى الصباح دون انقطاع ، الأمر الذي سبب أرق السلطان طيلة تلك الليلة ،
وعند الصباح أمر السلطان بإحضار مربي الديكة ووبخه على حالة هيجان الديكة وطلب أن يتخذ تدبرا لإسكاتها وإلا سجنه معها
وفي الليلة الثانية سكتت الديكة ولم يعد يسمع لها حتى صياح الفجر المعتاد
فتعجب السلطان من عمل ذلك المربي ؟
وقال : ويحك ماذا فعلت لها حتى سكتت هذا السكوت المريب
فقال : مولاي كل ما فعلته دهنت مقاعدها فسكتت
لذلك ياامير المؤمنين إن جميع الوعاظ في أنحاء المملكة مقاعدهم مدهونة وهذا ما يجعلهم يرتلون آيات الثناء بحمدك ويعظمون شأنك ،ولا يجرؤن على نقدك !
أما أنا فمقعدي يابس لذلك تراني أصيح وأصيح ولن اسكت حتى يدهن مقعدي
فقال السلطان عرفت علتك ! تعال ياخازن دار
أملأ فم هذا الواعظ بالمال
وجد له وظيفة بمرتب شهري ليبرد مقعده
ونخلص من صياحه .

في كل تغيير وزاري أو انتخابات
يناضل المتسلقون ممن يحسبون على الثقافة والإعلام والأدب
على التودد للسياسيين الفاسدين ونزع جلودهم الثقافية والإعلامية !؟
للإعلان عن رخصهم وتفاهتهم
نعرفهم بالأسماء
ونعرف تلونهم وما يضمرون من انتهازية ودونية
تذللا للجهلة والأميين من الفاسدين لمصالح ذاتية
على حساب الموضوعية والحقيقة والمبدأ !
على أن للحقيقة عيون في كشف أكاذيبكم وأفتراءاتهم
النفاق ياهند - منذ 2003 إلى الآن ونحن نتابعها
كم من ديك كان مهتاجا برد مقعده بالدهن ،اعلاميون ،كتاب ،محللون ،فنانون ،شعراء ، أدباء ...إلخ
وما أكثر الديكة الصغيرة اليوم التي تتخذ من ( التعوعي ) طريق رخيص للأشارة الى دهن مقاعدها
بالمنصب والوظيفة والراتب والهدايا والمنح لتصمت بعد أن تنال مرادها إلى الأبد !.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم


.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب




.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي


.. الممثل الأميركي مارك هامل يروي موقفا طريفا أثناء زيارته لمكت




.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري