الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليلة القبض على برزان التكريتي ؟

داود البصري

2003 / 4 / 19
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


                                                
 
بسقوط برزان التكريتي في القبضة الأميركية تكون عملية تصفية النظام العراقي ورموزه قد دخلت مرحلتها النهائية الحاسمة ، كما تكون عملية تعرية وكشف أسرار وملفات النظام السابق الحصينة قد قطعت أشواطا ستؤدي لزيادة هائلة في حجم ونوعية المفاجآت والأسرار التي ستكتشف تباعا لتكشف حلقات غامضة ومهمة من تجربة وممارسات السلطة العراقية البعثية السابقة داخليا وعربيا ودوليا؟ ورغم أن برزان التكريتي في سنواته الأخيرة لم يكن من أهل الحل والعقد في السلطة العراقية ، ولم يكن يحظى بالأولوية على صعيد تراتبية السلطة أو المسؤولية القيادية المباشرة إلا أنه يمثل احد الرموز الأساسية لسلطة أخيه غير الشقيق صدام الذي هيأ له فرص الصعود السياسية منذ أن كان صبيا  بعد أن أدخله ضمن الجهاز الأمني لحزب البعث وتنظيم ( حنين ) الخاص بتصفية وقتل المناوئين والمنافسين لسلطة البعث ! كما كان له دوره في إعتقال وإبعاد قادة إنقلاب 17تموز/يوليو 1968 في إنقلاب 30 تموز من نفس العام ضد رئيس الوزراء الأسبق وعراب الإنقلاب عبد الرزاق النايف ووزير دفاعه إبراهيم عبد الرحمن الداود وجماعتهم وهو الذي أدى لإنفراد حزب البعث بالسلطة وقيام ثنائية السلطة بين البكر / صدام والتي إستمرت حتى السادس عشر من تموز 1979 حينما أطاح صدام برئيسه العجوز وقفز لسدة السلطة الأولى على جماجم ثلثي القيادة القطرية ووسط أشلاء العديد من قادة الحزب التاريخيين وبمعونة مباشرة من أخيه برزان الذي كان مسؤولا قياديا خطيرا في المخابرات الناشئة وقتذاك ؟ والتي تولت عملية فبركة المؤامرة السورية المزعومة وإظهار التكتل المعادي لإنفراد صدام بالسلطة بين صفوف البعثيين ليمعن برزان منذ تلك اللحظات بقيادة أخطر جهاز أمني خيم فوق صدور العراقيين وفرض ظلاله الرهيبة على حياتهم وبشكل غير مسبوق في التاريخ العراقي الحديث ليكون برزان في أوائل الثمانينيات بحق ( أخطر رجل في العراق )! فكل مسارب الحياة وكل الدروب تتقاطع في جهاز المخابرات الذي إلتهم ميزانيات مالية مفتوحة وبلا حساب والذي إمتدت ظلاله لكل زاوية في العراق وخارجه ، ووفقا لإستراتيجية رعب رهيبة تتمثل في الإعتماد على العناصر الساقطة إجتماعيا وتوظيفها في مهمات قذرة ، عوضا عن إستعمال وإستلهام الأساليب التجنيدية التي كانت تعتمدها المخابرات العامة المصرية أيام صلاح نصر ! كما أن الذراع الأخطبوطي للمخابرات العراقية قد إمتد للدول المجاورة للعراق معتمدا على الإمكانيات المادية وعلى الجاليات العراقية في الخارج وعلى إستمالة بعض القوى السياسية العربية المعجبة بالدور السياسي للسلطة العراقية وكما حصل في الكويت وسوريا وإيران ودول الخليج ؟ وكانت القسوة والرعب من الأساليب المفضلة في عمل برزان لدرجة إنه قدأجبر إبنه الأكبر ( محمد ) على المشاركة في إعدام القياديين البعثيين في المؤامرة المفبركة عام 1979 لكي يتعلم القسوة والحزم اللازمين للسلطة حسبما يعتقد ؟؟.
وقد ساهم برزان مساهمة كبيرة في تعزيز نظام أخيه بقسوته اللامتناهية وبقدرته الغريبة على الإستفادة من المدارس القمعية المخابراتية في الدول الشيوعية السابقة كبلغاريا وألمانيا الشرقية وتشيكوسلوفاكيا ، بل أن دوره الفاعل في تعزيز نظام صدام قد جعل من جهاز المخابرات العراقية مرتبطا بإسمه لفترة طويلة وأسس أجيالا من الضباط الذين يدينون بالولاء له وساهم في كل إجراءات سلطة الموت البعثية عبر تهيئة المسرح الداخلي والإقليمي للحرب مع إيران والتي أشعل فتيلها داخليا بإدارته لحملة التطهير العرقي ضد أصحاب رؤوس الأموال من العراقيين ذوي الأصول الإيرانية البعيدة أو من تم إتهامهم بتلك التهمة التي كانت أكثر من كافية لتحطيم حياة وأرزاق أسر  كاملة ؟ ولكن أقذر ملف أنيط ببرزان هو ملف التعامل مع المعارضة العراقية وكانت ممثلة في أوائل الثمانييات بالحركة الإسلامية العراقية والتي تعرضت لحملات رهيبة من التصفية الشاملة والتي ذهب ضحيتها آلاف الشباب العراقي هذا غير ملف إعتقال وإخفاء آلاف مؤلفة أخرى من الشباب العراقي ومن أولاد المهجرين العراقيين والذين لايعرف مصيرهم حتى اليوم وفي واحدة من أكثر مآسي الشعوب في العصر الحديث والتي لم يتطرق لها الإعلام العربي من قريب أو بعيد وحيث كشفت أزمة السجون والمعتقلات السرية الحالية في العراق عن ملفات إستخبارية بعثية قذرة من شأنها أن تلوث سمعة الحزب وتقتله نهائيا بين أوساط العراقيين وقد يمهد إعتقال برزان لإماطة اللثام عن العديد من الأسرار ذات العلاقة بالمعتقلات السرية إلا أته لايمتلك على مايبدو الكثير في هذا المضمار نتيجة لإبتعاده عن الإدارة المباشرة لجهاز المخابرات منذ عام 1983 على إثر الخلاف مع صدام حول تزويج حسين كامل وأخيه صدام كامل لبنات صدام ومعروف عن برزان كراهيته الشديدة لآل عبد الغفور لأنه من آل خطاب وهي قضية نزاع عشائري وقديم ولكن صدام كان متحيزا لأولاد عمه من آل المجيد على حساب أخيه غير الشقيق الذي تم إبعاده لإدارة أموال العائلة في جنيف ليكون هناك في واحدة من أكبر مهازل الدبلوماسية الدولية سفيرا للعراق لقضايا حقوق الإنسان؟وليتحول من جلاد أصيل قتل على يديه السيد الراحل محمد باقر الصدر وشقيقته آمنة الصدر إلى مفكر يجالس الملوك والأمراء وأهل الرأي وكذلك يستميل بأساليبه الإستخبارية بعض المعارضين اليساريين السابقين للتعاون معه! ولكن ملفه الأكبر كان إدارة الإستثمارات المالية والإتصال مع الجهات والواجهات التي تقوم بغسيل الأموال المنتشرة حول العالم ، ولبرزان صداقاته العربية من المغرب وحتى الإمارات ، وبعيدا عن الإغراق في التفاصيل فإن برزان التكريتي يمثل اليوم صيدا ثمينا سيبوح بالعديد من الأسرار والغوامض والملفات التي كانت حديث الثمانينيات وهي التي أسست لقيام سلطة المليون قتيل التي إنتهت قبل أيام قليلة فقط ... إنه فقط الحرف الأول في كتاب مليء بالفضائح والرزايا والعذاب .. فتأملوا ياأولي الألباب ؟.
 

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب يقلد المشاهير ويصف بعضهم بكلمة ????


.. إيرانيون يعلقون على موت رئيسي • فرانس 24 / FRANCE 24




.. آفة التنمر تنتشر في المدارس.. ما الوسائل والطرق للحماية منها


.. مصرع وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان في تحطم مروحية




.. مصرع الرئيس الإيراني.. بيانات تضامن وتعازي ومواساة ومجالس عز