الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكاظمي - رجل الولايات المتحدة المدلل ام رجل ايران البرغماتي ؟

سعود معن نجم

2020 / 5 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


في شهر ابريل الماضي ، تم الترشيح والموافقة على تسمية الكاظمي كرئيس للحكومة العراقية بعد ان بقى العراق بدون رئيس للوزراء مسمى لمدة خمسة أشهر ، بعد استقالة عادل عبد المهدي واعتذار كل من محمد علاوي وعدنان الزرفي اللذين فشلا في الحصول على موافقة الكتل الساسية المتصارعة فيما بينها .
ولقد كان الكاظمي يعمل رئيسا لجهاز المخابرات العراقي منذ عام 2016 م مع احتدام المعارك ضد تنظيم (الدولة الإسلامية – داعش) و القوات العراقية في صدد التحرير ، بالإضافة الى مشاركته بعد عام 2003م في تأسيس شبكة الإعلام العراقي التي كانت غايتها الأولية هي توثيق جرائم النظام السابق في بادئ الأمر لتتحول الى قناة العراقية المتعارف عليها الان ، وتواجه حكومة الكاظمي تحديات كبيرة خصوصا مع اسعار النفط المنخفضة في بلد يعتمد اقتصاده بنسبة تتجاوز الـ90% على النفط ، هذا وبالإضافة الى شبح المتظاهرين الذي يظهر ويختفي بين تارة واخرها مطالبين بحقوقهم ومظلومياتهم التي تركتها الحكومات المتعاقبة بدون انصاف .
ولقد جاء الكاظمي الى مجلس بعد النواب (بعد تسميته) وهو يحمل ست صفحات تتضمن برنامجه الدستوري الذي سيباشر فيه ومن اهم نقاطه هي الإسراع بإنتخابات جديدة والعمل على نظام (صحي صحي ) من اجل مكافحة إنتشار فايروس كورونا المستجد والإمكانيات العراقية الضعيفة في بلد كثر فيه الفساد بشتى انواعه، كذلك إصلاح اخطاء سلفه عبد المهدي الذي ادخل العراق بنفق مظلم بدءا من قمع المظاهرات والى ضحايا تلك المظاهرات وسفك دمائهم ، والى قرارت تخفيض العملة التي بدأ لتلوح على شكل دعايات لجس نبض الشارع على الرغم من تكذيبها واستقطاع جزء من رواتب الموظفين لا وبل وصلت الى تأخير رواتب المتقاعدين ! ، كلها اخطاء تلك الحومة البائسة التي دمرت العراق عمليا وهو لا يزال بمرحلة الإنعاش بعد مرحلة داعش السوداء ،ويمتاز الكاظمي انه قد نال موافقة اغلب الكتل الساسية المتناحرة على كرسي السلطة وكذلك الى مباركات القوى الخارجية والميزان الذي يلعب العراق على توازن كفيه وهما الولايات المتحدة وايران ، ضمن سياسة مسك العصا من المنتصف . فلدى تسمية الكاظمي رئيسا للوزراء، بارك وزير الخارجية الأمريكية، مايك بومبيو، وكان أول المهنئين بإقرار الحكومة الجديدة في اتصال هاتفي مع الكاظمي. حيث ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان عن هذا الاتصال: "دعما للحكومة الجديدة، ستمضي الولايات المتحدة قدما في منح استثناء لمدة 120 يوما لاستيراد الطاقة الكهربائية من إيران، كعرض لرغبتنا في المساعدة على توفير الظروف المناسبة للنجاح".
ماذا يعني ان توافق الولايات المتحدة على استيراد الكهرباء الإيراني من جديد بعد ان منعت العراق من ذلك وتهديده بالعقوبات الإقتصادية اذا تعامل مع ايران اقتصاديا ؟ ، الجواب سيكون هنالك تراضي غير معلن رسميا ولو ان العداء الإعلامي لا يزال موجودا خصوصا بعد خروج التحالف في زمن عبد المهدي وتلويحات بعودة داعش والهجمات التعرضية . وقبل عدة ايام سمعنا بموافقة التحالف على دعم العراق (عسكريا) وهذا يؤكد صحة الكلام المذكور سابقا حول التراضي ، وذلك لأن الحملات هي عبارة عن اموال طائلة تعلن على انها مساعدات في الوقت الحاضر وتستقطع من رصيد العراق في الوقت اللاحق اذ لم يكن في الوقت القريب ، هذا على المستوى الأمريكي ، فإذا عدنا الى ايران نرى أن الكاظمي قد زار مقر الحشد الشعبي في وقت مؤخر واللقاء بفالح الفياض ،الذي البسه بدوره سترة الحشد الشعبي الحاملة لصورة قاسم سليماني في الجهة اليسرى والتي ارتداها وغطى الصورة بيده لتحقيق الغايتين ارضاء ايران والولايات المحدة على حد سواء !.
ومن الجدير بالذكر ان الكاظمي لا يعتبر شخصية جديدة على طاولة السياسة العراقية؛ فقد كان اسمه مطروحاً منذ استقالة حكومة عادل عبد المهدي، في ديسمبر الماضي، وحتى قبل ذلك كبديل للعبادي، عام 2018 م ،لكن عوامل عدة حالت حينها دون نيله التوافق، لاسيما وأن بعض الأطراف الشيعية تصفه بأنه "رجل الولايات المتحدة" في العراق.
وقبل نحو شهر، وجه فصيل عراقي مسلح مقرب من إيران اتهامات للكاظمي بتورطه في عملية اغتيال الجنرال الإيراني، قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، التي نفذتها واشنطن في بغداد.
ولا تزال الشكوك تحوم حول الكاظمي وما إذا سيبقى حاملا للعصى من المنتصف ؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا زادت الجزائر إنفاقها العسكري بأكثر من 76 في المئة؟


.. لماذا تراجع الإنفاق العسكري المغربي للعام الثاني على التوالي




.. تونس: هل استمرار احتجاز المتهمين بالتآمر على أمن الدولة قانو


.. ليبيا: بعد استقالة باتيلي.. من سيستفيد من الفراغ؟ • فرانس 24




.. بلينكن يبدأ زيارة للصين وملف الدعم العسكري الصيني لروسيا على