الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الطريق الى الديمقراطية في العراق وعرة حقا

جاسم الصغير

2006 / 6 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


باشر العراقيون بعد سقوط نظام الاستبداد في بناء نسقهم السياسي والدستوري عبر تبني آلية الديمقراطية من حرية تعبير وحقوق الإنسان وإ بداء الرأي الحر من صحافة ومؤسسات أخرى ، ولا يخفى على أحد أن مسألة بناء الديمقراطية بعد عقود من سيادة الرأي الوحيد وليس الواحدوقمع الرأي الآخر وتصفية كل المؤسسات التي كانت قائمة ورغم قلتها تحتاج إلى وقت طويل وذلك لعدم وجود العوامل الموضوعية من بنية تحتية وفوقية التي نستطيع من خلالها أن نشيد النظام الدستوري ورغم ذلك باشر العراقيون بعد 9/4 في بناء نظامهم السياسي الديمقراطي بعد سقوط النظام السابق ولأول مرة في تاريخ العراق السياسي المعاصر، رغم صعوبة الأمور كثيراً بعدما حصل فراغ في السلطة بعد سقوط النظام الاستبدادي الصدامي وسقوط كل مؤسسات ىالدولة معه رغم شحتها ومع ذلك حقق الشعب العراقي خطوات هامة جدا في هذا المضمار حتى وإن كان ليس بمستوى الطموح ومع كل ذلك شكك كثيرين بهذا النهج في عدم استطاعة العراقيين الاستمرار في هذا النهج الديمقراطي، وأن طريق الديمقراطية في العراق وعر وصعب ، يقول الأستاذ خالد الاعيسر ،( خصصت صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية في إطار تحليلها لحصاد عام 2005 قسماً للعراق واختارت له عنوان (طريق الديمقراطية الوعر) ونقلت عن رئيس الجمهورية جلال الطالباني تشبيهه الانتخابات التي أجريت في العراق بحافلات النقل العام في العاصمة البريطانية لندن تنتظر قدوم أحدها ثم يأتي ثلاثة منها في وقت واحد ، وأضافت الصحيفة كان عام 2005 عاماً أجريت فيه ثلاثة عمليات انتخابية مرة واحدة اقتراع في كانون الثاني لاختيار برلمان انتقالي واستفتاء في تشرين الأول على إقرار الدستور وانتخابات أجريت في كانون الأول لاختيار أول برلمان دائم في البلاد سنة الإطاحة بنظام صدام ، وتقول الصحيفة أن هذه العمليات الانتخابية حولت القضية السياسية الرئيسية في العراق من الصراع ضد احتلال أجنبي إلى الصراع على السلطة المدنية )وأنه في الحقيقة أن التجربة العراقية في بناء نسق ديمقراطي هي بحد ذاتها مسألة كانت تستحق من العراقيين كافة التصميم في بناء نظام سياسي ديمقراطي وعادل ولجميع ابنائه بصورة متساوية ومن ذلك اندفعوا بكل قناعاتهم في المساهمة والاشتراك في كافة الممارسات الديمقراطية رغم العوائق الصعبة التي افتعلها الارهابيون من تفخيخ وتفجير وقتل للعراقيين ولكن ذلك لم يثنهم عن هذا البناء ولو جرىت مثل هذه الامور في أي بلد آخر لاعلنوا الاحكام العرفية والغوا كل مظاهر الممارسات الديمقراطية الا ان العراقيون رغم ذلك واصلوا التواصل في نهجهم هذا لايمانهم بنسقهم الديمقراطي الي بدأوا تشييده ورغم إدراكهم أن عملية هذا البناء ليست سهلة ومع ذلك اندفعوا بكل تلقائيتهم في المشاركة في العمليات والممارسات الثلاثة التي حصلت وفي وضع استثنائي في المنطقة وفي إطار من الحرية التامة في اختيار ممثليهم أو إقرار الدستور الدائم والبرلمان الدائم دون أي خوف أو قسر أو تهديد وكما يجري في بلدان المنطقة المجاورة التي غالباًً ما يجري فيها ممارسات ديمقراطية شكلية مضمونة النتائج مسبقاً لصالح رجال السلطة لضمان استمرارهم في السلطة. إن كل ذلك استفز البلدان المجاورة التي تعيش في ظل أنظمة أبوية تقليدية استأثرت بالسلطة منذ زمن طويل وأيضاً استفز التيارات الظلامية التي جمعت كل قواها من أجل إجهاض التجربة الديمقراطية في العراق لأنهم يدركون جيداً أن تلك العملية إن استقرت في العراق فذلك سيجعل كل دول المنطقة تتأثر بها ومن هنا تمت محاربة هذه التجربة العراقية بكل شراسة من قبل جهات خارجية . إذن أن الديمقراطية في العراق ليست طريقها وعراً أبداً بل هي غير معيّدة وجاهزة كما يكفي ولاننا في بداية تجربتنا الحداثية السياسية ولبلد يفتقد التقاليد الديمقراطية العريقة مفي السابق مؤسسات وممارسة ومن هنا بعض الصعوبات التاي تعتيها ولاننا في مخاض سياسي حقيقي وموضوعي وليس مفتعل وأن أي تجربة سياسية حديثة تحتاج إلى وقت ليس بالقصير حتى تستقر بل أن ثمة أمور عالية الإيجابية في تجربتنا الوليدة وهي أن تاريخ العراق السياسي في السابق كان تاريخ صراع أحزاب إلى حد التقاتل بالسلاح لكننا اليوم نشهد جلوسها معاً على طاولة واحدة وتتحاور وتتناقش وهو أمر هام جداً لبلورة تقاليد سياسية عريقة ، أما ما أثارته صحيفة فايننشال تايمز أن التيارات السياسية تحولت من صراع ضد الأجنبي إلى الصراع على السلطة المدنية ، أتصور أن هذا التشخيص غير دقيق لأن النخب السياسية التي تسير الشؤون السياسية في العراق الآن هي منبثقة من صلب ممارسات ديمقراطية ودستورية شرعية وبالتالي أنها تتنافس في السلطة المدنية لا تتصارع ولان هذه الظاهرة موجودة في اغلب دول العالم التي تشهد ممارسات ديمقراطية كالانتخابات ويجري فيها التنافس والترشيح بين الشخصيات السياسية التي يرشحها كتلها ممثلين عنها وهذا الذي جرى في العراق لذلك أقول أن الطريق الديمقراطي في العراق غير وعرة أبداً ولكنه المخاض السياسي لأي تجربة حقيقية تأخذها مداها وصيرورتها في البنية السياسية والاجتماعية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصام لطلاب جامعة غنت غربي بلجيكا لمطالبة إدارة الجامعة بقط


.. كسيوس عن مصدرين: الجيش الإسرائيلي يعتزم السيطرة على معبر رفح




.. أهالي غزة ومسلسل النزوح المستمر


.. كاملا هاريس تتجاهل أسئلة الصحفيين حول قبول حماس لاتفاق وقف إ




.. قاض في نيويورك يحذر ترمب بحبسه إذا كرر انتقاداته العلنية للش