الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محنة العقل الكردي (2)

فيصل يعقوب

2020 / 5 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


محنة العقل الكُردي (2)
من خلال مشاركتي في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مع أبناء و بنات بني جلدتي تجلى لدي بوصوح ما كان يتجول في ذهني منذ أكثر من ربع قرن بعد أن تركت مجتمعي لسنوات طويلة ،و كلما أطلع على الأحداث التي تحصل مع شعبي و أقرأ تحليلات و قراء ات الكتاب و المثقفين و إلخ ،أندهش من بساطة التفكير و سطحيته و إنقطاعه عن عمق الأحداث و جذورها و تركيزه على الظاهر المخادع الذي يحجب رؤية حقيقة الأمور و ماهيتها عنه، هذا العقل مازال يعبر عن نفسه من خلال المشاعر و العواطف التي تحجب رؤية الحقائق عنه و يلجأ دائمًا إلى تبرير ما يحصل له و إلقاء كل فشله على العوامل الخارجية وحدها لهذا فهو مازال حائرًا في دوامته و يبدو أنه تأقلم مع مناخه و لا يبحث أو لا يريد الخروج منه ، و كما مكة لا تستقبل العقل الكافر فيبدو العقل الكُردي لا يقبل كل من يخالفه في رؤيته عن واقعه و ما يحصل له ( و هو في الوقت نفسه يصف نفسه بالديمقراطي و يضحي بنفسه من أجل الديمقراطية) أنه لتناقض عجيب في محنة هذا العقل . و مصّر على المضي في دربه و كأنه قدر محتوم له . إن جهل الإنسان بدوافعه و أهدافه و رغباته الحقيقية يشكل له أزمات نفسية معقدة و مشاكل و متاعب يبقى في دوامتها اللامتناهية ،فالذي لا يحدد هدفه بدقة لا يحققه أيضًا ، بل معاناة و شقاء الإنسان تعود إلى عدم معرفته في ماذا يريد بضبط .فهذا العقل يدعي في ظاهره أنه يريد الحرية و لكن سلوكه و طريقة تصرفه و ما يقوم به هو عكس ما يدعيه تمامًا و هو يستخدم عبارات فضفاضة عامة و غير قادر على التمييز بين معانيها بشكل دقيق و يعيش في عالم أبعد من هوامش الحضارة البشرية و غير قدر على طرح أسئلة جوهرية و ممارسة النقد الهادف لسبب بعده عن مفاهيم و مصطلحات عالم المعاصر و اعتماده على رأيه و أعتبارها الحقيقة التي لا تقبل النقد و النقاش (فهو يبرر و يدافع عن أحزابه السياسية التي تعمل و بشكل رسمي و موثق في برامجها الحزبية لأن تجعل من الشعب الكُردي تابعًا لمحتلي أرضه !! فكيف للتابع أن يصبح حرًا وخصوصًا عندما يكون بإرإدته ؟!) .متى ستظهر بذور ثورة المعرفة العلمية التجريبية لدى العقل الكوردي ؟ لظهور هذه الثورة لا بد من وجود تفكير نقدي قادر على طرح أسئلة مناسبة حول ما يحصل له و البحث في إجابات هذه الأسئلة بشكل علمي ممنهج مدروس تعتمد على أدلة و أثباتات و حقائق و ليس على آراء التي تعبر فقط عن وجهة نظر بدون أي دليل يثبت صحة تلك الآراء . فمجرد معرفة قواعد لعبة الشطرنج لا تجعل منا أتقان هذه اللعبة و الفوز فيها، بل معرفة كيفية أختراق هذه القواعد .فلا بد من استراتيجيات تدخل هذا العقل في عملية التفكير النقدي المنطقي ليتجاوز نمطية التفكير المعتمد على استدلالات تعاني من اختلالات كبيرة فأن الحاجة إلى معرفة تهدف إلى صحة النتائج أو ترجيح صحتها هو الهدف من التفكير النقدي المنطقي .أن التطور و التقدم بحاجة إلى الوعي الذي يستطيع إثارة أسئلة نقدية جادة و الإجابة عليها في الوقت المناسب ، ( ك وقت حدوث أحداث مهمة و نتائجها أو حتى أحداث أقل أهمية ) فأن طرح الأسئلة تعني هناك الرغبة و الفضول في معرفة المزيد و تحسين معارفنا و تحقيق فهم أعمق عن ما حدث أو قيل أو كُتبَ و إلخ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة