الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لمن ترفع القبعة

فاطمة هادي الصگبان

2020 / 5 / 21
الادب والفن


أدارت أزرار المدفأة بالدرجة القصوى ولازالت نباتات القط منكمشة على بعضها رغم أن انفاس الربيع بثت الروح في التلال والسهول القريبة ، ووهبتها حلة زاهية أكسبت الطبيعة بالوان تعجز ريشة الفنان عن وصف تدرجاتها ، بينما هي تحاور سمكاتها بما دار في تفاصيل يومها ، استوقفها التلفاز و تسلسل احداث اغتيال سياسي مهم في بلادها ، لم تأبه لمشاهد السحل والتقطيع الذي تضمنته مقاطع الفديو الفائق الجودة والذي يدل على قدرة احترافية للفنان المصور وشعورلدود لتلك الشخصية المثيرة للقئ كثيرا والتي غيرت مجرى حياتها المستقرة بدرجة صفر على اليسار.
مديرة حسابات نزاهتها وقفت ترسانة متينة أمام مغارة غنائم المحافظة 19 و تحولت بعدها الى مشردة بامتياز .....والجثة المتعفنة على قارعة الطريق عرفته موظف استعلامات ثم معقب في فترة دولة الورق بعدها تاجر شنطة وموظف مهمات تلبي رغبات الأبن المراهق المدلل لرجل الحروب وتلك الأخيرة حولته الى سمك قرش كبيرأهلته أن يفتتح فضائية تنادي بحملات الإيمان والورع ، قهقهت كثيرا عند الأخيرة لأن فكه مناسب تماما لتلك الصفة ... عندما دخل المخبول المحافظة الملعونة أدخل معه أوهام المجانين في دائرة أوسع من القدرات الذهنية حتى تطاول الجاهل بماله وأنضوى المثقف خلف قلم مسكين لا يصيب سهما ولا يرد كيدا وحتى لا يغني عن جوع ........
وجاء عرض الزواج بخاتم الشيخة و ورقة تزويرضخمة تضم تحويل معدات واليات لم تعرف اوراقا رسمية لها وكان صدى ال (لا) مخطوطات نالت من جسدها النحيل حتى كان الهروب ضرورة والانضواء في قبو حتمية لازمة...
بعد بضعة اعوام من الاختباء كان اليوم الذي تقلدت فيه وسام القلم وكان الحفل باستضافة مسؤول مهم وعائلته فأخذها الهروب الى حمام النساء بين سوء القدر وظلمة الانتظار لمع خاتم وابتسامة حسناء متشفيةعلى ماخسرته ريشتها من الوان.... اخذ البرد يتوغل الى أوصالها وأصوات الجلد تحفر قنوات جديدة في جسدها ..
القت النظرة الأخيرة على الجيفة الماثلة أمامها ودعت الأسماك والأزهار بهزة من رأسها الذي خبئته قبعة القش الكبيرة ،ارتدت الحذاء الرياضي ، وقادتها الخطى عند الشاطئ القريب للبلدة الغافية على الساحل العريق ....
بين صراخ وضحك اللغات المتنوعة التفتت لصوت جمعها به خاتم ووووو دققت النظر الى أثار أعقاب السجائر على اليدين اللتين كانتا نضرتين ..... ما أن اقترب الصمت بينهما مسالما ، سرقت نسمة هواء عذبة قبعة احداهن ، ما بين انحناءة القامتان وأخرى غافلتهما الأمواج وأخذت القبعة بعيدا ... خجلت الشمس لمرأى السكون على الوجوه فأعتقلت السراب بموجة حانية وألقته بعيدا حتى عادت صباح اليوم التالي كان الطرد الكبير محتلا مائدة مطبخ القبو الباردة ، ومجموعة ايصالات وصور متناثرة هناك وهناك وو وقبعة ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة الخميس


.. مغني الراب الأمريكي ماكليمور يساند غزة بأغنية -قاعة هند-




.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت


.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً




.. سكرين شوت | إنتاج العربية| الذكاء الاصطناعي يهدد التراث المو