الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لحظة إعدام شهريار

فاطمة هادي الصگبان

2020 / 5 / 22
الادب والفن


بينما الأنامل المرتجفة تحتوي أشواك الأجنة بكل احتراس ، تغضنت الوجنات بنعومة لذكرى المخاض الصعب والشبه مستحيل في محاولة تدجين نبات الصبار الشائك في بيئة مرهقة من شتى التناقضات والذي جعلها مهمة صعبة وغير مجدية في تلك الفترة لكنه العرض المتاح والأفضل أزاء كل الخيارات التي مرت .
ربما هي فكرة خاوية وغير مجدية لكن العمر يمضي والحاجة للأستقلال و بصمة ثبات الأهلية للعطاء والتفاني لأجل شئ يستحق التضحية .... أنه امر يدعو للوقوف عنده وكل ما يحيط بها يزداد حلكة وقتامة .
الحصار النفسي احكم حلقاته بالتزامن مع الاحتكار المريض المهووس بالسيطرة المستبيح كل المحظورات وفق الأليات التي منحتها له الظروف الخاطئة في التوقيت غير المناسب ذلك الهوس التدميري من شرائعه نوع محدد وتقليدي لا تستسيغه الذائقة الأنتقائية والرغبة في التفرد والابتكار في معرفة النوع والصنف لكل سلالة وكان الأختيار على نبتة الصبارالمختوم بسر لا يدركه الا ذو دراية وحصافة وكان الحدث العام والمتداول في البلدة الصغيرة التي اعتادت على ما هو مألوف ومقبول .
مع البداية غير المطروقة ومارافقها من ظنون ومخاوف استمر النضال ضد العدو الخفي المترقب لحظة الفشل والعودة بخفي حنين حتى توغلت السنون وبالرغم من العوائق التي فرشتها قوى الشر وأعداء التفوق بكل الدروب أثمر الأنتظار وتحقق ماكان مستحيلا وذاقت من الصبار اينعه وطاب الجوار معه واخذت التفاصيل تغزو ساعات يومهم
رويدا رويدا بدأت شهقات صغار الصبار تملأ الجدب الذي اجهض الربيع قبل الأوان ، كيف لصبار هرم أن يملأ خيالات غزال هارب من حقد اعمى وتملك احمق ؟ كيف استطاعت تلك الأشواك التي إذا ما قورنت بأنياب وحش مفترس كاسر لكانت طيبة وشافية أن تعيد الحياة وتدب الروح في الأوصال بكل تلك النغزات الموجعة....لكل نغزة ندبة جارحة لكنها تحمل ذكرى لطيفة ترسم البسمة في ثنايا الفؤاد ربما طيبته دامية أو قسوته تدجنت بفعل المعاشرة او هكذا خيل للرائي دالية منه عند الباب الذي احكم غلقه بفعل السهو او النسيان واخرى في اعلى زاوية التلفاز الذي تداخلت محطاته من جراء الأنكسار الملحق بترميم مباشر... وأخرى شاخصة مثل زرقاء اليمامة وهناك طرف منسي في حجر زينة ..... محكم الأتقان .
كادت ان تقهقه النباتات الصغيرة التي تزين الصالون الأنيق المرتب بعناية لجمال التشبيه بينما الاصص الكبيرة هزت غصنها بثبات مرح ...
وكبر الصبار في حجرها وحولقت العيون للسابقة التي يجب ان لا تحدث فالأقوى هو من يحدد المصيرلكن فداحة الأمر أن تكون المقدرات تحت حكم جاهل أرعن لا يفقه حرية الأجناس والأصناف مكنته الاقدار من كشف استار الياسمين لكن أنياب الصبار المتحدية بليونة جلد الأفعى ظلت عائقا أمام جشعه المخيف لحقب عدة حتى صار ثارا مما اقتضى فرض عقوبات الحظر على ذاك الصنف الأبق من نير العقلية المتحجرة .
تجولت النظرات بعيدا نحو النافذة الخلفية لبساتين الفاكهة التي فقدت الوانها والأعناب التي سقيت بماء آسن ثقيل شحيح العطاء ظنين ، لقد حاولت الأصلاح لثلاثين زنبقة مضت وبكل الأدوات لكن العفن مستشر فيه وسيبقى لقرون...
غدا الصباح قادم لا محالة يخرس أصوات العواصف الهوجاء و سوف تمر السنوات الرمادية معا للأبد تلون عشريناتها السوداء وتبقى مورقة لن تغيرها تقلبات الأهواء أنها حقا نفحة من نفحات الفردوس .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة الخميس


.. مغني الراب الأمريكي ماكليمور يساند غزة بأغنية -قاعة هند-




.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت


.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً




.. سكرين شوت | إنتاج العربية| الذكاء الاصطناعي يهدد التراث المو