الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتفاضة في زمن الكاظمي

جلال الصباغ

2020 / 5 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


هلل وطبل الكثيرون بمجيء مصطفى الكاظمي، فقوى السلطة التي تبحث عن منقذ والقوى الإصلاحية التي لا تريد تغيير النظام انما إجراء ترقيعات شكلية، ومجموعات المثقفين التي مارست ذات الدور منذ الاحتلال ولغاية اليوم، كل هذه الأطراف روجت ان الكاظمي هو الحل. 

لكن بجرد بسيط لتصريحات الكاظمي وزياراته وتغريداته وأفعاله تتكشف الحقيقية دون عناء كبير. 

كل ما يتعلق بالانتفاضة ومحاسبة قتلة المنتفضين وتحقيق مطالبهم، إنما هو كلام كان يردده رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي، وهو نفس الكلام الذي أطلقه سلفه العبادي ومن قبله نوري المالكي، فجميع هؤلاء ومع كل حركة احتجاجية كانوا يطلقون الوعود ويعطون المهل، ليدخل على الخط التيار الصدري ويسرق الاحتجاجات ويحرف مسارها بالتعاون والتنسيق مع القوى الإصلاحية وجوقة المطبلين الآخرين، وهذه المرة وبعد قدرة الانتفاضة على إزالة عبد المهدي اتفقت جميع هذه الأطراف على ضرب الانتفاضة بأقصى ما لديها من من قوة عن طريق أدواتها ومليشياتها، لتسوق بعدها الكاظمي على أنه رجل المرحلة والضامن لتحقيق مطالب جميع الأطراف. 

لكن ما الذي تحقق منذ تسلم الكاظمي مهامه او ما هي المؤشرات التي تبين أنه جاد في ما أطلقه من شعارات تخص المنتفضين؟ 

حديثه عن إطلاق صراح المعتقلين والمختفطفين ودعوته القضاء الأعلى بذلك جاء برد ينكر تماما وجود اي معتقل او مختطف من المنتفضين، ما يعني أن مصير العشرات من المغيبين والمعتقلين بيد المليشيات وربما قد تم تصفيتهم.

اما حديث الكاظمي عن محاسبة قتلة المنتفضين فذهب إدراج الرياح وما هو الا كتصريحات سابقيه، فهل بأمكانه محاسبة عبد المهدي وحكومته وهي المسؤول الأول عن قتل أكثر من ٨٠٠ وجرح الالاف، وبالنسبة لأعمال العنف والإرهاب بالضد من المنتفضين فهي ذاتها، فلا يكاد يمر يوم دون اعتقال او خطف او حرق او تهديد بالقتل او قتل فعلي في مختلف المحافظات المنتفضة، بل انها ذات الستراتيجية لكل الحكومات في قمع وإسكات المعارضين.

ما الذي حققه الكاظمي او من الممكن أن يحققه وكل دعواته لأبعاد العراق عن الصراع الإيراني الأمريكي عن الأراضي العراقية، بمثابة نكتة باهتة، فها هي المليشيات التابعة لإيران تهدد القواعد الأمريكية وذاك هو خامنئي يصرح بأنه سيطرد القوات الأمريكية من العراق، وهذا هو ترامب وبومبيو يتوعدون الإيرانيين من مغبة اي تدخل على الأرض في العراق، دون أن يتحدث الكاظمي بكلمة عن هذا او ذاك. 

كيف بإمكان الكاظمي محاسبة السراق والقتلة وناهبي المال العام، وهؤلاء هم من جاءوا به إلى السلطة! 

كل من يراهن على قدرة الكاظمي على الحل اما يكون منتفعا منه او واهما وراغبا في بقاء منظومة الطائفية والقومية والقتل مسيطرة على مقدرات الجماهير. 

لا سبيل لتحقيق امال الجماهير وتطلعاتها الا بالخلاص النهائي والجذري للطغمة السياسية المتحكمة منذ ٢٠٠٣ ولغاية الآن، وهذا غير ممكن التحقيق الا باستكمال نضال الجماهير وانتفاضتها وإسقاط هذا النظام. 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح