الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من المسؤول عن تردي الدراما في العراق؟

سلام قاسم
كاتب وإعلامي

(Salam Kasem)

2020 / 5 / 22
الادب والفن


وأنا اتابع مسلسلات رمضان العراقية والسورية والمصرية و الخليجية. لفت نظري مستوى التقدم الحاصل في الدراما السورية، رغم ان الفنان السوري في وضع لا يحسد عليه، بسبب الحرب مع الإرهاب، لكنهم قدموا اعمالا راقية كما ونوعا، الدراما المصرية متجددة دائماً وكل عام نجد هنالك وجوه جديدة فيها. أما الدراما الخليجية فهي آخذة بالصعود كمنافس قوي للدراما المصرية والسورية.
اما الدراما العراقية وبكل أسف لدينا مجموعة من المهرجين المساكين (مصدكين) بنفسهم أنهم نجوم في فن الكوميدية، بارعين في تقديم كل ما هو هابط ورديء في عالم الفن، هؤلاء تارة تراهم ممثلين وتارة أخرى تراهم مقدمي برامج، وفي الحالتين هم قدموا إساءة للفن وللإعلام العراقي بصورة عامة.
ما زلنا نطمح أن نرى ممثلين عراقيين مبدعين يقدمون اعمالا تليق بسمعة العراق، ولا تنتقص من كرامة أي مكون من مكوناته.
لنعد بالذاكرة إلى ايام السبعينات والأعمال الدرامية التي كانت تعرض على شاشة (قناة 9 وقناة 7) المحليتين والأعمال المسرحية التي كانت تعرض على مسرح بغداد ومسرح الستين كرسي وأعمال الفرقه القوميه مثل مسرحية (البستوكة و النخله والجيران وغيرها) ساهمت تلك الأعمال في نشر الوعي الثقافي.
ما زال مسلسل (تحت موس الحلاق) و مسلسل (الذئب وعيون المدينة) خالدة في ذاكرتنا. حتى السينما العراقية بدأت تستعيد عافيتها في السبعينيات والثمانينيات رغم أن الأعمال التي قدمت كانت تخدم مرحلة ما لكن مع ذلك ومع استمرار عجلة الانتاج السينمائي تم تقديم افلام جيدة مثل (النهر) و(حب في بغداد) وغيرها. رغم أن صدام حسين وعبر رقابته الصارمة على الفن لم يكن مسموح في وقته انتقاد كل من (الوزير والضابط والطبيب والمهندس ورجل الأمن وغيرهم) لأنهم يعتبرون في نظره رموز الدولة، حتى المرأة في الدراما ممنوع أن تتعرض للصفع أو أن ترقص على اعتبارها ماجدة. مع ذلك خرجت لنا اعمال مميزة بجهود المبدعين من كبار فنانين تلك المرحلة.
الأعمال الدرامية العراقية التي قدمت بعد عام 2003 أغلبها كانت من أجل تجهيل المجتمع، حيث ساهمت في نشر مفردات بذيئة خارجة عن الذوق العام، سرعان ما راح يرددها الشباب اليوم على اعتبارها جزء من ثقافة شعبنا بوعي أو بدون وعي، المهم أنها ساهمت في افساد الذوق العام. والمشكلة أن الأغلبية الساحقة من الفنانين العراقيين المتصدرين للدراما العراقية يعتقدون أن الجمهور يبحث عن أي نتاج فني مضحك وسخيف في المضمون والجوهر.
من المؤسف أن نشاهد مسلسل عراقي قدم هذه السنة في رمضان يبدأ الحلقة الأولى منه في (التواليت) مع صوت (الضراط المتكرر) والأغرب من ذلك أن رئيس اعلى سلطة بالدولة (رئيس الوزراء) يستقبل كادر عمل مسلسل (الضراط) عذرا لهذه المفردة، لأنها حقيقة وسكت عنها النقاد حتى صارت شيء طبيعي لا غبار عليه، بل أن بعض المحسوبين على المشهد الثقافي العراقي، راحوا ينظرون ويمجدون بهذا العمل.
من المؤسف أيضاً أن نجد فنان مثل قاسم الملاك يكرر نفسه كل عام في عمل درامي هابط حتى أصبح اضحوكة الشارع.
الآن أصبح لزاما على الدولة العراقية أن ترتقي بالدراما العراقية من أجل انتاج اعمال فنية تليق بعطاء وتضحيات شعبنا طيلة قرن من الزمان عمر الدولة العراقية المعاصرة، الممتد من ثورة العشرين 1920 إلى ثورة اكتوبر 2020.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري


.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب




.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس


.. بحضور شيوخ الأزهر والفنانين.. احتفال الكنيسة الإنجيليّة بعيد




.. مهندس الكلمة.. محطات في حياة الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبد