الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصالحة الوطنية في العراق

رياض العطار

2006 / 6 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تزايد الاهتمام مؤخراعلى الساحه السياسية في العراق بموضوع معقد و حساس و مختلف عليه و هو ( المصالحة الوطنية ) .
الفرقاء المختلفون في هذا الموضوع يطرح كل منهم رؤيتة و يحاول تعزيز موقفة بالامثلة و يقدم اسماء الدول التي
جرت فيها المصالحة الوطنية وبعضهم يربط اعمال القتل و تخريب البنى التحتية ... بموضوع المصالحة ! .
السيد رئيس الوزراء تطرق الى هذا الموضوع عدة مرات مؤخرا من خلال مؤتمراته و لقاءاته ...
الشارع العراقي و خصوصا ضحايا الانتهاكات و أسرهم يتساءلون و يريدون الاجابة على الاسئلة:
+ هل المصالحة الوطنية تعني تفادي المسؤولية الجنائية و الادبية و الاخلاقية عن انتهاكات حقوق الانسان ؟.
+هل المحاكمات الجزائية سترضي الضحايا و اسرهم ؟ .
+هل تشمل المصالحة الوطنية من ارتكب الجرائم الخطيرة مثل جرائم الابادة الجماعيه و الاغتصاب ... ؟
+ نظرا لسعه الانتهاكات و كثرة المتورطين فيها , هل تستطيع المحاكم الوطنية و الدولية من حسم جميع القضايا المحالة اليها ؟
+ هل المصالحة الوطنية تخفف من روح الثأر و الانتقام لدى الضحايا و اسرهم ؟ .
+هل تقوم الحكومة الحالية بتقديم اعتذار رسمي عن ما وقع من انتهاكات و تعوض الضحايا و اسرهم ؟
هذه الاسئله و غيرها مطروحة في الساحة العراقية و قد لمستها خلال زيارتي للعراق , وقد اجريت حولها نقاشات واسعه مع بعض الضحايا و اسرهم و اقاربهم و اصدقائهم , و لم استطع اقناع الكثير منهم حيث كانوا يطالبون بانزال اشد العقوبات بالمجرمين ! .
وهنا لا بد ان اشير ان المعارضة العراقية ( قبل سقوط النظام ) لم تعطي الاهمية لموضوع المصالحة الوطنية في مؤتمراتها او لقاءتها او في ادبياتها ... الخ .
ان جمعية الحقوقيين العراقيين في بريطانيا هي الوحيده التي نشرت دراسه بعنوان : العدالة الانتقالية بقلم الدكتور طارق علي الصالح رئيس الجمعية ( سوف ننشر هذه الدراسة بعد ان حصلنا على موافقته في الموسوعه الثقافية لحقوق الانسان التي سنصدرها قريبا ) , و في هذا السياق نجتزأ منها : ( ... ان المصالحة الوطنية لا تعني نسيان الماضي وطي صفحتة بشكل كامل , و لا يمكن تحقيقها الا من خلال تحقيق المسؤولية الجنائية و المدنية لما ارتكب من افعال بحق الانسانية في الماضي , والاعتراف بمعاناة الضحايا و ادانه جميع الانتهاكات و بناء مؤسسات جديده تمنع تلك الانتهاكات في المستقبل و لغرض تحقيق المصالحة و نجاحها لابد من التعهد بالتعددية و التسامح و احترام الاجناس و كذلك رفض اي نوع من انواع العنف كأداة للشرعية السياسية في الدولة , و العمل على اعتماد الوسائل السلمية لحل الخلافات الداخلية . و بذلك فأن تحقيق المصالحة يمكن ان يؤدي الى الحفاظ على الاف الارواح. اذ ان تقبل فكرة التعامل مع الماضي بهذه الطريقة , سيؤدي الى حماية حقوق الانسان . و كما هو واضح فأن احالة مرتكبي الجرائم ضد الانسانية الى المحاكم الدولية او الوطنية الجزائية لنيل جزائهم العادل , هي من اهم عناصر المصالحة الوطنية في المجتمع التي من شأنها تطمين النفوس و تحجيم روح الانتقام لدى الضحايا . ومهما بلغ عدد المحاكم الجنائية الوطنية المخصصة للنظر في مثل هذه الجرائم فأن امكانياتها في حسم القضايا المحالة اليها ستكون محدودة للغاية و لا تشكل الا نسبة قليلة جدا من مجموع تلك الانتهاكات , و نفس الشيئ ينطبق على المحكمة الجنائية الدولية الخاصة اذا ما تشكلت لهذا الغرض ...) .
و اخيرا , و بما ان الانتهاكات التي حصلت في العراق واسعه جدا و المتورطين فيها يشكلون عددا كبيرا على مدى ثلاثه عقود و نصف من الزمن مضت من حكم النظام البائد , مما يقتضي النظر الى هذه الحقيقة بجدية و وضع الحلول المناسبة لها بالشكل الذي
يضمن تحقيق العدالة , و الانتقال الكامل الى المجتمع المدني الديمقراطي , و تحقيق المصالحة الوطنية و نبذ روح الانتقام و تهدئه المجتمع و انصاف الضحايا و اسرهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جلال عمارة يختبر نارين بيوتي في تحدي الثقة ???? سوشي ولا مصا


.. شرطي إسرائيلي يتعرض لعملية طعن في القدس على يد تركي قُتل إثر




.. بلافتة تحمل اسم الطفلة هند.. شاهد كيف اخترق طلاب مبنى بجامعة


.. تعرّف إلى قصة مضيفة الطيران التي أصبحت رئيسة الخطوط الجوية ا




.. أسترازنيكا.. سبب للجلطات الدموية