الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يكون ضم الضفة الغربية أو أجزاء منها، جزاءا عادلا!

وائل المبيض

2020 / 5 / 26
القضية الفلسطينية


لاشك بأن ضم إسرائيل للضفة الغربية، لم يكن صدفة أو حدثا لاعقلانيا أو كما يقال "نزلت بالقفة"، بقدر ما هو إستكمال لسيرورة الضم التي بدأت مع نكبة 1967.

غير أن هذا الضم جزاء عادل - بتعبير هيغل، جزاء تفرد حما س في حكم غزة بدون مسوغات قانونية أو شرعية. جزاء الفرقة والإنقسام التي ساهم الفلسطيني في دق وتدها. جزاء تغافل السلطة الفلسطينية عن القضم الإستيطاني البطئ لأراضينا العربية. جزاء التقاعس عن أي رد على إعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، وكذلك الحال مع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
لا أقصد بالرد هنا، الرد بالمفهوم الفيزيائي " لكل فعل ردة فعل مساوية له في المقدار ومعاكسة له في الإتجاه "، فعالم السياسة والصراعات يخضع لموازين القوى، كما تبين أمثلة التاريخ "بدءا بسقوط فارس والبيزنطيين أمام المسلمين، والدخول الإسلامي في الغرب، ثم دخول العثمانيين إلى قلب أوروبا.وأخيرا دخول الإستعمار الأوروبي إلى منطقتنا واتفاقية سايكس بيكو وآثارها والغزو الإستيطاني الإحتلالي لفلسطين.

بل الرد باكرا في مساعدة المريض و تزويده بالأدوية المناسبة لجروحه، فإذا مات المريض، فكيف سنرد له صحته ! لقد مات!
كان ينبغي الرد، على العنجهية الصهيونية قبل عقود من الزمان وليس الأن ! لماذا أغفلت القيادة الفلسطينية عامل وحدة الزمان!

لقد فرطت القيادة الفلسطينية والأحزاب المرتهنة للخارج بفلسطين ؟ تماما كما فرط عبد الحميد الثاني فيها.
فلو أردنا مقاربة تاريخية تتوافق مع سيكولوجية السلطة الفلسطينية، فإن رفض أبو مازن النظري لصفقة والتنازل عن الثوابت الفلسطينية أقرب ما يكون إلى موقف السلطان عبد الحميد الثاني منه إلى راغب النشاشيبي.

تتشابه المعطيات هنا إلى حد كبير، برفضها للعطاءات الصهيونية الهرتزلية الترامبية، في حين أن السياسة الحميدية سابقا والكومبرادورية الأسلوية الراهنة، تسمح يالتمدد الصهيوني سيئ الذكر على الأرض العربية الفلسطينية بعدم اتخاذ اجراءات من شأنها وقف التغول والسطو غير المشروع على الاراضي الفلسطينية، الأمر الذي أدى في نهاية المطاف إلى إستقدام الغزو الخارجي الصهيوني وإبتلاع الضفة العربية بالمستوطنات تمهيدا لضمها.
القيادة الفلسطينية تعي ان الاحتلال الصهيوتي يفعل بقدر عدمية وفوات وتآكل الداخل العربي الفلسطيني، فكيف نبرئها من دم يوسف!

هل وقف التنسيق الأمني"فيما لو صدقت مزاعمهم"، خطوة مفيدة/ أولية في الإتجاه الصحيح!
أبو مازن ليس بهلواني سرك، حتى يطير في الهواء! جميع الإتجاهات مغلقة والسلطة ليست بسلطة، هي ضعيفة ومهشمة سياسيا وإقتصاديا وعسكريا.

الردود المتوقعة للضم ..
ستكتفي السلطة بالشجب والتنديد كعادتها، فيما أن من يدعون أنهم على الجانب الأخر سيكتفون بمسرحيات التصعيد المعتادة.
أما العرب، فقد إختاروا أن تنضم الضفة إلى الجولان ليصبح مصيرهما كما مدينتي سبتة ومليلة المغربيتان، والتي تحتلهما إسبانيا منذ 500 عام.

كل ذلك يتم في ظل إشتداد موجة التطبيع العربي مع إسرائيل، و إنتشار الكورونا في العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توسع الاحتجاجات الجامعية في أنحاء العالم


.. إجراءات اتخذتها جامعات غربية بعد حرب إسرائيل على غزة




.. استشهاد فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزلا شر


.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع




.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر