الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(نحن و كورونا و غرابة الظروف )

كمال انمار احمد
كاتب على سبيل النجاة

(Kamal Anmar Ahmed)

2020 / 5 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


لا أَحد قد تخيل إِنِّ البشرية ستمر في يوم ما و هي مسلحة بكل هذه التكنولوجيا و العلم العظيم في أزمة تهز كل أركانها،السياسية منها و الأَخلاقية و العسكرية و الحياتية بشكل عام.

الكثير منا إِعتقد و بشكل ما إِنّ هذا الوباء هو البلاء الذي إِبْتُلينا به لكثرة ما وقع من الرذائل والمفاسد.و ظن آخرون أنَّ الرقابة الصحية كانت متهالكة،أَو هي ضعيفة في أَحسن الاحوال نتيجة التركيز السياسي على مسائل الحروب أو ما شابه و التجارة.

لربما كل هذا يبدو في زاوية ما صحيح،إِلا أَنَّه لا يتخطى كونه رد فعل طبيعي لمواجهة هذه الازمة نفسيا.فلا يمكن لأَحد أَنْ يعتقد إِنّ التفسيرات النفسية هي ما يفسر السبب الرئيسي لوقوع حدث خطر،في اي مكان في العالم،فما بالك بحدث يشمل العالم بأسره.

ما أُريد قوله مما سبق إِنّ جميع التفسيرات الى هذه اللحظة غامضة و مبهمة،و مما لا ريب فيه نسبيا ان النتائج الواقعية سنتبينها بعد الازمة،يا لهول هذه النتائج!

ما لفت نظر العالم بأسره،هو ان مجرد فيروس يتكون من DNAو بروتين يمكنه هز كل شيء في حياتنا،لا بل و إيقاف كل ما تعودناه،الأسواق،الرحلات،مقابلة الأصدقاء،كرة القدم،الاحتفالات ،و الأعياد..الخ.حتى وصل الامر في بعض البلدان الى تمني ايجاد القبر للمتوفي!

لا غضاضة اذا قلنا ان الأزمات الخطيرة تُحدث الكثير من الفوضى،لكن لا يجب أَن ننسى يا سادة،إِنَّها التجربة التي تعلمنا ما كنا نغفل عنه،و ما يجب فعله في المرة القادمة،إَعرف إِنِّ الأَزمة صعبة،و مُنهكة لا بل و قاتلة أَحيانا،أَنا أَتعاطف حقا مع كل هذه الأُمور السيئة،لكن و بالنتيجة النهائية فان الدرس الذي نتعلمه و سنتعلمه هو ما سيساعدنا في قطع شوط اخر في سبيل غير السبيل الذي سرنا فيه في العقود السابقة.

فتغيرات العالم اليوم بدت واضحةََ جدا،من حيث الأَداء السياسي بشكل رئيسي.فرؤية هذه التغيرات في الأُفق أَوضح جدا مما تنبأَنا به يوما.

و الكثير من الآراء تشير الى تغيير عولمي شامل و جديد،يعاد فيه ترتيب الكثير من الأولويات التي كان من المفترض أَنْ نأخذها بنظر الإعتبار قبل الازمة.هذه الأولويات تركز على التركيز في ما يحدث داخل البلاد،و العمل بشكل أَكبر و أَكثر تنظيما، على حل المشكلات الداخلية للبلد!

ولعل الجانب الصحي سيكون له النسبة الاكبر في هذا التركيز السياسي.كونه جانب بدت فيه علامات الضعف في الكثير من الدول التي نظن إِنّها الأفضل في كل شيء!

سنقضي على كورونا

رغم كل الموتى و المصابين بكورونا،رغم كل ما خلفه هذا الفيروس،سنقضي عليه و بقوة.إِن القضاء على هذا الفيروس لا يتعدى أَنْ يكون مسالة وقت لا أَكثر،فالكثير من التجارب السريرية المُبَشِّرة اليوم في فرنسا و الولايات المتحدة و الصين،تبدو واعدة حقا في نتائجها.

ما يجب علينا أَخذه بنظر كل الإعتبارات هو كيف سنحمي أكبر عدد ممكن من الناس حتى إكتشاف لقاح،و هذا يقع على عاتق الحكومات أولا،ثم على عاتق المنظمات و الأفراد ثانيا.الأهم من هذا هو روح التعاون بين الجميع،التي تخلق قوةََ و اصراراََ و تثبتنا نحو الهدف الانساني المشترك في هذه الأزمة و هو القضاء على كورونا.

هذا الزلزال الذي أَسْقَطَنا في الحَجْر و بين جدران البيت،و أخلى الشوارع من اي مارة.الزلزال هذا سينتهي و لا يجب ان نخشاه كثيرا لان العلم عرف الكثير عنه،و في الحقيقة إنِّ العلم اليوم يعمل و غدا ينتج،و هذا ما تعودناه في الكثير من الأوبئة السابقة في القرن المنصرم و التي كانت الإِنفلونزا الإِسبانية 1918 أقواها!

و ما يدفعنا الى التفاؤل اكثر هو الإجراءات الوقائية التي تتخذها البلدان في كل أنحاء العالم،لكن يبقى الخوف منصبا على تلك الدول التي تعاني من الحروب و الأزمات السياسية و لعل اليمن و سوريا و فلسطين السودان من أبرز البلدان في المنطقة من حيث الضرر البالغ الذي ستشهده جراء الكورونا.و نتمنى حقا أَلا يشهدوا هذا الضرر!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة