الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الوطن غايتنا ؟

مهند عبد الرحمن

2006 / 6 / 20
حقوق الانسان


في إحدى جلسات المسامرة سألني صديق لم يتم تعليمه من المرحلة الثانوية ، هل الوطن غاية أم الغنى هوالغاية الأسمى للإنسان ؟!.... تسمّرت في مكاني وسكت لحظة وأجبت بدون تردد –الوطن غاية الغايات وهو سدرة المنتهى يا صديقي ، أما الغنى فهو حاجة ثانوية، المال ضروري للإنسان فلا يستطيع التحرك بدونه ، فهو الوسيلة لتحقيق المشاريع التي تفيده والوطن معاً ، وإنّ الله أمننا على المال لنجعله وسيلة لا غاية ، أي نستخدم المال لخدمتنا وخدمة البشرية جمعاء من خلال إقامة مشروعات فكرية ثقافية و اقتصادية ، وعلى الإنسان أن يغلّب وطنيته على مصلحته الشخصية، فلو أنّ كل شخص وضع نصب عينيه الوطن لما تكرست الأنانية وحب الذات الطاغية حالياً في مجتمعاتنا ، ولما تكدّست الأموال في أيدي قلة من الناس في المجتمع السوري ، ولما أنعدمت الطبقة الوسطى وأصبح المجتمع طبقتين فقط ، طبقة غنية متخمة أفسدها الترف وطبقة فقيرة معدمة ومسحوقة ، وكل ذلك بسبب الممارسات الأستبدادية والاستغلالية التي قام بها النظام البيروديكتاتوري ، وما نطالب به في هذه الفسحة من الحديث أن تشارك هذه الطبقة المترفة في النهضة الإقتصادية و الإجتماعية والتي يتبعها نهضات عمرانية وثقافية من خلال دعم الكفاءات والعقول الوطنية المتميزة التي تهجر وطنها وتساهم في النهضة العالمية، وأن تقوم بإستثمار المال بمشاريع وطنية كي يعطى للعقل حريته ويطلق عنانه في سماوات العلم ،ويفك أسره من القيود المفروضة عليه من قبل السلطة الأستبدادية والعادات والأعراف البالية .
فأغلب المفكرين لا تنقصهم الشجاعة ولكن ينقصهم المال لكي يساهموا في نهضة البلاد وتغيير أحواله بشكل تدريجي ، والمساعدة في إقامة بعض المشاريع الإنتاجية الصغيرة والقضاء على البطالة ، ومساندة الأحرار السوريين ودعمهم في ثورتهم على جبروت الظلم والطغيان، والعمل على المطالبة بتحرير الحياة السياسية من القيود المفروضة عليها من عدة جهات وأهمها السلطة الحاكمة والجهل المخيم والمعشش في رؤوس وقلوب الناس ، ولن يتم ذلك إلا بخصخصة الإقتصاد والوصول بالإقتصاد السوري إلى مصاف الدول المتقدمة ،ودعم المنتديات الثقافية وتنشيط الحركة الفكرية الإبداعية الوطنية وإنشاء الصالونات الأدبية وتكريم المتميزين دورياً.
ولا ننسى دورها في إنشاء جمعيات خيرية كي تعيد ثقة الناس الفقراء بدور الإقتصاد في إنعاش وإحياء المجتمع الأهلي وجعله لبنة أساسية في المجتمع المدني الحديث ، والإعتماد على المعايير الدولية والقواعد التي أتبعت في فترة الخمسينات وخلقت دولة المؤوسسات والقانون التي لم تضاهى في ذلك العصر ، والتي وقفت في وجه أخطاء الوحدة بين سوريا ومصر، وخصوصاً إنشاء الأنظمة المخابراتية وبناء الدولة الأمنية ، فقام الأقتصاد الوطني الحر وقض مضجعها وحاصر دولة الخطأ التي تحولت الى دولة مهمتها كتم الحرية بأبسط صورها ،وما نتمناه اليوم أن يقف رأس المال الحر وقفة عز وفخار في وجه مسيرة الحكومة ونهجها الخاطىء ، وأن تقوم بمشاريع صحية وخدمية وتؤسس جمعيات لحقوق الإنسان وتطالب بتدريس حقوق الإنسان في المناهج الدراسية ، والإستفادة من الأبحاث التي يقوم بها الطلبة في الجامعات السورية من خلال جعلها نواة لمشاريع إنتاجية كما في الصين واليابان والدول المتقدمة .
ونطالب الأحزاب المعارضة وصاحبة الرأسمال الضخم أن تأخذ الوطن غايتها وتستثمر أموالها في الداخل شاء النظام أم أبى ،لأن لها الحق في بناء وتطوير بلدها و أن يكون الوطن غايتها العظمى لا الغنى والترف ، وأن تقوم هذه الأحزاب على إيفاد الطلبة المتميزين على نفقتها وتهيأتهم ليكونوا نواة التغيير والإصلاح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس


.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على




.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل


.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو




.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين