الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات ساخرة 4 : القفة والجلالب والقوالب !

ميمون الواليدي

2020 / 5 / 31
الادب والفن


يوميات ساخرة ( 4 )
القفة والجلالب والقوالب !
مع بداية كل رمضان ، تطفو على السطح " أعمال الخير " و البر والإحسان " وتوزع " الإعانات " وتكثر " موائد الرحمان " و وجبات الإفطار وتحقير الإنسان !
مئات الجمعيات والمنظمات تنصب الخيام في الساحات والميادين لتطعم محتاجين يتساءلون كل مرة من أين تأتي تلك الأموال !
العقل والمنطق يقولان ؛ لو أن من يملك كان فعلا طيبا وكريما ومعطاء وقنوعا وشريفا ، ماكان ليملك ! وبالتالي فإطعام المسكين سيتبعه لامحالة ذبح بالسكين ، فلا شيء مجاني في بلاد المسلمين . ومقابل كل قالب سكر يتسلمه المواطن يعني أن " قوالب " من نوع آخر في انتظاره . في بلاد الماروك تتعد القوالب والنتيجة واحدة ، ركوب ظهر الكبار و " تدحيش الصغار " ونهب الثروات واطعامنا الفتات !
هذا العام وعلى غير العادة ، قررت وزارة الداخلية ومن يقف خلفها ، منع توزيع " قفة رمضان " ، وحرمت بذلك الكثير من الجمعيات المدعوة بالخيرية من الاستمتاع بالسيلفيات وهي تمعن في إذلال المفقرين . وقيل أن السبب هو اقتراب موعد الانتخابات و الخوف من من استغلال الأمر لحشد الناخبين .
طبعا هذا اعتراف ضمني بأن الانتخابات في بلاد الموغريب مرتبطة بالمال والمساعدات وشراء الذمم والولائم وكذب العمائم .
عندما يتعلق الأمر بمسرحية الانتخابات والبحث عن الأصوات، فلا فرق بين الإسلاميين باعة صكوك الغفران وبين مدعي الحداثة من حفذة الزعران .
عندما ينشر " زعيم " حزب يدعي العلمانية صورة له بمكة لأداء العمرة من أموال الشعب ، أو صورة من مكتبه وهو يصلي موليا وجهه جهة البيت الأبيض ، فلا يحق له بعد ذلك أن يتهم الاخونج باستغلال الدين في السياسة ، ماذا تكون هذه الصور غير استغلال لمعتقدات العامة قصد النصب عليهم.
لهذا تجد أغلب السياسيين ينزعون السترات و ربطات العنق في رمضان ويرتدون الجلابيب تعبيرا عن الورع والتقوى وقوة الإيمان.
إذا كانت الداخلية ترى أن توزيع المساعدات يخدم أجندات سياسية فلم لا تمنع " قفة " ماتسمى مؤسسة محمد الخامس للتضامن ؟ فهي تخدم أيضا أجندة معلومة ! ولأن وزارة الداخلية مجرد كاتب ضبط لدى آخرين ؛ فستستمر القفة الممولة أصلا من جيوب المواطنين في التدفق !
المواطنون لا يطلبون صدقة ، ولا رغبة لديهم في التعرض للاذلال خصوصا أمام عدسات التلفزة التي تنقل كل شيء . إنهم يريدون حقهم في الفوسفاط والمعادن النفيسة والسمك والغابة والتراب.
بغض النظر عن النوايا السياسية لكل الأطراف، وبغض النظر عن موقف المواطن ، والعياش منه بالخصوص والذي يمكن لكسرة خبز وعلبة سردين أن تجعله عبدا للأبد ، فإن المستفيد الأكبر من سياسة الجلالب والقوالب هذه هو مالك شركة السكر والشاي !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعرف وصايا الفنانة بدرية طلبة لابنتها في ليلة زفافها


.. اجتماع «الصحافيين والتمثيليين» يوضح ضوابط تصوير الجنازات الع




.. الفيلم الوثائقي -طابا- - رحلة مصر لاستعادة الأرض


.. تعاون مثمر بين نقابة الصحفيين و الممثلين بشأن تنظيم العزاءا




.. الفنان أيمن عزب : مشكلتنا مع دخلات مهنة الصحافة ونحارب مجه