الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاحتلال وفهمه للديمقراطية..

غالب العاني

2020 / 5 / 29
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


Gesendet mit der GMX iP
خاطرة من المانيا..17.
الاحتلال..وفهمه .. لبناء الديمقراطية..،.!
د. غالب العاني/ 29. 5. 2020...

يقال، كان احد الأهداف والغاية من الغزو الإنكلو/ أمريكي واحتلال العراق عام 2003 هو إنهاء النظام الدكتاتوري وبناء نظام ديمقراطي .وكانما تبنى الأنظمة الديمقراطية على انقاض الأنظمة الدكتاتورية بسهولة وفي جرة قلم...
يا للعقليات الغازية المتخلفة.!!
يريدون حصر الديمقراطية في قالب جامد خاص خارج عن الزمان والمكان. ( ديمقراطية المكونات المحاصتية)..مضللين وخادعين الرأي المحلي والعالمي، مثلما خدعوا العالم
بقولهم؛ العراق يملك أسلحة الدمار الشامل..وكانت حجتهم
الكاذبة لغزوه..والتمهيد لبناء النظام الديمقراطي به،
متجاوزين بذلك الحقائق التي تقول بان النظام الديمقراطي هو
حصيلة خبرة وتراكمات ثقافية/ اجتماعية/ سياسية/ اقتصادية..

فالتجارب التاريخية تحدثنا مثلا ؛
لماذا لم تنجح الديمقراطية في المانيا بعد الحرب العالمية
الأولى ، ولماذا انتخب الشعب الألماني الحزب الاجتماعي الاشتراكي(النازي) بقيادة هتلر.
الحزب المعادي أساسًا للديمقراطية..
هنا يجب البحث في فحص العلاقة بين الدولة والمجتمع وبين نظام
الحكم وما هي الثقافة السياسية السائدةفيه.
وتوصلوا الى حقيقة مفادها؛
انه لا يمكن فرض نظام ديمقراطي على مجتمع تغيب فيه الثقافة الديمقراطية وقيمها ومبادئها الأساسية مثل؛
الحرية والعدل والمساواةوالمواطنة والتعددية ( ليس التعددية المكوناتية التي أسست المحاصصة السياسية المقيتة)، وحقوق الانسان المرسخة في المؤسسات الاجتماعية والثقافية والسياسية والدينية،
بدءبالاسرة والمدرسةوالجامعةوالنقابة ومؤسسات المجتمع المدني
والأحزاب السياسية.
وهكذا تكتسب النظم الديمقراطية شرعيتها في الانتخابات الحرة النزيهة وتقوم بدورها بالحفاظ وحماية الحريات العامة والخاصة وحرية الأديان والمعتقدات والأمن والممتلكات
وحقوق الانسان.
فالشرعية في النظم الديمقراطية مصدرهاالانتخابات الحرة النزيهة التي تجمع الأغلبية
والأقلية معا.
فان ممارسة الفرد للحرية هي تعبير عن انسانيته الفطرية ، وان
الحريات الشخصية والعامة هي حريات طبيعية يولد بها الانسان
ولا يستمدها من الدولة التي وظيفتها التنمية وخدمة الانسان والمجتمع على كل المستويات الخدمية الضرورية ( صحة، تعليم، معيشة ، بنية تحتية ، بيىة نظيفة الخ) وحماية الوطن.
وان النظام الديمقراطي يؤكدها ويرعاها .. وبودي ان اجزم بان حرية الشخص تنتهي عند النقطة التي تبدأ فيها حرية الشخص الآخر...
وكما جاء في المقولة؛
( الحرية ، هي ادراك او وعي الضرورة).
وكذا الحال فيما يتعلق في حماية حرية وحقوق اتباع الديانات و القوميات المختلفة.
وبعد 17 عاما من الاحتلال وحكم دكتاتورية الأحزاب الإسلامية وأذرعها المليشياوية التابعة لتوجيهات ولاية الفقيه
المعادية للديمقراطية والحرية ومصالح الشعب الحياتية .
فالنظام العراقي ليس نظامًا ديمقراطيًا، هو نظام محاصصة سياسية / دينية / إثنية / عشائرية / مافيوية يتخبط في منظومات مستنقعات الفساد واللصوصية والتبعية،
نظام فاقد
للاستقلالية والقرار السياسي العراقي الوطني ، بل فاقد لكل القيم الحضارية...
لقد شيد هذا النظام على قاعدة المحاصصة السياسية الدينية/ الاثنية على انقاض حكم الجزب الواحد الدكتاتوري الذي تحول الى حكم العشيرة وأخيرًا الى حكم العائلة ...
،وكانت على راس منهج الحكام الجدد قضيتان أساسيتان هما؛
الثأر ، والانتقام ، وليس بناء النظام الديمقراطي الموعود...
وهكذا جاء قانون اجتثاث البعث ليؤسس لنظام حكم فاشي ينتهك جميع حقوق الانسان الأساسية و القانون الدولي الإنساني وحرق الأخضر مع اليابس، ثم لحقه قانون (4 ارهاب)، وحل الجيش العراقي والقوانين والإجراءات التعسفية المنافية لجميع القيم السماوية والوضعية..
كما ان هدر وسرقة اكثر من 850 مليارد دولار بسبب استفحال الفساد المالي والإداري مما خلق الظروف الموضوعية والذاتية لنشوء عصابات الإرهاب القاعدية وثم الداعشية
وما خلفوا من بؤس وجريمة وتهجير وسباية للآلاف من العراقيين الأصليين ( اليزيديين والمسيحيين إلخ) وتهجير الملايين من المناطق الغربية وسهل نينوى..
اضافة الى إشاعة الفقر والمرض والعوز وجيوش من الشباب والشابات العاطلين عن العمل.
وكنتيجة طبيعية لوضع الأغلبية العظمى من الشعب العراقي المأسوي البائس، جاءت انتفاضة ( ثورة) الأول من تشرين1 ، 2019
الشبابية/ الشعبية ضد العملية السياسية الفاسدة والعميلة برمتها ومن اجل التغيير الجذري رافعة شعارها الخالد:
؛ انزل، اريد حقي، اريد وطن.؛
ولم تبخل من تقديم المئات من الشهداء والآلاف من الجرحى والمعوقين والمعتقلين والمغيبين..
المجد والخلود للشهداء الأبرار..
والحرية للمعتقلين والمخطوفين...
والشفاء العاجل للجرحى والمعوقين....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو