الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فاعلون يستاؤون من زيارة وفد وزاري للرشيدية

علي بنساعود

2006 / 6 / 20
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


استاء العديد من الفاعلين المدنيين من إقليم الرشيدية بالجنوب الشرقي المغربي، بعد أن لم يتح لهم وفد وزاري، زار المنطقة، الفرصة للتعبير عن انشغالاتهم ومطالبهم لتجاوز الخسائر التي تكبدها الإقليم جراء الفيضانات التي ضربته مؤخرا... في حين أتاح ذلك لبرلمانيين لم يكلف أغلبهم نفسه عناء زيارة الضحايا ومواساتهم...

ومن جهته، أثنى رئيس الوفد محند العنصر، وزير الفلاحة والتنمية القروية والصيد البحري، على أجواء الثقة والهدوء التي تسود المنطقة رغم حجم الكارثة، واعتبر، في كلمة ألقاها بالمناسبة، أن هدف الزيارة هو "الاستماع لضحايا الفيضانات، ولاقتراحات مختلف الأطراف، في أفق وضع برنامج شمولي مندمج يأخذ بعين الاعتبار تطلعات الساكنة المحلية المتضررة".

هذا اللقاء، الذي تم عشية الجمعة تاسع ماي الحالي، بقاعة فلسطين بالرشيدية، هيمن عليه البرلمانيون الذين جاء أغلبهم للإسهاب في تحية أعضاء الوفد، كل واحد باسمه، ولشكرهم على تجشمهم عناء السفر!!!، وعلى المجهودات الجبارة التي تبذلها الحكومة الرشيدة...!!!، وخلاله، أعلن العنصر أن الحكومة رصدت مبلغا بقيمة 20 مليون درهم لإصلاح مخلفات الفيضانات التي ضربت المنطقة ما بين 25 و27 ماي الماضي... وأعلن عن استعداد الحكومة لدعم الساكنة المتضررة من الفيضانات، ولإعادة الثقة لها عبر تنفيذ برامج استعجالية موجهة لإصلاح الأضرار، وضمنها توزيع الأعلاف على بعض الكسابة الذين جرفت الفيضانات ممتلكاتهم، كما أكد أعضاء الوفد المرافق له أن هاته البرامج الاستعجالية ستليها برامج مندمجة موضوعة وفق رؤية تشاورية يساهم فيها كافة الشركاء...

أما توفيق حجيرة، الوزير المنتدب المكلف بالسكنى والتعمير، فأعلن أن الحكومة قررت إعادة إسكان جميع المتضررين، وإعانة أصحاب المآوي السياحية المتضررة في إعادة بناء مآويهم وفق معايير الهندسة المحلية العريقة... كما أكد أن زيارته للرشيدية وفكيك جعلته يكتشف أن هذه المنطقة تعيش كارثة أخرى، ألا وهي كارثة تراجع المعمار الأصيل، وزحف الهندسة التي أسماها "لقيطة" والمفتقدة لوثائق التعمير. أكثر من ذلك، أعلن أنه اكتشف أن مرزوكة كلها مبنية في سرير الوادي، وأننا الآن نؤدي ثمن الهجوم الفوضوي على المجال، وأن مسؤولية كل هذا تتحملها أجيال تناوبت على كراسي التدبير... لذلك فقد دعا إلى الاستفادة مما وقع، والحفاظ على تراث المنطقة، وجعل هذه الكارثة إشارة انطلاقة جديدة للإقليم...

أما أهم التدخلات التي استقطبت الاهتمام، والتي استحق بعضها تصفيقات القاعة، فكانت لمستثمرة أجنبية (فرانسواز) ولفاعلين مدنيين اثنين، الأولى فقدت مأواها بمرزوكة، ومع ذلك لم تأت لتطالب بالتعويض بل لتطالب بالإسراع في إخراج السكان/ الضحايا (وعددهم 700 ضحية) من الخيام لأنها لا تتناسب وحرارة المنطقة، وبإسكانهم في المدارس التي ستغلق أبوابها بمناسبة العطلة الصيفية، أو في المآوي التي لم تتضرر من الفيضانات، كما طالبت بالإسراع في مباشرة الأشغال اللازمة لتمكين السكان من مباشرة أعمالهم واستقبال ضيوفهم من السياح الذين يتوافدون على المنطقة صيفا، دعما لمخطط الحكومة القاضي باستقبال عشرة ملايين سائح...

أما المتدخل الثاني (بنعدو) فطالب بالالتفات إلى القسم الجبلي من الإقليم، بتشجيره، وإقامة حواجز تقي من انجراف الشريط الزراعي، للحيلولة دون هجرة جماعية للسكان تبدو نذرها في الآفاق، كما دعا إلى الإسراع في إنجاز وثائق التعمير وترحيل سكان حي تافراوت بالريش الذي اعتبره نقطة سوداء يجب تحويلها إلى مجال أخضر...

أما المتدخل الثالث (كبيري)، فدعا إلى أولوية الانكباب على تحديد أسباب ما وقع لتجنب تكراره...

وباستثناء برلماني واحد دعا إلى تقسيم الرشيدية إلى إقليمين، فإن باقي التدخلات تقاطعت في الدعوة إلى وضع استراتيجية لإخراج الإقليم من التهميش والإقصاء، وإقامة أسوار وقائية وسدود أخرى (أمسد، تمقيت...) لتخزين المياه والوقاية من الفيضانات، وإصلاح الخطارات والسواقي والطرق والمسالك، وإنجاز تصاميم التهيئة، وضم الرشيدية إلى وكالة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم وعمالات المغرب الشرقي، والاعتناء بالقصور التاريخية (أسرير، بوذنيب...) وتوفير فرص الشغل لتتبيث الشباب في مناطقهم والحيلولة دون هجرتهم...

وصبيحة نفس اليوم، قام الوفد الوزاري بزيارة لبوعنان وأخرى لمرزوكة. في الأولى، اجتمع بالسلطات والمنتخبين وفعاليات المجتمع المدني، وخلال الاجتماع تم جرد الخسائر المادية التي لحقت بالمنطقة، كما قدمت مطالب الضحايا التي لم تكن تختلف عن مطالب ضحايا الرشيدية، الشيء الوحيد المختلف كان هو احتجاج النائب أحمد السباعي الذي سجل "بكل أسف الانتقائية التي تعاطت بها الحكومة مع الكارثة"، حيث أولت، حسبه، "اهتماما لضحايا الرشيدية أكثر مما أولته لضحايا إقليم فكيك"، ودليله في ذلك الإعلام العمومي الذي غطى فيضانات الرشيدية وعتم على مثيلتها ببوعنان بإقليم فكيك...، وحيث تدخلت بالرشيدية مؤسسة محمد الخامس والهلال الأحمر المغربي وسواهما، بينما بقي ضحايا بوعنان يواجهون قدرهم مجردين من كل دعم عدا ما يتميزون به من إرادة وصلابة وتضامن..."

ومن جهته، قدم الكاتب العام لعمالة إقليم الرشيدية عرضا مستفيضا حول الخسائر المادية والبشرية الناجمة عن هذه الكارثة بمختلف مناطق الإقليم، وهي خسائر تتمثل في ستة قتلى وأربعة جرحى، وفي انهيار 282 منزلا ، 112 منزلا منها انهار كليا، والباقي انهار جزئيا، كما تضرر 27 محلا تجاريا.

وفي قطاع السياحة، انهارت تسعة مآوي كليا، وانهار عشرون مأوى جزئيا، وتضرر مخيمان اثنان...

أما خسائر القطاع الفلاحي فبلغت: 19.823.500 درهم، منها: 6.293.500,00 درهم كخسائر على مستوى المنتوجات الفلاحية والباقي خسائر على مستوى المنشآت الهيدروفلاحية...

وحسب نفس المسؤول، فإن الخسائر في قطاع الكهرباء كانت محدودة مقارنة مع حجم الأضرار، حيث لم تتعد 154 ألف درهم. أما في قطاع الاتصالات، فبلغ حجم الخسائر: 167.548 درهم، وفي قطاع الطرق بلغت التكلفة المالية التقديرية لإصلاح الخسائر 10.555.526درهم...

السؤال الآن هو متى تتحقق وعود الحكومة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متداول.. أجزاء من الرصيف الأميركي العائم تصل شاطئا في تل أبي


.. قطاع الطاقة الأوكراني.. هدف بديل تسعى روسيا لتكثيف استهدافه




.. أجزاء من الرصيف الأمريكي الذي نُصب قبالة غزة تظهر على شاطئ ت


.. حاملة طائرات أمريكية تصل إلى كوريا الجنوبية للمشاركة في تدري




.. طلاب فرنسيون يحتجون من أجل غزة بمتحف اللوفر في فرنسا