الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول وثيقة ” الحركة الشعبية لاجل فلسطين دولة علمانية ديمقراطية واحدة ” الصادرة في ٣ شباط ٢٠١٩.

عبد الرحمن البيطار

2020 / 5 / 31
مواضيع وابحاث سياسية



بِداية ، فإنّه ، ومن حيث المبدأ، ودُون الدُّخول في تفاصيل الحل كما طَرَحَته الوثيقة وحيثياته، فإن الحل المتمثل في بناء دولة ديمقراطية علمانية واحدة تقوم على مبدأ تصحيح الأخطاء التاريخية التي إرتكبتها الحركة الصهيونية وأعوانها من القوى الاستعمارية الغربية، بحق أصحاب البِلاد الأصليين مُنذ العام ١٩٤٨ وحتى تاريخه ، أي بالشعب العربي الفلسطيني ، بمكوناته الدينية والمذهبية والعِرْقية المختلفة ، وكذلك بشعوب البلدان العربية عامّة، وعلى الأخص تلك المُحيطة بفلسطين، ويقع على رأس تلك الأخطاء اللازم تصحيحها ، تلك المُتَمَثِّلة:
• باقتراف جَرائم التطهير العرقي بحق الجزء الاكبر من الفلسطينيين، وطردهم من ديارهم بإعمال أساليب الإرهاب البشعة ،
• وبالإستيلاء غير المشروع على ممتلكات المطرودين من أهل البلاد ،والتصرف غير القانونيي بها ، وبهدم القرى ، بعد تهجير سكانها ، وإقامة المستوطنات والسَّيطرة على الموارد الطبيعية
• وبتَعطيل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ، وعلى رأسها القرارين ١٨١ و ١٩٤ ، وإبقاء الجزء الأكبر من الشعب الفلسطيني الذي تم طرده من وطنه ودياره في غيتوات البُؤس والشقاء منذ العام ١٩٤٨ وحتى تاريخه، والمسماة “مخيمات اللاجئين”.
• وبانتهاج سياسات التمييز العنصري ، والتعسف والإضطهاد ، والملاحقة والحِصار والإعتقال ومصادرة الممتلكات ،..الخ تجاه الفلسطينيين ، اصحاب البلاد الأصليين ، داخل اراضي فلسطين التي تم الإستيلاء عليها في العام ١٩٤٨ ، وَكذلك تِجاه سُكان باقي أراضي فلسطين التي تم احتلالها في العام ١٩٦٧ .
• وبممارسة أعمال القهر والإحتلال أيضاً لأراضي وشعوب بلدان عربية أخرى غير فلسطين ، وعلى الأخص تلك المحيطة بفلسطين ، أي الاْردن وسوريه ولبنان ومصر.
وذلِكَ :
• بالإقرار بالأخطاء المرتكبة بحق الشعب العربي الفلسطيني ، والاعتذار عنها، وتفعيل حق عودة اللاجئين الفلسطينيبن الى ديارهم وإعادة مُمتلكاتهم لهم ،وَكذلك عَبر إعادة بناء القرى المهدمة ، وإعادة سكانها اليها بما فيهم الأحفاد
• وبإنهاء الإحتلال لأراضي فلسطين كلها بما فيها الأراضي التي تم الإستيلاء عليها في العام ١٩٤٨، وكذلك أراضي سورية ولبنان والاردن ومِصْر التي لا زالت مُحتلة، بِـما في ذلك تَفكيك المستوطنات المُقامة عليها، وإعادة الأراضي المحتلة لاصحابها.
• وبإعادة بناء العلاقات بين عرب فلسطين ويهود فلسطين الذين يشتركون في المعركة للتخلص من الصهيونية ونظامها وسياساتها العنصرية وذلِكَ على قواعد المواطنة المتساوية ، والإعتراف بالحقوق ، وعلى أساس إعمال سلطة القانون ،والعدالة التي تأخذ بعين الاعتبار الحقوق المكتسبة لليهود المُشاركين في النضال ضد الصهيونية العنصرية لإقامة دولة فلسطين الديمقراطية العلمانية الواحدة على كامل أرض فلسطين لجميع سكانها المُؤمنين بهذا الحل باٌعتباره الحل الوحيد الكفيل بإحقاق الحقوق لشعب فلسطين المسلوبه حقوقه، وإنهاء الظلم وتسييد قواعد القانون والعدالة .
وفي حَقيقة الامر ، فإن البيان الصادر عن الحملة الشعبية والمؤرخ في ٢٩ نيسان ٢٠٢٠، والوثيقة التأسيسية المشار اليها أعلاه ، قد أحدثت لدي رنيناً من نوع خاص ، وأثارت في الإنتباه والإهتمام .
لَمْ أعر كثيراً من الاهتمام لبعض الصياغات التي وردت في الوثيقة، ولا حتى لِمَن صاغها وأسماء الموقعين عليها ، فما جذبني فيها هو الفكرة ، ثم أسئلة من نوع :
• هل هذا ما يجب أن يناضل شعبنا من أجل تحقيقه ؟
• هل نحن بحاجة لاستراتيجية نضال وطني جديدة ، وهل اٌستراتيجية نضال شعبنا الجديدة يجب أن تقوم لتحقيق هذا الهدف ؟
• هل هذا هدف الدولة الواحدة واقعي ويمكن تحقيقه ؟ وهل يمكن للفلسطينيين بمختلف ألوانهم السياسية والفكرية الاتفاق على استراتيجية مبنية على هذا الهدف ؟
• ماذا نخسر اذا ما استبدلنا الاستراتيجية الراهنة القائمة على هدف تحقيق حل الدولتين على أساس اقامة دولة فلسطينية على حدود ١٩٤٨ ، وإعمال حق عودة اللاجئين ، باٌستراتيجية تقوم على النضال المشترك العربي اليَهودي لتحقيق الهزيمة بالصهيونية وكيانها العنصري الذي اقامته في فلسطين ، ولتحقيق اقامة الدولة الديمقراطية العلمانية على كامل ارض فلسطين للشعب العربي الفلسطيني ولليهود المناهضين للصهيونية والمُسْتعدين لمشاركة شعبنا لإنهاء الاحتلال ، وإعادة اللاجئين ، وإعادة مُمتلكاتهم المَسلوبة او المُصادَرة لهم.
• كيف يمكن الحفاظ على المكتسبات التي حققها النضال الوطني الفلسطيني حتى تاريخه ، وفِي نَفْس الوّقت العمل على تحقيق الدولة الديمقراطية العلمانية الواحدة على كامل أرض فلسطين لعرب فلسطين ولليهود اللاصهيونيين واللاعنصريين المُشاركين في النضال المشترك العربي اليهودي. هل يمكن تحقيق هذا التوافق ، وماذا نخسر / نكسب اذا لم يتم تحقيق التوافق ؟
• هل يمكن تفكيك المشروع الصهيوني في فلسطين أي تفكيك كيان الدولة الصهيونية ، وكَيفَ ؟
• هل يمكن إختراق المجتمع اليهودي في فلسطين ، وجذب واٌستقطاب كتل من مكوناته لتبني هذه الفكرة والعمل على تحقيق هذا الحل ، وكَيفَ يمكن تنمية هذه الكتل ؟
• كيف يمكن إقناع الفلسطينيين بأن هذا الحل هو الوحيد الممكن في ظل الظروف والأوضاع الفلسطينية والعربية والإقليمية والدولية القائمة ؟ وهل هو الحل الوحيد الممكن ؟
• وكيف يمكن إعادة بناء الموقف العربي من القضية الفلسطينية، ومن دولة الكيان الصهيوني العنصري ، ومن حل الدولة الواحدة ؟
• وماذا عن الشرعية الدولية ، وكيف يمكن إعادة بناء الموقف الدولي من القضية الفلسطينية ، ومِنْ حل الدولة الواحدة ؟
• وما هي الأضرار (أو المكاسب) إذا ما بقينا على الإستراتيجية القائمة ، فِلسطينياً وعربيا ؟
نعم ، تلك الاسئلة أُخِذَت تثور في ذهني وأنا أقرأ البيان أولا ثم الوثيقة بعد ايّام ، فواقع القضية الفلسطينية في الوقت الراهن ، وأوضاع منظمة التحرير ، بكونها انتزعت صِفة كونها ” الممثل الشرعي الوحيد ” بالنضال الثوري الشعبي الفلسطيني العربي وحتى الأُممي الذي أطلقته ، وعلى الأخص بعد العام ١٩٦٧ ،وأوضاع السُلطة الراهنة ، أقول هي أوضاع لا تَسُر ، ولا يَسُر أيضاً الأوضاع القائمة في البلدان العربية عموما ، أما الاوضاع القائمة في الإقليم في ظل التجاذبات التي تفرضها موازين القوى في الإقليم وفِي العالم ، فهي محفوفة بمخاطر واٌحتمالات مُتباينة وعلى الأخص في ظل الـتَغيير المتوقع في المَوازين الحاكمة لعالم اليوم في مرحلة ما بعد الكورونا.
إستقبلتُ تعليقات كثيرة على قيامي بتبني الفكرة وتعميمها ، ولأني فعلا أنظر للفِكْرة على أنها تستحق المداولة وإيلائها الإعتبار الذي يليق بها كفكرة جدية، فقد قُمتُ بتوزيعها على عشرات من الشخصيات العاملة في العمل العام داخل الاْردن وفِي فلسطين ، وفِي بلدان الشّتات ، وقد اٌستقبلت نحو ستين تعليقاً ، تتصل كثير منها بالأسئلة التي طرحتها أعلاه . وَوَجدتُ أن مُناقشة التعليقات من شأنها أن تُساهم في إغناء النقاش حول الفكرة . وسأتناول التعليقات في اليوميات القادمة دون ذكر أسماء من أدلى بها حفاظًا على الخصوصية ، وفِي ذات الوّقت ادعوا المهتمين للمساهمة في إثراء الحوار حول تلك الأسئلة، فالموضوع يهم الجميع ويستحق النقاش.
وللحديث بقية
عمان في الزمن الكوروني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أنس الشايب يكشف عن أفضل صانع محتوى في الوطن العربي.. وهدية ب


.. أساتذة ينتظرون اعتقالهم.. الشرطة الأميركية تقتحم جامعة كاليف




.. سقوط 28 قتيلاً في قطاع غزة خلال 24 ساعة | #رادار


.. -لن أغير سياستي-.. بايدن يعلق على احتجاجات طلاب الجامعات | #




.. هل يمكن إبرام اتفاق أمني سعودي أميركي بعيدا عن مسار التطبيع