الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقاسيم على مقام النيكوتين !!!

راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.

(Rawand Dalao)

2020 / 5 / 31
الادب والفن


( تقاسيم على مقام النيكوتين ! )

قلم #راوند_دلعو

_أمعك قدّاحة ؟

_ نعم ، و لكن لماذا ؟

_ أُريد أن أُشعِل القصيدةَ التي في رأسي و أدخّنها بجميع حروفها و خُطُوطها و نقاطها و منحنياتها و تفاصيلها و تَصَاويرها و قُصاصاتها و علامات ترقيمها و سُجُوعها و قُطُوعها و أوزانها و تفعيلاتها و قوافيها و جوازاتها و شُذوذاتها و جِناساتها و طِباقاتها و كِناياتها و اِستعاراتها و تصريعاتها و ترخيماتها و تفخيماتها و ترقيقاتها و بلاغاتها و مُبالغاتها و ركاكاتها و ثغراتها و ترقيعاتها !

أريد أن أملأ دماغي بنكهة تبغها و نِيكوتينها و أفيونها و مخدراتها و عقاقيرها و ( تُوبليكسيلها ) و مركَّباتِها و كفرها و إلحادها و تطرفاتها و إيماناتها و هَسْتَراتها و نبوآتِها و تنبُّؤاتها و شطحاتها و تصوفاتها و وجودياتها و مثالياتها و مادياتها و ماركسياتها و يمينياتها و يسارياتها و داروينيتها و داعشيتها و أصوليتها و رمزيّاتها و عُقَديّاتها و سلاساتِها و انسيابياتها و تكعيباتها و تربيعاتها و واقعيتها و خياليتها و كلاسيكيتها و إبداعيتها و حداثتها و تقليديتها ... !

أريد أن أسكَرَ برائحة حريقها و بريقها و ألقها و لُمَعِها و وهجها و جهجهتها و لَأْلَآتِها و شروقها و أضوائها و جموحها و شذوذها و إشعاعاتها و بزوغاتها و غروباتها و أطلالِها و إِطلَالَاتِها و طلائعها و مواكبها و طلعَاتها و نزلاتها و منحدراتها و تضاريسها و وعوراتها و طرقاتها و أنهارها و بحورها و بحيراتها و غاباتها و عصافيرها و فراشاتها ....

أريد أن أتنفس أرجواناتها و بنفسجياتها و فوسفورياتها و فيروزياتها و مرمراتها و رمادياتها و بنياتها و سوداوياتها و نصاعاتها و أقواس قزحياتها و عوسجاتها و ياسميناتها و فُلّاتها و غاردِيْنياتِها و سنونواتها و ببغاواتها و كناريّاتها و بلبلاتها و طاووسياتها و عنجهياتها و تبختراتها و ألوانها و تألُّهاتها ....

أريد أن أُحلِّقَ سابحاً في دخاناتها و سديماتها و سحاباتها و غيماتها و غباراتها و انفجاراتها و كويكباتها و كواكبها و مجراتها و مذنباتها و شهبها و قمراتها و نجماتها و فضاءاتها و فراغاتها و أبعادها و مداراتها و لاهوتها و فلسفاتها و تفسيراتها و شروحها و اختصاراتها و تآويلها و تصاريفها ....

أريد أن أَدرُس رياضياتها و علومها و فيزيائها و كيميائها و غازيَّتها و سائليّتها و صلابتها و بلازمِيَّتها و ناقليّتها للكهرباء و عازليّتها و جاذبيتها و نسبيتها و تحريضيتها و كهرطيسيتها و ليزريتها و ميكانيكيتها و موجيتها و جسيميتها و كوانتيتها و تحت ذَريتها و كواركيتها و ديناميكيتها و هيدروليكيتها و فولتيتها و كمونيتها و استطاعتها و فاعليتها و سرعتها و تسارعيتها و كمية حركتها و مسافتها و زمنيتها و ثوابتها و متحركاتها و جيبها و تَجَيبِها و ظلها و تظلِّها و مثلثاتها و مخمساتها ....

أريد أن أمرض بزكاماتها و سعالاتها و عطاساتها و إنفلونزاتها و رشحها و ربوها و سلِّها و التهاباتها الرئوية و كوروناتها و كوفيداتها ...

ثم أريد أن أموت شهيداً مخنوقاً بسرطاناتها و ( شحّاراتها ) و أول أوكسيد كربوناتها و تفاعلاتها و سباعي فوسفات زنكاتها و زرنيخاتها و حمض كبريتاتها و أوكسيدات ماءاتها و هيدروكسي صوديوماتها و انفجاراتها و قنبلاتها و نووياتها و هيدروجينياتها ...

أريد أن أعيشها سحبة سحبة ... قبلة قبلة ...شفّة شفّة ... قحبة قحبة ... عاهرة عاهرة ... لذة لذة ... نَفَساً نَفَساً ... شهيقاً شهيقاً ... زفيراً زفيراً ... أوكسجيناً أوكسجيناً ...

ثم أريد أن تدفنوني ما بين سَحرِها و نَحرها و شمالها و جنوبها و شفتيها و خدودها و ذراعيها و أحضانها و أحشائها في قعر علبة سجائر كوبيّة من حروفي الثورية الأرزيّة الياسمينية الدمشقية البيروتية الحمراء ...

لأكون يا سادتي ، سيد المُكَفَّنِيْنَ الشهداء و أطهر الملاحدة الأنبياء !

_ ثم أعطاه صاحبنا القداحة .... و بدأت تشتعل في رأسه القصيدة ، إلى أن احترق بها ...

ثم مات في أحضان القصيدة !
●●●

الهامش القصيدة :

لا تقل لي بأن المذكر لا يجمع جمع الإناث ...

ففي شعري أعدت ترتيب البيت الأدبي

و أحرقتُ كل الأثاث ... !
●●●

الهامش الحقيقة :

بعد أن فهمت الحياة ... صرت أبحث عن قبور المنتحرين ... كي أتبرك بهم و أصلي عليهم !

#راوند_دلعو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | الفنانة اللبنانية هبة طوجي في حديث عن الأولمبيا وز


.. شاهد: -ربما يتحركون لإنقاذنا-.. شابة غزيّة تستغيث بالغناء فو




.. عمل ضجة كبيرة ومختلف.. أحمد حلمى حكالنا كواليس عرض فيلم سهر


.. بتهمة -الفعل الفاضح- والتـ.ـحرش.. شاهد أول حديث لسائق أوبر ف




.. من هو نجم العراق الأول اليوم؟... هذا ما قاله الفنان علي جاسم