الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برقة، موطن عمر المختار، الدولة العربية المغيبة!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2020 / 6 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


منذ 71 سنة، وفي مثل هذا اليوم 1 يونيو، أعلن البرقاويون، سكان شرق ما بات يعرف بليبيا اليوم، بزعامة أميرهم (السيد إدريس السنوسي)، استقلال بلادهم (برقة) وإقامة دولتهم المستقلة تحت اسم (إمارة برقة العربية) وهي دولة بكل مقومات الدولة، إذ كان لها دستور ولها برلمان ولها حكومة ولها أمير ولها عاصمة هي (بنغازي) ولها جيش تحت اسم (قوات دفاع برقة) ولها نشيدها الوطني(*)، ولم يكن ينقصها غير جمع الاعترافات الدولية وهو ما بدأ رئيس حكومة برقة آنذاك السيد (عمر باشا الكيخيا) بالسعي إليه من خلال ارسال البرقيات للمجتمع الدولي، ولكن، وخلال السعى لجمع الاعترافات الدولية، كان الوفد الطرابلسي بزعامة (الشيخ ابو الاسعاد) قد جاء يسعى من (طرابلس) إلى عاصمة برقة (بنغازي) سائلًا السيد إدريس انضمام الطرابلسيين في مشروع هذه الدولة ليكون أمير برقة ملكًا للبرقاويين والطرابلسيين جميعا(**)، ومن هنا توقف مشروع دولة برقة لصالح مشروع دولة ليبيا المتحدة، خصوصًا أن بريطانيا وإيطاليا كانتا تدفعان بإلحاح في إتجاه بقاء دولة ليبيا التي أنشأتها ايطاليا عام 1934 بنفس الشكل والحدود والاسم!!، ولكن في ظل نظام ملكي اتحادي فيدرالي، وهو ما تحقق بعد عامين من اعلان استقلال برقة أي في عام1951.
والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم هنا هو كالتالي: هل نجح ذلك الاتحاد في تحقيق طموحات وأحلام سكان القطرين الشقيقين (برقة) و(طرابلس الغرب)!؟ أم كانت النتيجة مخيبة للآمال!؟، هل بعد أن استغنى البرقاويون عن هويتهم الوطنية البرقاوية ومشروع إمارتهم واستغنى الطرابلسيون عن هويتهم الوطنية الطرابلسية ومشروع جمهوريتهم لصالح الهوية التي اختلقتها ايطاليا لهم وهي (الهوية الليبية) تمكنا أن يندمجا بالفعل في هذه الهوية الجديدة (المختلقة) بالكامل واقامة دولة ناجحة على أساسها وتكوين أمة وطنية كريمة تحت اسم (الامة الليبية)!؟، أم أن الواقع يقول عكس ذلك!؟، واذا فشلنا في تحقيق ذلك فما هو الحل العقلاني اذن!؟ فك الارتباط وانهاء هذا المشروع السياسي الفاشل!؟ أم اعادة بناء هذه الدولة والأمة بشكل عقلاني رشيد ونحاول النهوض من جديد!؟، هذا هو السؤال الجاد الذي يبحث عن جواب شجاع!.
**********
الهامش
(*) للاستماع لنشيد برقة الوطني على الرابط التالي : https://youtu.be/frDfYwTVRIA
(**) في ذلك الوقت اي قبل تكوين المملكة الليبية المتحدة وبعد أن تمكن الشعب البرقاوي من اقامة دولته تحت اسم (إمارة برقة) بزعامة السيد الأمير(ادريس السنوسي)، كان الطرابلسيون، أي سكان غرب ليبيا اليوم، يتخبطون في صراعاتهم الاجتماعية والجهوية الداخلية عاجزين عن ايجاد زعيم لهم، لذا قرر بعض العقلاء والزعماء الطرابلسيين وعلى رأسهم زعيما حزب المؤتمر الوطني الطرابلسي السيد بشير السعداوي والشيخ أبو الأسعاد العالم الرحيل لعاصمة برقة مدينة بنغازي لمبايعة أميرها السيد ادريس السنوسي ليكون أميرا وملكا للقطرين ، القطر البرقاوي والقطر الطرابلسي، فقبل منهم أمير برقة هذه البيعة ولكن دعاهم إلى تشكيل لجنة وطنية اولا لوضع الدستور الاتحادي وهو ما كان، وهكذا تأسست دولة ليبيا المتحدة بنظام ملكي واتحادي برلماني وفيدرالي بدستور يجمع بين ثوابت الهوية العربية والاسلامية والروح الليبرالية التي تمثلت في صيانة الحقوق الفردية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو