الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمريكا لاتجيد العلاقات الدولية الحسنة !

طاهر مسلم البكاء

2020 / 6 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


عندما كانوا يلهون بحرق بلداننا ،وقتل اطفالنا بأحدث مايملكون من أسلحة على الأرض ،كنا دائما ً نتسائل وبقوة :هل تعلم شعوبهم كل هذا ،وهل هي راضية بهذه المجازر؟
أمريكا عار الأرض ،تسيدت الدنيا فبثت الخوف والقتل والحروب والحصارات والرعب على البشرية المسستضعفة ، والتي لم تكن من عداد قوة جيشها في الموازين العسكرية ،مثل العراق وافغانستان وليبيا وسوريا واليمن وفلسطين وماشاكلها ،لم تكن هذه الدول تجاورها او تشاطئها ،بل كانت تبعد عنها آلاف الكيلو مترات ،ولكنها أختارت ان تبرز فحولتها وهول تدمير اسلحتها ،ومقدار ماتكتنزه من حقد على هذه الدول مستغلة ضعفها في التسليح العسكري .
ورب قائل ان أحداث 11 سبتمبر حصلت على الأرض الأمريكية وكانت مهولة للشعب الأمريكي ، ولكن حتى لو كانت هذه المأساة قد حصلت وانها غير مفبركة من جهات داخل المجتمع الأمريكي ،فأن القائمين بها كانوا معروفين وبالأسماء ولم يكن أي منهم من هذه الدول ،بل أغلبهم من حلفاء أمريكا التي لاتزال تحتفظ بعلاقات منفعة معهم حتى اليوم .
أغرب تصرفاتها الأنهزامية :
لقد تصرفت بأنهزامية وجبن في منازلاتها مع ايران ، فهي لم تواجه أيران مواجهة مباشرة وتتهرب من ذلك ،وفي نهاية عام 2019 وفيما كان العالم يحتفل بأعياد الميلاد المجيد ، كرّ ترامب على فريسة أمريكا القديمة الجديدة ،العراق وكأن أمريكا لم تشبع من الدم العراقي ، ولم يرضها الخراب والفساد الذي خلفته فيه، وعالمها الجديد الذي بشرت به وأرادت للعراقيين ان يعيشوا في أجواءه ،عادت لتبطش بمئة أصابة بين شهيد وجريح كهدية أمريكية للعراقيين بأعياد الميلاد ، ولاعجب فأمريكا لم تتقن في بلادنا سوى فن الموت والدمار ونهب النفط والثروات العراقية .
والغريب في الأمر ان قادة أمريكا صرحوا بعد الأعتداء الآثم و بصوت عال ٍ :
ان ضرب العراق هو لأستعادة قوة ردع أيران ، ولتحذيرها ،فهل هناك جبن ونذالة أكبر من هذا ؟!
ان سلطات امريكا كانت تملك الأعلام والقوة التي تجعل المواطن الشريف في المجتمع الأمريكي يرى فضائع أمريكا في هذه البلدان دون ان تصدر عنه حتى هزت رأس ، وهكذا هي دول حلفها الملعون الذين دمروا بلداننا وقتلوا أهلنا .
امريكا سبب في انتشار التسلح في العالم :
نستطيع ان نجزم ان مافعلته امبراطورية امريكا منذ اعتلائها عرش الأنفراد بالعالم وحتى الآن هو مقدمة لما حصل وسيحصل من حروب كارثية ومن توسع في التسلح الحربي المنوع ومنه النووي على امتداد كرتنا الأرضية ،فالرئيس الكوري الشمالي عندما ينظر الى مصيري الرئيسين العراقي والليبي اللذان صدقا الوعود الأمريكية والغربية مقابل تدمير اسلحتهما ،لايمكنه بحال من الأحوال ان يصدق الوعود الأمريكية المعسولة حتى ولو كانت على لسان رئيس امريكا نفسه .
وايران التي تشعر ان الأدارة الأمريكية تريد رقبتها بأي ثمن ، كيف لها ان توقف صناعة الصواريخ أو تلغي الطموح النووي .
وفلسطين التي اعتبرتها قيادات الأمبراطورية نزهة وألعوبة تتصرف تجاهها كيفما تشاء ،منحازة بصورة مطلقة للصهاينة وهي تدعي انها وسيط وحكم ،وغششت الفلسطينيين لسنوات طويلة منذ اوسلو عام 1993 وحتى الوقت الحاضر ،وقد تكون الغشاوة بدأت تنجلي، ويعود الفلسطينيون عن الأحلام الوردية الفارغة الى مبدأ الكفاح المسلح ،" وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ..."
وتدور الدوائر على أمريكا :
اليوم يشاهد العالم أمريكا تتجرع مرارة الهزائم الواحدة تلو الأخرى ، فمن صراعها مع الصين التي ترى نفسها فيه مهزومة لامحالة ، فالهزائم الأقتصادية وبداية انهيار الدولار كعملة موحدة للعالم ،والذي كان يتيح لها غش الآخرين حيث تطبع النقود بدون اي رصيد ذهبي له، إنها تسود العالم بالورق فقط ، ثم هزيمتها ورئيسها الكذاب شر هزيمة أمام فايروس كورونا ،والآن لايمكن أن نتصور في عالم اليوم الذي هو عالم أمريكا ،أن تقوم دولة من دول الأرض بمهاجمة أمريكا وإلحاق الأذى فيها ، ولكن أمريكا هوجمت هذا اليوم في عقر دارها وشاهد العالم كيف انها تحترق ويحاصر رئيسها تاركا ً مناضراته الأنتخابية ليختبئ في أقبية سرية داخل البيت الأبيض ،تحترق أمريكا بيد شعبها أمام أنظار العالم ،بينما يختفي رئيسها كجرذ هارب في أقبية البيت الأبيض هاربا ً من غضب شعبه، وليس من سواه !
ان منظر أمريكا المحترقة وسيطرت عتاة السراق والفوضوين على الشارع الأمريكي يذكرنا بصور لمافعلته أمريكا في بلادنا ،وماتجرعناه من مرارة في حربين طاحنتين جرت رحاها على ارضنا ،أستخدمت فيها أسلحة محرمة نالت من المدنيين العراقيين أثناء المواجهات وبعدها ،كأستخدامها اليورانيوم المنضب وغيره .
الحصار سلاح قذر :
ان الحصار هو حرب اقتصادية ،تنال قسوتها الشعوب أكثر مماتناله من المسؤولين ، والحرب الاقتصادية والحدّ من حرية التجارة سلاح ذا حدين ،سوف توجه للاقتصاد الأمريكي ضربة قاصمة، بل ومن الممكن أن تتسبب في أزمة اقتصادية طاحنة جديدة،تؤدي بالنتيجة الى كساد كبير شبيه بالذي عانت منه الولايات المتحدة الأمريكية في ثلاثينات القرن الماضي .
لماذا ظهرت أمريكا لاتجيد العلاقات الدولية الحسنة ،الخالية من العسكرة والحروب والقتل والخراب ، والتي لاتؤدي إلا ّ الى المزيد من انهيار اقتصادها وقتل جنودها ؟، لقد كان ترامب ينتقد بشدة من سبقوه من الرؤساء لخوضهم حروب مكلفة فعلت فعلها في اقتصاد البلاد ، ولكنه شيئا ً فشيئا ً سار على خطاهم وأخذ يفرض الحصارات ،ويوزع الوعيد بالويل والثبور يمينا ً وشمالا ً :
" أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاء عَلَيْهِم مِّدْرَاراً وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِين "... آية 6 سورة الأنعام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة