الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل من مصداقية للولايات المتحدة الأمريكية والعنصرية بداخلها.؟ .

أحمد كعودي_1

2020 / 6 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


موجة الغضب ،التي تعم جل مدن الولايات المتحدة ، لخمس ليالي على التوالي،وذلك إلى حدود يوم الأحد( ٣١ مايو/أيار)، أتت هذه المظاهرات على إثر وخلفية ، مقتل المواطن الأمريكي، ذي الأصول الإفريقية ؛"جورج فلويد"، في مدينة" مينابوليس" على يد شرطي أبيض ،وبطريقة بشعة ومذلة ،خنقه بجزمته ،والضحية يستغيث، ويتوسل إليه بأن يسمح له؛ بالتنفس والشرطي؛ ببرودة دم غير مبال ، بصرخاته ، تاركا إياه ، إلى أن لفظ أنفاسه ،المشهد المقزز الذي حظي بعشرات الملاين من المشاهدين ، عبر وسائل؛ التواصل الاجتماعي والقنوات الاعلامية في العالم الحدث ليس الوحيد ولن يكون الأخيرفي الولايات المتحدة الأمريكية ، و الإدارة الأمريكية بشكلها الطبقي كتعبير عن الليبرالية المتوحشة ، معروفة ،بسجلها الحالك في حقوق الانسان من استئصال واجتثات للسكان الأصلين : الهنود الحمر؛ واحتلال أراضيهم ،استعباد"(العمال المستقدمين من إفريقيا ما أطلق عليهم البريطانيون؛ "العبيد الزنوج" والذين أصبحوا بعد الحرب الأهلية ونضال حركة مارتن لوتير، يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية بالرغم من أنهم يشكلون ١٣% من السكان ،وكانوا في الصفوف الأولى للحرب التي خاضت أمريكا ،في كذا مكان ،وتصدروا المراتب الأولى عالميا، في ألعاب القوى وتألقوا في الفن الموسيقي والرقص ،بالرغم من كل هذا لا لا يتمتعون لا بالمواطنة ولا المساواة ولا العدالة غير واردة في قيم وثقافة النخب السياسية والمالية ذات البشرة البيضاء و القابضة على الحكم ويرجع ذلك على الأرجع منذ اكتشاف "كريستوف كولومبوس" للقارة الأمريكية ، إذ لا زالت العنصرية والعبودية والاستغلال والنهب ، هي ما يطبع المجتمع الأمريكي الطبقي المجسد، للنظام النيوليبرالي، وإلا كيف نفسرأن ٣/٤من المعتقلين في السجون الأمريكية ، من الأقليات الإثنية ، من أصل إفريقي أو أمريكي لا تيني ، و أن ٤٠ مليون أمريكي عاطل عن العمل أثناء جانحة كورونا من الأقليات المذكورة ،وكيف نقرأ أن وباء كرونا؛ حصد ٦٤% من الأمريكيين؛ من الأصول المذكورة سالفا ،ونتسائل أين يمكن وضع تغريدات وتصريحات "دونالد ترامب العنصرية والمتناثرة والتي يجاهر بها على الملأ؟ ؛لكم أن تتذكروا ما قاله وبكل؛ صلافة ووقاحة ؛لمحطة (سي إن إن) في حق ؛ أربع عضوات من الكونغرس العام الماضي، من أصول أجنبية (إلياس برسلي ،إلكسندريا أوكاسيوكوتير ،إلهام عمر، رشيدة أطليب ) ، حين انتقدن سياسته تجاه الاطفال اللاجئين المكسيكين، واعتراضعن على مواقفه من الدعم اللامشروط لإسرائيل ،فكان رده لا يليق برئيس دولة في العالم الثالثة وفي غاية من العنصرية :" اكففن على انتقاد سياسة الولايات المتحدة ،وإسرائيل، واعتذرن؛ للشعبين الأمريكي و" الإسرائيلي" وإلا الرجوع إلى بلدانكن الأصلية ،) حسب تصريحه ،على فرض، أن ما صرح به الرئيس الأمريكي بشأن عضوات الكونغريس؛ حدث في دولة أوروبية أو أسيوية لأقيل رئيسها على الفور، وأحيل على القضاء ولكن بالرغم من احتجاج رئيسة "الكونغريس" والنواب الديمقراطين، -وصمت الجمهورين-، الحدث مر وكأنه لم يكن ،تصريح أخر، أدلى به لوسائل الإعلام الأمريكية أثناء الحملة الانتخابية منطوقه :"إنه يفضل مهاجرين يأتون من دول بيض كدولة النرويج ،بدل أن يأتينا من دول حثالة؛ كإفريفيا والسلفادور " ،انتهى تصريح الرئيس الأمريكي ،ترى ماذا ترك مثل هذا الرئيس، لرجال الشرطة ذوي البشرة البيضاء، من كراهيية و تحريض على العنف على ذوي البشرة السوداء ، سلوك ومزاج مثل هذا ، يكشف عن الوجه البشع ، للإدارة الأمريكية والمجتمع على حد سواء –عن الميز العنصري و التباين الطبقي والعرقي ، العنف البوليسي المتأصل في الدولة والمجتمع الأمريكي ، يأتي حادث "مينيابوليس"، ليوم الاثنين ل٢٥ أيار مايو، ليفجر توثر وغضب متراكم ، لعدة عقود إن لم نقل لقرون ، يعاني فيه الملونين ؛ من عنصرية مقيتة ،فكلما مرة ، يقتل فيه "السود" الأمريكيين، على يد الشرطة ؛إلا وينحاز القضاء-المفترض فيه العدالة هي الأصل- ،إلى المتهمين ؛ضباط الشرطة البيض ،بتخفيف الأحكام عنهم إقالتهم ، أو تبرأتهم؛ من جريمة القتل العمد، وقد تسائلت "الواشنطن بوست"؛ماذا لو حصل هذه الأحداث في الدول الأوروبية"؟ في إشارة على ما يبدو لسلسلة من الأحداث أبرزها ، فيما عرف بانتفاضة "لوس إنجليس في ٩أبريل ١٩٩٢ ،والذي ذهب ضحيتها ٦٤ مواطن أمريكي معظمهم من أصل إفريقي ولا تييني ، انتفضوا على إثر مقتل مواطن" أسود "سائق سيارة أجرة يدعى "رودني كينغ"، على يد أربعة ضباط بيض ، انحازت المحكمة إليهم إثر اعتقالهم، بإسقاطها المنسوب إليهم من جريمة القتل العمد واقالتهم من سلك الشرطة ! ، فكان رد فعل الشارع الاحتجاجات العارمة والتي دامت ٦ أيام احتجاجات خرجت على السيطرة" ترجمت في : إحراق" ،نهب ،شغب" تدخلت خلالها الشرطة والمارينز الأمريكين ، و التي شملت أهم المدن الأمريكية احتجاجا، على الحكم ؛ بضعة سنوات من السجن ما يفسر في نظر وسائل الإعلام الغربية موجة الاحتجاجات ، التي تعم البلاد والتي لم تشهدها أمريكا منذ اغتيال "مارتن لوتير كين" في أبريل ١٩٦٨، وقد وصل لهيبها إلى زجاج ؛واجهة البيت الأبيض تحدى خلالها المتظاهرين ، وعيد وتهديد ؛الرئيس الأمريكي، بأن يطلق الحرس الجمهوري ، الرصاص والكلاب في حال اقترابهم من البيت الأبيض،تصاعد الاحتجاجات أتى بعد أن اعتبر ، القضاء الأمريكي الجريمة ،ضمن القتل غير العمد ، وقد صب "دونالد ترامب ، "الزيت على النار" ،كما يقال، بتصريحاته المستفزة للمتظاهرين ،بأن وصفهم بالبلطجية ، والفوضويين، وقطاع الطرق مبررا ذلك بأن وراء تلك الاحتجاجات ،المهددة للأمن القومي الأمريكي ، اليسار المتطرف،؟ ولم يتردد الرئيس الأمريكي، في إرسال ١٤٠٠ جندي من الحرس الوطني والشرطة العسكرية ،لمحاولة إخماد غضب المتظاهرين والذي يبدو أنه لن ينتهي إلا بتحقيق" العدالة العرقية" ووضع حد لعربدة شرطة البيض ،وفرض قانون المسائلة وإلزامهم حمل الكاميرا ،هذا إن لم تتطور الأحداث إلى عمل ثوري ،لأن المتظاهرين المحتجين النازلين في الشارع لا لون ولا عرق لهم شباب ،يريد تسطير ملحمة قد تفضي إلى التغير،في الثقافة والسياسية والاقتصاد ،بالرغم من بعض وسائل الأعلام الموالية للحزب الجمهوري التي تشوه الحراك الاجتماعي بالتركيز على ؛على ما تعتبره، إحراق للسيارات نهبا للمتاجر و الممتلكات وتخريب المؤسسات ،هذه مناسبة لنهضة وإحياء لدور المجتمع المدني،(كحركةالسود مهمة"،وحركة مارتن لوتر"ودور الحزب الشيوعي في تأطير الحراك والدفع به إلى الأمام ،أما انتخابات الناخبين الكبار ،وثنائي الحزب: الجمهوري والحزب الديمقراطي، فلن تكرس؛ إلا مفهوم التناوب على الاستغلال والاستبعاد و إغناء النخب الغنية ولوبيات الحرب والفساد ، وإفقار ما هو تحت عتبة الفقر.
أتيت على سرد هذه الأحداث وسياقاتها ؛ في محاولة تذكير من يراهن من قادة الدول العربية وقد وضعوا" كل بيضهم في السلة الأمريكية" وبعض النخب الليبرالية وبالأخص المعارضة من الأقليات الاثنية ، على تجربة النظام الأمريكي التنموية والسياسية ،ليروا بأم عينهم، ما يحدث في إدارة البيت الأبيض وفي المجتمع الأمريكي ، من أبشع صور للعنصرية وللتميز العرقي في كل شيء ،فهل أصبح للإدارة الأمريكية بعد جانحة كورونا، وفشلها في الشرق الأوسط وآسيا الشرقية ،وتداعيات مقتل "جورج فلويد"... مصداقية؟ ،فكيف لها أن تدعو إلى الديمقراطية والحرية لمن يعارض سياستها الخارجية من دول وتنظيمات سياسية ، وهي تمارس أبشع أنواع العنصرية على جزء من مواطنيها ،كما دعوتها للسلم الأممي ووجودها ؛ مرتهن بالحروب على مناهضيها ،والحرب الطبقية على مواطنيها .كل هذا من أجل وهم وبريق أمريكا العظمى،" ليس كل ما يلمع فيها دهبا" ..؟ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون في -أدنوك-: أسو


.. الجزيرة ترصد مبنى الشركة المتهمة بتصدير أجهزة البيجر التي ان




.. الإعلام الإسرائيلي يناقش تداعيات اغتيال القيادي بحزب الله ال


.. تصعيد إسرائيلي ضد حزب الله.. هل نشهد غزة جديدة في بيروت؟ | #




.. الرئيس التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون في -أدنوك-: نست