الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تتغير امريكا

امجد عبد الامام عثمان

2020 / 6 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


هل تتغير امريكا؟

مرت الولايات المتحدة الامريكية على مدى تاريخها منذ عام ١٧٧٦ وانتخاب جورج واشنطن كأول رئيس لها، مرت بازمات كبيرة وعديدة منها اجتماعية كالصراعات الداخلية ومنها اقتصادية وما يتعلق باقتصاد الدولة واثره على الداخل الامريكي من شركات ومصانع وبورصات مالية.

حجم ازمات الولايات المتحدة بحجم تحدياتها وطموحاتها وحركتها وتفاعلها على المسرح الدولي، ولا تقاس بامكانيات وطموحات ومشاريع دول اخرى تنافسها على الصدارة في قيادة العالم.

لذلك غالبا ما تخفي الولايات المتحدة الارقام والاحصائيات الحقيقية في حركتها ومشاريعها سواء للرأي العام الداخلي او للاعلام والدول بصورة عامة وهذا ينطبق بصورة محكمة وقانونية حتى على اصدقاء امريكا فضلا عن حلفائها، ولا اقول انها دولة لا تحمل نقاط ضعف ومواطن خلل لكنها دولة يغلب على مجملها التكتم والسرية حفاظا على هيبتها وامنها واقتصادها.

وهذا ما يجعل ان كثيراً من التحليلات والتنبؤات تدور وفق ما يترشح ويتسرب من هوامش المعلومات للصحافة وما يطلقه من يعيش ومنغمس في الداخل الامريكي سواء على المستوى السياسي او الاجتماعي او الاقتصادي ولا يعدو كونة تفسيرا ظاهريا لا ينفذ لعمق الحقيقة والواقع، نعم ربما تتوافق بعض الاراء والطروحات مع ما يمكن ان يحدث في المستقبل لكنه لا يتجذر في التوقع ويلامس جوهر الحقيقة الا بشكل طفيف.

وعليه ان نظرة عامة للاحداث التي غيرت من واقع الولايات المتحدة هي في حقيقتها لا تصب الا في صالح الولايات المتحدة ولم تضعفها الا من ناحية الشتم والتشفي التاريخي من قبل الاخرين المناوئين لها.

فأحداث كبيرة مثل الحركة المناهضة للعنصرية في الستينيات وازمة الكساد الاعظم في الثلاثينيات وازمة حرية المرأة وحرب فيتنام واحداث تفجير الابراج في ايلول عام ٢٠٠١، وغيرها من الاحداث التي التفت امريكا حول نفسها وحولتها لصالحها وصالح شعبها لانها تجيد التموضع والدفاع عن نفسها لو داهمها خطر مصيري يهدد كيانها ووجودها وهذا ما فعلته في كثير من جولات المواجهة ومنها في الحرب العالمية الثانية التي ختمتها بالقنبلتين النوويتين على اليابان فيما كانت هناك مفاوضات استسلام وانهاء الحرب تدور خلف الكواليس.

امريكا مهووسة بالتاريخ والتقمص وتبني الحضارات السابقة وخاصة الحضارة الرومانية التي انتصرت فيها مدينة العسكر على مدينة الفلسفة والعلم والحكمة ومثلت في اعدائها اشد تمثيل بعد كل جولة معارك سواء كانت منتصرة فيها او خاسرة.

ان انعكاس رد الفعل الامريكي الى الخارج على الاحداث المحلية الداخلية سيكون اشد قسوة واكثر ضراوة من هروات الشرطة او بخاخات الفلفل او رفع الانجيل امام كنيسة..

يبقى الترقب والانتظار لما ستؤل له الاحداث سيد الموقف وما سيحمل المستقبل من تطورات ومفاجآت يحملها المتظاهرون والحكومة معا على حد سواء هي الفاصل بين الفريقين.

البصرة
٢٠٢٠/٦/٣








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تظاهرات في إسرائيل تطالب نتنياهو بقبول صفقة تبادل مع حماس |


.. مكتب نتنياهو: سنرسل وفدا للوسطاء لوضع اتفاق مناسب لنا




.. تقارير: السعودية قد تلجأ لتطبيع تدريجي مع إسرائيل بسبب استمر


.. واشنطن تقول إنها تقيم رد حماس على مقترح الهدنة | #أميركا_الي




.. جابر الحرمي: الوسطاء سيكونون طرفا في إيجاد ضمانات لتنفيذ اتف