الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمريكا تشتعل...

غسان صابور

2020 / 6 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


أمــــريــــكــــا تــــشــــتــــعــــل...
مقتل المواطن الأمريكي الأسود Georges Floyd بمدينة Minneapolis مختنقا .. كان لاعب كرة أمريكية (football américain) عمره 59 سنة.. مات تحت ركبة شرطي أمريكي.. له عدة سوابق عنصرية.. مات خنقا تحت ركبة شرطي عنصري أمريكي من عشرة أيام .. كانت نقطة الماء الإضافية التي طفحت الكيل... بكل الولايات المتحدة الأمريكية... بما تبقى من بقايا الإعلام الحر بالعالم... وأثارت الاعتراضات والانتفاضات بمئة وأربعين مدينة أمريكية كبيرة أو متوسطة... لا بالمواطنين السود الفقراء فقط... بل من مواطنين أمريكيين من جميع الفئات الأمريكية العرقية المختلفة التي تشكل المجتمع الأمريكي... والتي شكلت وجمعت وضامنت المظاهرات والانتفاضات الكبيرة.. والتي اجتاحت حتى العاصمة الأمريكية واشنطن... تحمل أشكالا ثورية مختلفة... مما دفع الرئيس الأمريكي العجيب الغريب.. بتسمية هذه الاعتراضات الحقوقية الطبيعية التي جاءت.. بعد مئات الانحرافات الرهيبة الغير دستورية والعنصرية الواضحة.. ضد مواطنين سود أو من أصول أمريكية لاتينية أو صفراء... سماهم مستر تــرامــب بعناصر شيوعية ـ اشتراكية ـ أناركية ـ مجرمة مخربة... علما أن جميع هؤلاء المعترضين هم ناس عاديون من طبقات اجتماعية مختلفة مسالمة.. لا علاقة لها على الإطلاق لا بالشيوعية.. ولا بالاشتراكية.. ولا بأية أناركية... مما دفع هذا الرئيس المخربط العجيب الغريب.. إلى التهديد باستدعاء الجيش والقوات المسلحة... بدلا من محاولة تهدئة قانونية.. وخاصة بعد أن أظهر التحقيق أن موت هذا المواطن مات خنقا.. بلا أي سبب.. وأن الشرطي الذي قتله.. له عدة سوابق.. عنصرية معروفة واضحة... لم تــدن بالسابق.. على الإطلاق...
ومن المعروف أن الشرطة الأمريكية.. حسب القانون الذي أصدره الرئيس المغتال جون كينيدي.. تتشكل من جميع الأعراق التي تؤلف المواطنة الأمريكية... ومع هذا هناك عدة ولايات.. ما تزال العصبية العنصرية الأوروبية البيضاء.. ظاهرة اجتماعية واضحة مهيمنة ظالمة قاهرة.. كالسرطان.. أو الكورونا التي لم يوجد لها أي دواء حتى هذه الساعة... ومن المعروف والظاهر أن الاصطدامات العرقية ما بين الطبقات الملونة والفقيرة.. ظاهرة موجودة مستمرة مع قوات الأمن.. تعالج بعنف عنصري.. غير إنساني.. وأن غالبية المواطنين الموجودين بالسجون الأمريكية بأحكام ثقيلة.. هم من العرق الأسود... دون أن ننسى أن أمريكا عمرها بضعة مئات من السنين فقط... بنيت على أنقاض وفناء سكانها الأصليين الذين سماهم الفاتحون والقتلة الجماعية.. الهنود الحمر.. والذين لم يكونوا على الإطلاق.. لا حمرا.. ولا هنودا!!!...
وجل ما أخشى أن تـتـفـاقـم أمركة الاتحاد الأوروبي.. وخاصة فـرنــســا... هذا البلد الذي اخترته وطنا لعائلتي.. وربيت فيه أولادي.. ورأيت فيه أولادهم.. وأحفادهم... هذا البلد الذي علمني أصول الحريات والسياسة وحقوق الإنسان وتآخي البشر.. وعلمني الاعتراض وعدم الصمت عن الباطل.. وأن الصمت عن الباطل والجريمة والفساد.. شراكة بالباطل والجريمة والفساد.. وأن حرية الاختيار ثقافة وطبيعة... وأنه لا جيل للمعرفة... وان الشهادات الجامعية كلها.. ليست كل المعرفة.. ولا كل الثقافة.. وأن الحياة والعلاقات الإنسانية واستماع الآخر... أفضل مدرسة وأفضل جامعة... ولهذا كانت فرنسا أوسع مدرسة وأفضل جامعة لي.. وما أزال أتعلم هذه الساعة من العمر...
لهذا أخشى عليها من الأمركة.. وأنظمة الأمركة التي تتسلل ـ عبر الاتحاد الأوروبي ــ منذ غياب الرئيسين ديغول وبومبيدو... وهيمنة المؤسسات السياسية والمصرفية... على غالبية هذا الاتحاد.. والذي أوت دوله المشتركة عشرات الملايين من مهجري المشرق والبلدان العربية.. وإفريقيا... ولما تفجرت البطالة.. بسبب الأزمات الاقتصادية.. بالسبعينات من القرن الماضي.. تفجرت مظاهر العنصرية متوجهة من وقت لآخر نحو هذه الشعوب المهاجرة أو اللاجئة... وخاصة التي جمعتها وكدستها مختلف السلطات الحاكمة.. لأسباب اقتصادية وبشرية إثر نهاية الحرب العالمية الثانية.. بمناطق ومدن جديدة سموها زنانيرية... تفجرت بها منذ ثمانينات القرن الماضي.. وبدء انفجار وتفاقم البطالة بأوروبا... مشاكل متعددة عنصرية.. تشبه بحد ما بانفعالاتها.. وعدم اندماجها بالمجتمع الأوروبي عامة.. والفرنسي خاصة.. بسبب العادات والتقاليد والمعتقدات... صارت يوما بعد يوم.. وبتخاذل وعدم فهمها وهضمها من السلطات المحلية أيضا... إلى انفجارات متواصلة متكاثرة بلا حلول إنسانية... تشبه كثيرا مشاكل وانفجار الأقليات المستمرة بالولايات المتحدة الأمريكية.. والتي نرى صورها بموسيقا وأغاني الـ RAP والتي أصبحت هنا أيضا حاملة أصوات الأقليات... وبالرغم أن عديدا من الطبقات الاقتصادية والاجتماعية الفقيرة والمتوسطة... تشارك بشكل أو آخر.. بهذا الـ RAP وهذا الاعتراض المعيشي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي... والذي تفاقمت مظاهره أخيرا بانتشار الكورونا والكوفيد.. بالعالم كله... هذا العالم القادم والسائر على طريق معتم مجهول...
هل ما يجري بالولايات المتحدة اليوم... بالإضافة إلى انتشار الكورونا والكوفيد.. وتفجر أعداد الضحايا من هذا الوباء الذي سبب أكبر عدد من الضحايا.. هناك بأغني بلد بالعالم... وأكثره فقراء من غير سكن أو دواء أو عناية... بسبب نظامه الرأسمالي القاتل المرعب.. وضحاياه الفقراء بالنسبة لعدد السكان...
هل هي بداية انهيار النظام الأمريكي... بعد كل كركبات رئيسه ترامب الذي يتحدى شعبه... ويتحدى العالم... بدلا من تأمين حياة أمينة لشعبه.. والكف عن سياسته الاعتدائية الحربجية العالمية... واستعمال الأمبارغو لخنق شعوب العالم التي لا تنضم لسياسته وتحدياته الاستعمارية والعنصرية اللاإنسانية....

ــ بــصــراحــة
بصراحة.. بصراحة إنني أشكر الكوفيد والكورونا... لأنها ذكرتنا أننا لا شـيء.. لا شيء تجاه هذا الوباء الحديث.. والذي ساوى كل البشر كحصادة ميكانيكية روبوتية.. بلا سائق.. تحصد القمح والزيوان البشري.. الظالمين واللصوص والفاسدين.. والمنبطحين المخدرين.. والنائمين الضعفاء من الجوع والسجناء والمظلومين... موزعة الخوف بلا معرفة ولا حساب على الجميع... على الجميع.. حتى تفرغ جميع خزاناتها من البترول.. أو بطارياتها من كل طاقة...
ولكن هل هذه الحصادة القاتلة الروبوتية.. قد تكون بلا بترول.. بلا بطاريات.. قد تكون بطاقة تشحن نفسها... بنفسها بلا طاقة... حتى تساوي وتعادل كل البشر......من يدري؟؟؟... من يـــدري؟؟؟... أنا لست أدري...
****************
عـلـى الــهــامــش :
ـ دفاعا عن الناشطة السعودية لجين الهذلول
هذه الناشطة السعودية التي تعمل من بداية دراستها بالجامعات الأوروبية.. والتي شاركت بعدة تظاهرات بالمملكة السعودية.. دفاعا عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة وحياتها الطبيعية.. ومساواتها بالرجل كليا.. والتي اعتقلت عدة مرات.. من بدايات فتوتها.. وتوجد من سنتين بالسجن... وهناك تقارير عن تعذيبها والاعتداء عليها جنسيا.. لكسر كرامتها.. ومن أسبوع عائلتها ليس لديها عنها أي خبر.. والسلطات السعودية الأمنية لا تعطي حاليا أي خبر عنها... خلافا لجميع القوانين الإنسانية العالمية... أضم صوتي للإفراج عنها وإعطاء الخبر عنها لعائلتها.. نعم أضم صوتي لجميع المؤسسات الإنسانية التي تطالب بالإفراج عنها.. وإعطاء الجواب المفصل عن مكان وجودها وصحتها...
وأذكر بالمناسبة... أن المملكة العربية السعودية.. هي الإبنة المدللة (الثانية بعد دولة إسرائيل) للسلطات الأمريكية.. والتي يعلن إعلامها ورئيسها.. إنها ترعى الحرية والديمقراطية بالعالم...
أكرر... لا تتركوا لجين الهذلول.. وكما يكتب اسمها بالمؤسسات الدفاعية عن حقوق الإنسان العالمية كالتالي: Loujain Al – Hathlool........
دون أن ننسى مئات المساجين السياسيين بالمملكة السعودية..من نساء ورجال من سنوات.. بلا أية محاكمة.
بــــالانــــتــــظــــار.. نقطة على السطر... انتهى...
غـسـان صـــابـــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا