الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرضيات للنقاش 2

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2020 / 6 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


لا نجازف بالكلام أن الدولة في لبنان عاجزة بالرغم مما هي عليه من وهن و تهتك ، عن مجاراة التيار الذي تسير فيه الدول الخليجية و مصر بوجه خاص ، في ما يتعلق بمسألة الاستعمار الإسرائيلي في فلسطين ، المرشح للتمدد توازيا مع انتشار مخافر الامبريالية في العالم و في البلدان العربية تحديدا . الأمر الذي يجعل من هذه الدولة المفككة عائقا مزعجا ، علما أن جميع محاولات إزالته أو عزله ، فشلت حتى الآن ، وما يُنكي أكثر المنزعجين هو أن الذين شاركوا في تحرير بلادهم التي كانت تحتلها القوات الإسرائيلية و قاتلوا في البوسنة من أجل تقسيم دولة يوغوسلافيا و كان موقفهم ملتبسا في مواجهة الحرب التي أعلنها الحلف الأميركي ـ الإسرائيلي على العراق ، يدعمون صمود الفلسطينيين في قطاع غزة ويقفون إلى جانب السوريين الذين يذودون عن وطنهم ضد الحلف الأميركي ـ الإسرائيلي نفسه ، ويساندون العراقيين الذين يحاولون تخليص بلادهم من براثنه !
أكتفي بهذه اللمحات لأعود إلى مسألة الفروق التي تميزت بها في لبنان جبهة اعتراض الهجوم الأميركي ـ الإسرائيلي من أجل تحطيم مقومات النهوض وبناء القدرة على الدفاع عن النفس والحفاظ على الاستقلال في ما يخص الدول التي أشرنا إليها في الجزء الأول لهذا البحث و هي الدول المعنية بالدرجة الأولى بمسألة العروبة بمعنى التضامن و التعاضد على أساس الأمن القومي المشترك!
لا حرج في القول الآن ، على ضوء كل ما جرى منذ مبادرة الرئيس المصري الأسبق أنور السادات إلى زيارة القدس في سنة 1977 ، أن الحلف الأميركي الإسرائيلي ، بدأ الهجوم انطلاقا من لبنان مستهدفا سورية و العراق . و لكن " الرمال المتحركة " في لبنان إذا جاز التعبير و تصلب العقل السلطوي في الجانب العربي بالإضافة إلى غرور المعتدين في الجانب الآخر نتيجة فائض القوة ، جعلت الأطراف جميعا يخطئون الحساب و يتصرفون خبط عشواء على حساب اللبنانيين طبعا الذين دفعوا أثمانا باهظة ، و لكن هذا الموضع لا يتسع للدخول في تفاصيل هذه المسألة .
فما أود قوله في هذا الصدد هو أن سلطة الدولة في لبنان موزّعة بين زعماء الطوائف ينجم عنه اختلاف في مواقف أجزاء السلطة في جميع الأمور تقريبا و من ضمنها العلاقة بالقوى الغربية ولكن هذا لا يؤدي بالضرورة دائما إلى تصادم فيما بين هذه الأجزاء . ينبني عليه أن المنتصرين و المهزومين يتعايشون ريثما تتغير الظروف و تتبدل الموازين و يصير الأولون أخيرن . هذا على عكس سلطة الدولة في سورية و العراق حيث السلطة واحدة والحاكم واحد .
مجمل القول أن الهجمات الأميركية الإسرائيلية المتكررة على لبنان لم تتكلل بالنصر المطلق و لم تهزم نهائيا .اعتقد المستعمرون الإسرائيليون أن انتصارهم في لبنان على منظمة التحرير الفلسطينية و حلفائها في لبنان ، الذي كانوا بأمس الحاجة إليه حتى لا يقعوا في مطب سياسة التميز العنصري تجاه الفلسطينيين قد تحقق فعلا و أنه صار بالإمكان إخفاء " خطيئتهم الأصلية " عميقا تحت التراب . فخاب ظنهم عندما تحالف لبنانيون مع الإيرانيين حيث أفشلوا خطتهم و أجبروهم على الانسحاب من الأرض التي كانت واقعة تحت احتلالهم بالإضافة إلى أنهم فرضوا معادلة جديدة جسدت بطريقة أفضل و أقوى العائق اللبناني في مواجهة المشروع الأميركي ـ الإسرائيلي في سورية و العراق .
و في مختلف الأحوال فإن الفرق الأكبر الذي يميز الساحة اللبنانية من نظيرتيها في سورية والعراق هو على الأرجح العمل الجاد و المتواصل منذ حرب تموز 2006 على إعداد ترسانة سلاح رادع بالتنسيق مع أيران ضمن استراتيجية غايتها إفهام المعتدي المغرور بسلاحه النووي و حلفائه من الدول الغربية القوية ، أن الحرب العدوانية ممنوعة أو مستحيلة ، لان رد فعل المعتدى عليهم سيكون شاملا ونهائيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيلون ماسك يؤسس حزبًا جديدا


.. أول ظهور علني لخامنئي بعد الضربات الأميركية الإسرائيلية على




.. احتجاجات في طرابلس ضد حكومة الوحدة الوطنية على خلفية وفاة ال


.. تفشي آفة الحشرة القرمزية بولاية نابل في الشمال الشرقي التونس




.. إيلون ماسك يعلن تأسيس -حزب أمريكا-.. ما القصة؟