الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا ليست أقوى من الاتحاد السوفيتي

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2020 / 6 / 3
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


كثر من الأخوة والأصدقاء المتابعين تجدهم في كل مناسبة يوجهون اللوم لشعبنا في باكورى كردستان (تركيا) وعدم تحركهم لمساندة شعبنا في روجآفا ضد سياسات تركيا.. وبالرغم من أن القراءة والتقييم ليس دقيقاً حيث نعلم بأن المدن والمناطق الكردية قد شهدت الكثير من الحراك السياسي والمجتمعي ضد سياسات أنقرة وقد وصلت الأمور إلى اعتقال أغلب القيادات التي كانت تحرك الشارع الكردي حيث عدد المعتقلين من حزب الشعوب الديمقراطية بالآلاف، ناهيكم عن الاجراءات الأمنية المتشددة ضد شعبنا هناك، بل يمكننا القول؛ بأن ما عرف بحرب الشوارع وحفر الخنادق داخل المدن الكردية بباكوري كردستان -وبالرغم من رفضنا لتلك الخطوة الغير دقيقة والتي أضرت بنا أكثر مما نفعتنا نحن الروجآفاويين وكذلك بالأخوة في باكوري كردستان- إلا إنها وبقناعتي كانت جزءً من خطة وعمل عسكري لمساندة شعبنا في روجآفاي كردستان وذلك من أجل تخفيف الضغط عليه بتحويل جزء من ذاك الضغط والقمع إلى الداخل في مدن وساحات شمال كردستان.

ولذلك دعونا لا نلوم شعبنا دائماً فالطغاة أحياناً يقدرون أن يكبلوا شعباً في سجونهم لسنوات ونحن الكرد في سوريا لنا تجربة طويلة ومريرة مع الاستبداد حيث كل سنوات الظلم والقهر والحرمان من الحقوق الثقافية والسياسية، ناهيكم عن المشاريع العنصرية كالاحصاء والحزام العربي السيئي الصيت ولم نتحرك يوماً ضد كل تلك السياسات، فهل شعبنا كان جباناً أم الظروف وأدوات القهر هي التي أجبرتنا على تحمل كل تلك الآلام إلى أن حانت اللحظة التاريخية لقلب هذا الواقع المرير والمؤلم وسيحين يوماً ما موعد الطغاة في تركيا وذلك مهما حاولت الحكومات التركية أن تجعل من تركيا سجناً كبيراً لمحاصرة شعبنا فلا بد أن ذاك اليوم الذي فيه سينتفض ويقلب موازين القوى بالبلد هو آتٍ، لكن وللأسف للدول السيادية بالعالم حساباتها ومصالحها التي تجعل من حكومة بفاشية حكومة العدالة والتنمية أن تستمر بسياساتها وعنجهياتها إلى حين مؤجل ولكن ليس مؤبد وقد رأينا من سبق أردوغان بالتجبر والتنمر وحينما حان ساعة الجد أخرجوا من الأنابيب والمجاري كأي جرز مذعور.

وتركيا لن تكون الاستثناء رغم محاولة إدعاء البعض بأنها قوة إقليمية كبيرة والغرب وتحديداً أمريكا لا تجرؤ على فعل شيء ضدها فلعلم هؤلاء نقول؛ بأن تركيا لم ولن تكون بقوة المنظومة الاشتراكية وعلى رأسها الاتحاد السوفيتي، كما إنها ليست بدلال شاه إيران حتى لا يتم التخلي عنها عندما تتطلب المصالح وأعتقد لن يطول ذاك الموعد للاطاحة بنظام فاشي قومي-إسلاموي حيث إن كان الآخرين يحملون صفة العنصرية بطابع قومي عروبي، فإن تركيا تحمل وتمارس الفاشية بنسختيها القومية والإسلامية وهي أخطر على الغرب -أمريكا- من باقي الفاشيات التي تم اسقاطها تباعاً؛ بدءً من الاتحاد السوفيتي مروراً بالمنظومة الاشتراكية وصولاً للأحزاب والحكومات العربية الفاشية وسيكون كل من تركيا وإيران حلقات جديدة في سلسلة سقوط أحجار الدومينو والكرد سيكونون الرهان أو اللاعب السياسي الجديد بالمنطقة كجزء من لعبة كسر الإرادات والنفوذ والتحكم بطرق أنابيب الغاز والنفط التي حلت محل طرق قوافل التوابل والبهارات ولذلك علينا قراءة الخرائط السياسية ومصالح الدول السيادية جيداً ونقدم الرهان بأننا سنكون بقدر الرهان والمسئولية لنكون الشركاء الجدد في لعبة السياسات القادمة، بعيداً عن ثقافة اللطم وجلد الذات والتي لم تقدم لنا إلا المزيد من اليأس والخراب؛ الروحي والسياسي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 3 تيارات تتنافس على الفوز بالانتخابات الفرنسية.. واليسار يتم


.. وسط ارتفاع أسهمه.. زعيم حزب التجمع الوطني بارديلا يدلي بصوته




.. زعيم اليمين المتطرف يدلي بصوته في الانتخابات التشريعية الفرن


.. نجوم الرياضة الفرنسيون عن مخاوفهم من وصول اليمين المتطرف إلى




.. فرنسا تعيش الساعات الأخيرة للحملة الانتخابية.. واليمين المتط