الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جماهير التيار الصدري/بين ثقافتين اثنتين/قراءة في الوعي الاجتماعي

عبد جاسم الساعدي

2020 / 6 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


جماهير التيار الصدري/بين ثقافتين اثنتين/قراءة في الوعي الاجتماعي
يطيب لي أن أعود إلى منبت النشأة والصبا والانتماء مذ كنت شابا حيويا متحركا، وجدت نفسي هناك منتميا إلى الحزب الشيوعي العراقي وإلى منظماته ومبادرات الشباب المتجددة.
فبقيت في الذاكرة مشاهداتي اليومية لجماهير الكادحين والمهمشبن الذين هربوا من جور الإقطاع في العمارة لينضموا إلى أهاليهم في الخندق العميق /خلف السدة الشرقية بعد أن يطلوا بنظرات الدهشة إلى مبنى القصر الأبيض ليجتازوا السدة الشرقية تواجههم مستنقعات شطيط على امتداد السدة وليستقروا في صرايف العاصمة.
إذ بنت الدولة العثمانية السدة على امتداد بغداد من صرايف الوزيرية إلى تل محمد ثم الاتساع عرضا إلى صرايف الميزرة..
كانت تلك الجماهير بطبيعة الحال تبحث عن عمل ولعل الانتساب إلى الشرطة كان مدخلا للاستقرار النفسي والاجتماعي مع ضمانات الدولة.
وفي الغالب يتم استخدام النساء للخدمات المنزلية.
صادف أن نشبت ثورةالرابع عشرمن تموز العام ١٩٥٨ فوجدت تلك الجماهير ضالتها في الانتماء ودعم الثورة.
تطور الحال وهذا المهم بتشكيل خلايا ومنظمات الحزب الشيوعي التي مارست أعمالها النشطة بعلنية. وتكاثفت المبادرات المتنوعة بين الانتماء للحزب والانخراط الطوعي في منظمات الشبيبة الديمقراطية والمنظمات النقابية.
اذكر واحدة من تلك المبادرات إذ كنا في المتوسطة النظامية المحاذية لبارك السعدون.
طلبنا من مدير المدرسة الراحل سعيد كاهجي ان يوفر لنا فرصة استخدام صفوف المدرسة لمحو الأمية. اندهش المدير ومن اين تاتون بهم؟ نحصل على الموافقة وسترى. وفي الأيام التالية اكتظت صفوف المدرسة بالعمال واسطوات البناء إذ كنا على صلة ومقربة منهم في مقاهيهم العامرة عند تمثال السعدون.
كانوا في غاية الفرح وبصورة تلقائية انظموا إلى منظمات الشبيبة وفعالياتها الفنية والثقافية .
ومما له دلالته في هذا الباب كان الأصدقاء ينظمون حملات التلقيح لعشرات الآلاف من الاطفال. بالإضافة إلى الإسعافات الأولية.
اكتظت بغداد بالتظاهرات الشعبية في شكل لم يشهد مثله العراق حينما تعرض عبد الكريم قاسم إلى محاولة اغتيال العام ١٩٥٩ في شارع الرشيد. أعدته عصابات البعث.
وشاهدت تلك الجماهير الغاضبة في وثبتها العارمة للتضامن مع الثورة على انقلاب فاشيي البعث في شباط ١٩٦٣.
كانت الجماهير تتحرك بفعل الوعي والانتماء وثقافة الثورة وطابعها الإنساني من دون نزعات دينية أو طائفية أو عنصرية أو أمراض الزعامات الشخصية.
انتقلت تلك الجماهير الغفيرة إلى مدينة الثورة فأخذنا الانتماء إليهم أن ننظم حملات مساعدة كل يوم جمعة من العمال والاسطوات المتطوعين وان نبدأ بالمساعدات من دون اتفاق أو موعد لنسهم في إكمال البناء مجانا يذكر ان سيارات نقل تنقلنا مجانا طوال اليوم.
كما نشعر بالفرح على ذلك العمل الجمعي وتنتشر الابتسامة على محيا المواطنين.
قادنا الوعي من دون توقف حتى حدث انقلاب البعث الفاشي العام ١٩٦٣ بتعاون جماعة الخالصي وفتنة الفتوى التي أصدرها عبد المحسن الحكيم بجواز تصفية أبناء الحزب الشيوعي مما أحدثت فرحا لدى قيادات البعث بالإضافة إلى تعاون قيادات من أحزاب إسلامية عراقية إذ أبدت الدعم والتأييد واستخدام السلاح في الشوارع والاعتقالات والتعذيب. من هناك بدأت حال الاغتيالات والاعتقالات والتعذيب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا